السودان: انهيار تاريخي للجنية السوداني مقابل الدولار اليوم الخميس.
بورتسودان: بلو نيوز الإخبارية-
شّهِد الجنيه السوداني انخفاض ملحوظ وغير مسبوق في قيمته أمام الدولار الأمريكي وغيره من العملات الأخري، مع ملاحظة ارتفاعات استثنائية في أسعار العملات بالسوق الموازية.
وأشار مراقبون إلى ان السبب يكمن في قرار غريب من بنك السودان المركزي، حيث أصدر في بداية شهر مايو الماضي قائمة حظر من الصادر لعدد كبير من الشركات المتأخرة في توريد حصائل الصادر.
“وحصيلة الصادر هي عوائد بيع المصدر لبضائعه بالخارج” والبنك المركزي يلزم التجار باعادتها الى السودان، للاستيراد او البيع او تبيعها للبنك المركزي.
وبعد مناشدات قال التجار ان التأخير حدث بسبب الحرب، وتعطل الجهاز المصرفي بالاضافة إلى بعض الصعوبات.
وفي بداية يونيو أصدر بنك السودان المركزي قرار امهله فيه المصدرين شهر واحد لجلب الحصائل المتأخرة.
وأضاف المراقبين، ان الخطأ هو إلزام البنك للمصدرين ببيع الحصائل للبنك بالسعر الرسمي للبنوك، وكان هناك فارق كبير جدا بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي، وتسبب في خسائر كبيرة، يقدر بحوالي ٣٠%.
وقد اجمع المصدرين على رفض تسليم حصائل الصادر للبنك، وظل الوضع على ما هو عليه حتى أواخر شهر يونيو، وبدأت البنوك في الاستجابة ورفع سعرها حيث وصل تقريبا ليكون الفرق حوالي ٢-٣% وهو الفرق المعتاد.
واحدث ذلك ضغوطات هائلة، حيث قام المصدرين بتحويل حصائلهم في اسبوع واحد، وهى مبالغ كبيرة تقدر بحوالي “100” مليون دولار.
اسباب المشكلة؟
أكد مراقبون أن الأسباب الرئيسية وراء المشكلة، هو ان البنك بيأخذ حصائل الصادر الراجعة ويقوم بدفع المقابل بالجنيه السوداني، ولعدم توفر الجنيه يقوم البنك بخلق نقود جديدة في النظام المصرفي من العدم، مما يطر التجار الى شراء عملات أجنبية للمحافظة على قيمة اموالهم، وخاصة بعد التدهور الشديد الذي حدث، وعدم استقرار الذي تشهده البلاد، اصبح التجار يتخوفون من الدخول في شراء اي بضائع.