آبي أحمد، والخريجي في بورتسودان .. هل هى زيارات التحذير قبل الإنهيار؟

324

راينو: بلو نيوز الإخبارية-

في زيارة خاطفة، وصل أمس الإثنين إلى بورتسودان العاصمة الإدارية نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، كما وصل اليوم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى البلاد، وهاتان الزيارتان هما الأولى من نوعهما فالتوقعات تمضي نحو وضع رسائل ساخنة في بريد البرهان؛ مصحوبة بلحظات حرجة للجيش على مسرح العمليات العسكرية نتيجة لتمدد الدعم السريع، إذًا ماذا تحمل؟

استئناف منبر جدة:

حيث بحث رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، مع وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي، استئناف مفاوضات جدة لوقف الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع. بجانب تناوله أيضًا أهمية توسيع قاعدة المسهلين (الوسطاء) في مفاوضات جدة، وأن البرهان أبدى تحفظه على وجود أي طرف يدعم مليشيا التمرد (الدعم السريع).

نصائح للبرهان:

بالمقابل، فإن زيارة آبي أحمد التي جرت نهار اليوم متوقع أن تحمل رسائل أخيرة يقدمها الرجل كنصائح للبرهان قبل لحظات من انهيار الجيش أمام تمدد الدعم السريع ميدانيًا، بحسب خبراء، إذ يرون أن البرهان أضحى محاصرًا في كل الجبهات السياسية والعسكرية، إذ أن مؤتمر القاهرة الذي جرى مؤخرًا بالعاصمة المصرية، تحدث بصورة واضحة “توقف الحرب”، ومصر التي كانت تعد ظهيرًا داعم للجيش فبهذا المؤتمر أصبح البرهان أمام خيارين أما بتسلم ما جاء في مخرجات المؤتمر أو فقدان مصر كحليف للجيش.

تباين في المواقف:

يذكر أن مؤتمر القاهرة الذي حضرته قوى سياسية ومدنية كانت على تباين في الموقف من الحرب؛ خصوصًا أن منها ما كان يدعم خيار الجيش المتمثل في استمرار الحرب، وبمشاركتها وتوقيعها على بيان المؤتمر انسحب الدعم لصالح وقف الحرب مع إيصال المساعدات الإنسانية وإجراء عملية سياسية شاملة.

معسكر البرهان الذي بدأت الأرض من تحته تهتز، فالزيارتان، الأولى التي كانت بالأمس من نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، والثانية لرئيس الوزراء الإثيوبي اليوم، قد تكونان الأثقل على الرجل، خاصة أن الأولى تحدثت عن دعوة البرهان لإستئناف التفاوض عبر منبر جدة.

مباحثات مغلقة:

وبحسب وسائل إعلام رسمية فإن البرهان وآبي أحمد عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أذ تناولت تمتين العلاقات بين البلدين.

ودعا الرئيس الإثيوبي عقب جلست المباحثات، إلى ضرورة إحلال السلام، واستمرار العلاقة بين البلدين.

نهايتها المنطقية:

من الواضح أن الأوضاع تذهب في اتجاهين لا ثالث لهما؛ بحسب وصف الصحفي والمحلل السياسي، فيصل محمد صالح، إذ قال في مقال له نشر مؤخرًا، إن الحرب في السودان وصلت إلى نهايتها المنطقية، ولم يعد أمام البلاد سوى “خيارين لا ثالث لهما”، مضيفا “إما اتفاق لوقف إطلاق النار، يسبق حواراً سياسياً حول مستقبل البلاد، وإما الانهيار الشامل والدخول في متاهة لا يمكن التنبؤ بعمقها ولا احتمالات الخروج منها”.

زيارة مهمة: 

واعتبر الخيير الدبلوماسي علي الشريف، أن زيارة آبي أحمد للسودان مهمة للغاية من حيث التوقيت والمواضيع، من ناحية التوقيت، فإنها تأتي أعقاب صدور قرار من مجلس الأمن والسلم الافريقي الذي وضع خارطة طريق لوقف الحرب والتنبيه لخطورة الأوضاع السودانية، والإشارة إلى أهمية أن يجتمع البرهان وحميدتي عبر وساطة من الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، كما أنها ليست ببعيدة عن إستضافة أديس أبابا للاجتماعات التي تنطلق من يوم 10 إلى 15 للقوى السياسية السودانية.

تفادي الصدام:

وتوقع الخبير الدبلوماسي، الذي تحدث ل”راينو”، أن لاتخرج الزيارة عن الحديث الذي أدلى به آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، الخاص يتفادي الصدام العسكري في الحدود بين أديس أبابا والخرطوم بشأن الفشقة.

زيارة آبي أحمد والمسؤول السعودي للسودان هي الأولى من نوعها بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، أو تكاد النادرة لزيارة رئيس دولة للسودان عقب الحرب، إذ لم يشهد السودان زيارات لرؤساء دول أو مسؤولين كبار، والذي يرجعه خبراء إلى الأوضاع الأمنية واستبدال العاصمة التي تشهد قتالًا محتدمًا بين الجيش والدعم السريع وهي الخرطوم؛ بمدينة بورتسودان، التي قد لاتكون مجهزة لاستضافة لقاءات كبيرة.

التوقيت مختلف:

أستاذة العلاقات الدبلوماسية في الجامعات السودانية تماضر مصطفى، تقول إن الزيارة الخاطفة التي قام بها نائب وزير الخارجية السعودي أمس، ووصول آبي أحمد اليوم، هما ليستا بالزيارات التي توصف في قواعد الدبلوماسية، بأنهما تأتيان لترسيخ أو تقوية العلاقات بين البلدين مع السودان فقط، لأن التوقيت والظرف يشيران إلى غير ذلك.

وتوقعت تماضر خلال حديثها ل”راينو”، أن الزيارات تلك ستكون لها ما بعدها، أو قد تمضى لصالح إحلال السلام وإيقاف الحرب، لأن الأوضاع تقترب للسقوط المفجع أو انهيار الجيش.

حالة انهيار:

إذا ما خضنا مقارنة بسيطة بين حديث تماضر وفيصل، نجد إنهما يؤكدان على أن الجيش يشهد “حالة انهيار”، ويضيف صالح “المناطق العسكرية تتساقط مثل قطع الدومينو، أمام احتلال قوات الدعم السريع للمدن والقرى بوتيرة متسارعة”.

الخبير الدبلوماسي علي الشريف، يعتقد أن الزيارة ذات أهمية كبيرة جدًا، يفترض خروجها لصالح الاستقرار والسلام وتصب في جهود وقف الحرب، خصوصًا أن إثيوبيا تؤيد الدعم السريع، ووضح ذلك خلال إستضافتها للقاء الذي جمع حميدتي وتنسيقية القوى تقدم، كما أنها محاولة لإصلاح ما أفسده الدهر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *