مؤتمر القاهرة .. “خمر” قديم في قناني جديدة.!!  

808

محمد حسين ادم يكتب:

مؤتمر القاهرة .. خمر قديم في قناني جديدة.!! 

ظلت الروابط المصرية السودانية منذ العام ١٨٢٠ تحمل روابط مشتركة ضاربة في القدم ولكنها إرتبطت بالمصالح الإستعمارية لكلا البلدين ، حديثاً ورغم الأواصر الشعبية التي لا تحتاج إلى إيضاح إلا أن طبيعة الحكم في مصر بعد الملكية هي العسكرية القابضة وتحكمهما في مفاصل الدولة وتغليب مصالح النخبة الحاكمة على

الوطنية وتظل محدداً جوهرياً في طبيعة عدم التكافؤ وهي طبيعة العسكر حتى مع شعوبهم، حيث تأذى الشعب المصري من هؤلاء الجنرالات ناهيك عن جيرانهم، السودان أيضاً كان ليس بأفضل حال من جيرانهم فقد حكم ذات العسكر قرناً ونيف، والنتائج واضحة فكلا الدولتين كان ماضيهما خير من حاضرهما .

كانت مصر الرسمية ولاتزال تفضل وبإستمرار حكام سودانين من لدن المؤسسة العسكرية تتسق مع مصلحة نخبها وليست مصالح للشعبين بأية حال ، وآخرها وأد وهدر محاولات الشعب السوداني الوصول إلى محطة نظام مدني ديمقراطي بمساهمتها وتشجيعها بثقلها لعرقلة المرحلة الإنتقالية والإنقلاب عليها، رغم التقاطعات الإيدولوجيةمع عسكر السودان وإنقلاب الإدارة المصرية الحالية على أول تجربة مدنية ديمقراطية منذ أن خلق الله مصر ، خطل سياسات عسكر شمال الوادي تجاه السودان والتي أوصلته إلى الحرب الشاملة أعاق حتى مصالح الدولة المصرية الحيوية الوطنية والشعبية وألقى بظلال سالبة على جميع أوجه الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في مصر .

يبدو أن التغيير الحكومي الأخير في مصر أضاف بعض التغييرات الشكلية في التعاطي مع الملف السوداني بعد أن إنتبهت بعض الدوائر إلى ثمن الأخطاء الفادحة التي تدفعها الدولة المصرية وليست الرسمية فحسب ، هذا التغيير الشكلي تمظهر في السعي حثيثاّ في دعوة الطرف المدني المنقلب عليه للوصول لآفاق سريعة وجهود تفضي إلى وقف الحرب بشكل جدي وسريع لتلافى تراكم وتضاعف آثار حرب السودان الإقتصادية والأمنية مع إدراكها أن الإدارة المصرية السابقة ورأس النظام المصري الحالي هم من الأسباب الجوهرية في وصول السودان للأوضاع الحالية.

إن طبيعة العسكر في إدارة شوؤن الحكم في أي مكان تتشابه في كل سمات المرتبطة بطرائق الممارسة والتفكير وهي تتصادم بطبيعة الحال مع رغبات ومصالح الشعوب وهي بديهيات لن تتحق لشعبي البلدين في الواقع المنظور تطلعاتهم في السلام و العيش الكريم وتبادل المصالح .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *