“سناء” .. حمالة الكلاشينكوف.!!
علي سانتينو يكتب:
“سناء” .. حمالة الكلاشينكوف.!!
متى أصبحت الكوزه سناء حمد العوض رقماً في المعادلة السياسية حتى تتجاذب المجالس أطراف حديثها، من يسوق فكرة الشخصيات التفاهة لتكون شيئاً مذكورا.؟ السيدة المذكورة بدأت حياتها السياسية كموظفة في نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلاموية، فقد حملتها روافع المحسوبية والجهوية إلى سموات الانتهازيون ومتسلقي المناصب، هذه الروافع جعلت من سناء حمد قيادية ناصعة في الحركة الاسلاموية ومجلس شوراها، وبذلك نالت حق الامتياز الحصري والتنقلات بين الوزارات كما يتنقل العصفور على الغصون، مكنوها بوزارة الخارجية، ثم ابتعثوها سفيرة إلى تايلاند والمملكة المتحدة، حدث ذلك في عهد الانتهازي الوقح علي كرتي، الرجل الذي تكّشفت عنصريته بعد تولي حقيبة الخارجية ورئاسة ما يسمى بالحركة الإسلامية، الحركة التي وضعت بنيناها على نظرية الفرز الاجتماعي، بالتالي هي من أكثر التنظيمات براعةً في صناعة الأراجوز السياسي، مهما كانت كلفته.
ما زلت أذكر منظر سناء حمد تحمل بندقية الكلاشينكوف وترتدي الثوب الأبيض لاتقاط صورا مع كتائب المجاهدين في هجيج التي احتلتها قوات الجيش الشعبي في 2012، ويحضرني موقف آخر لهذه الكوزه (المدلله).. عندنا وقفت في وجه قرار الوزير عبدالله مسار الذي شكل لجنة تحقيق مع مدير وكالة السودان للأبناء عوض جادين، تصدت سناء لهذا الإجراء الحسابي، وعطلت عمل لجنة التحقيق مع الكوز الفاسد (جادين).. وقتها مسار يعلو سناء مرتبةً بوزارة الإعلام، بوصفة الوزير الأول وهي وزيرة الدولة. الغريب ليس في بروز عضلات الشايقية سناء أمام عبدالله مسار، ولكن استجابة الرئيس المخلوع لتصرفاتها ومكافئتها بإبعاد مسار عن الوزارة، من يومها بدأ نفوذ سناء كقيادية في الحركة الفلانية، حيث بدأت رحلة التصريحات الإعلامية الاستعلائية، أكثر التصريحات فجاجةً عن تكليفها بالتحقيق مع كبار قادة الجيش الذين يشكلون لجنة البشير الأمنية، بالإضافة إلى حديثها مؤخراً عن تحولات الحرب الحالية وتمرحلاتها القذرة، فقد أثار حديثها الأخير لقناة الجزيرة مباشر ضجة غير مسبوقة في الأوساط السياسية السودانية، بإعتبارها مسؤولة رفيعة بالحركة الإسلاموية التي تدير الحرب من وراء الجيش وتحوز على مركز القرار والسيطره فيه، أغرب ما في تصريح السفيرة سناء اقرارها بالتفاوض مع الفريق أول حميدتي حال جنوحة للسلم وصعوبة التفاوض مع تنسيقية (تقدم).. التي توفر الغطاء السياسي لقوات الدعم السريع من وجهة نظرها، هذه السفيرة تتحدث بغرورٍ زائد، بدرجة تتوهم فيها التقدم العسكري على قوات الدعم السريع، متجاهلة تماماً إمكانية رفض حميدتي التفاوض مع هذه الحركة الراديكالية التى تآمرت على مطالب الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة، لا استغرب البته ان تسجل سناء اعترفاً لقناة الجزيرة بمشاركة الاسلاميون في الحرب الدائرة اليوم فهذا لا يرتقي لمستوى المعلومة، فيظل الغرور سمة تلازم أصحاب الامتيازات التاريخية الراسخة، فتجدهم يدافعون عن مكتسبات الدولة المركزية سواءً كانت في البحر أو النهر، بالتالي الحفاظ على مصالح النخبة المركزية التي تمثلها سناء حمد أمرا يستدعي الكذب والنفاق، وكذلك يستدعي الحرب. فهناك منشورا للحركة الفلانية بمواقع التواصل يوضح ان تصريحات سناء تعبر عن وجهة نظرها الشخصية وليس الحركة، وما جعل حديثها مثيراً للجدل هو إمكانية التفاوض مع الدعم السريع بعيدا عن تقدم.! بمعنى ان الحركة التي تدير نشاطاً سياسياً يمكنها التعاطي مع المقاتلين أكثر من القوى السياسية والمدنية التي تضع شرط التفاوض على دولة سَودانية بأسس جديدة، هذه الشرط ينسجم في الآخر مع رؤية الدعم السريع للحل السياسي الشامل، وبالتالي يمثل طموحات أهل السودان كافة ومطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة.