خبراء: الجيش السوداني لا يمتلك سوى خيار واحد لتجنب “متاهة أبدية” وإنقاذ البلاد.

516

وكالات: بلو نيوز الإخبارية-

أوضح خبراء في مجال العلاقات الدولية وفض النزاعات أنه ليس أمام الجيش السوداني سوى خيار وحيد في ظل الهزائم المتتالية التي يتلقاها على يد قوات الدعم السريع، لتجنيب السودان وشعبه “متاهة أبدية”.

وقال الخبراء، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن الخيار الوحيد يتعلق بتحرر قيادات الجيش، على رأسهم الفريق ، من سيطرة حلفائه الإسلاميين على القرار العسكري والسياسي، وقبول وقف إطلاق النار، والذهاب إلى طاولة مفاوضات تجمعه مع قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، لتجنيب السودان وشعبه “متاهة” أبدية تلوح ما بين “التقسيم” الذي يضرب وحدة البلاد مرة أخرى، أو وجود تدخل دولي في ظل تحول السودان إلى “مرتع” للجماعات المتشددة التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

قوات البرهان في وضع صعب:

يؤكد خبير قضايا السلام وفض النزاعات، إبراهيم زريبة، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن الجيش في وضع صعب للغاية، وأمامه خياران، الأول تعم نتائجه الإيجابية لصالح القوات المسلحة كـ”مؤسسة” والشعب السوداني، يتمثل في الذهاب إلى خيار وقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي مع “الدعم السريع” والقوى السياسية المدنية، إنقاذًا للبلاد من “الهلاك”، والذي سيكون بمثابة الخيار الثاني الذي يهدد وحدة السودان والمضي به إلى طريق مظلم.

وأوضح أن طريق إنقاذ الشعب والبلاد يتجسد باتخاذ قيادة الجيش قرارًا بالتفاوض، لا سيما مع تردي الأوضاع الميدانية للقوات المسلحة وتكرر الهزائم أمام قوات الدعم السريع؛ ما أثر في الحالة المعنوية والنفسية للجنود، وكلما طال الزمن زادت الخسائر بالنسبة للجيش، وفق ما تؤكده المعطيات على أرض المعركة.

ولفت زريبة إلى ما وصفها بـ”الفرص الكبيرة” التي سنحت للجيش للاستفادة منها بدلًا من الذهاب إلى هذه الوضعية، منها منبر جدة الذي شهد مفاوضات لوقف العدائيات التي انهارت في ديسمبر/كانون الأول عام 2023، وجهود “الإيغاد” في ترتيب لقاء مباشر بين قيادتي الجيش وقوات الدعم السريع في فبراير/شباط عام 2024، التي لم يستجب لها البرهان.

كما لفت إلى مبادرات القوى السياسية المدنية، وفي صدارتها تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، التي نجحت في الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا، ثم فشلت في عقد لقاء مع البرهان بعد أن رفض طلبها.

ومع كل ذلك، فإن الفرص ما زالت قائمة، بين محاولات القوى السياسية تيسير التفاوض، وصولًا إلى مبادرة الاتحاد الأفريقي لجمع البرهان وحميدتي على طاولة واحدة، لدفع عملية التفاوض وبناء الثقة بين طرفي الصراع، وفق زريبة.

وشدد على ضرورة توصل الجيش وقياداته العسكرية إلى حل لمعضلة اتخاذ القرار، الذي بات في يد المتحالفين معه، وهم ذاتهم الراغبون في استمرار الحرب، ومنهم كتائب “البراء بن مالك”، وجهاز الأمن “المنحل”، و”المستنفرون” الذين يعقّدون المشهد، لافتًا إلى أن عدم اتخاذ القرار الصحيح قد يؤدي إلى تدخل المجتمع الدولي عبر لعب دور في هذا الصراع، لا سيما أن من يستمر في إشعال هذه الحرب هم الجماعات الإسلامية المتشددة، التي لا تهدد السودان فقط، ولكن الأمن الإقليمي والعالمي.

التحرر من الإسلاميين:

وطالب زريبة بضرورة أن تنظر قيادات الجيش إلى وحدة السودان وأمن شعبه عبر التحرر من قرار الإسلاميين، حتى يتم حل الجزء الأكبر من المشكلة، مما سيذهب بالسودانيين إلى طاولة تفاوض لحل أزماتهم من دون أي تدخل دولي، وهذا سيكون أفضل لوحدة البلاد، بدلًا من ضياع الدولة نهائيًا وانهيارها، كما ذهبت أوطان عدة إلى “الذاكرة” بسبب التطرف والإرهاب.

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، د.عبد الباقي علي أزرق، إن كل حرب لا تنتهي إلا عبر مفاوضات مباشرة على طاولة واحدة، وإن ما على الأرض من نتائج يفترض أن يدفع الجيش إلى السعي لوقف إطلاق النار، والجلوس لإجراء حوار سياسي مع.

وأعرب أزرق، في تصريح لـ”إرم نيوز”، عن أسفه على غياب رغبة قيادات الجيش المدعومة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في السلام الحقيقي.

وأكد أنه على إثر ذلك، تحاول قيادات الجيش استخدام عدد من “التكتيكات” لإطالة أمد الحرب، لكنها في الحقيقة تدمر وحدة السودان ونسيجه، لافتًا إلى أن من هذه التكتيكات الرهان على إحداث فتنة بين القبائل مع بعضها البعض، واللجوء إلى نظرية “فرق تسد”.

وأوضح أزرق أن المؤثرات التي تمارس على الجيش من قبل حلفائه الإسلاميين تعمل على تعطيل اتخاذ قرار التفاوض، حيث تأزيم الأوضاع، وسد جميع الطرق المؤدية إلى طاولة الحوار السياسي، ليكون تقسيم السودان نتيجة منتظرة، تحمل قطاعين، الأول تحت سيطرة الجيش في مناطق قد تضم الولاية الشمالية وأجزاء من النيل الأبيض، وربما البحر الأحمر، والثاني تحت سيطرة قوات الدعم السريع بمناطق شاسعة في دارفور وكردفان، ليكون هذا “التقسيم” بمثابة “استراحة” تتجدد معها الحرب بعد فترة قصيرة.

وقال أزرق إنه مهما ضغط العالم، سواء المجتمع الدولي أو الإقليمي، فإن هذه الحرب ستستمر، وستحمل تهديدات للدول المحيطة بالسودان، في ظل التهاب الحزام الأفريقي بجماعات دينية متشددة، يجمعها تداخل مصالح مع حركات مسلحة تحترف الجريمة العابرة للحدود.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *