الحرب تدخل شهرها السادس عشر .. 80 % من البلاد تحت مرمى النيران.

140

خارطة توضح مناطق الحرب في السودان - المصدر: لجنة الانقاذ الدولية.

بلو نيوز الإخبارية: دبنقا-

تدخل الحرب بين الجيش والدعم السريع، غداً الاثنين، شهرها السادس عشر، مع استمرارها بوتيرة متصاعدة، وتمددها إلى معظم ولايات البلاد سواء بشكل كلي أو جزئي، الأمر الذي أدى لسقوط آلاف القتلى والجرحى ونزوح ولجوء نحو 9 ملايين شخص وتفاقم معاناة المواطنين وتزايد حدة الانتهاكات.

وتمددت الحرب في 14 ولاية وهي الخرطوم والجزيرة وسنار وولايات دارفور الخمسة وكردفان الثلاثة، بجانب تمددها إلى مناطق في النيل الأبيض (القطينة)، ونهر النيل (حجر العسل)، بجانب المعارك في تخوم ولاية القضارف بالقرب من مدينة الفاو وبالاتجاه المجاور للدندر فضلاً عن استهدافها بشكل متكرر بالمسيرات. وبهذا فإنه لم يتبق سوى ولايات كسلا وبورتسودان والشمالية والنيل الأزرق. كما اقتربت الحرب من حدود خمس دول وهي ليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان بجانب اثيوبيا بينما تبقت مصر وإريتريا بعيدة عن مرمى المواجهات.

 

خريطة توضح اقتراب الحرب من دول الجوار – خرائط قوقل.

 

الخرطوم وشمال دارفور تتصدر:

وكشف مركز بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة ( ACLED ) عن تصاعد المعارك في الفترة من 1 يونيو حتى 5 يوليو بزيادة قدرها 20 في المائة عن الخمس أسابيع التي سبقتها. وأكد المركز في تقرير تسجيل أكثر من 400 حدث عنف سياسي وأكثر من 1,280 حالة وفاة في الفترة من 1 يونيو إلى 5 يوليو. وأوضح إن معظم أعمال العنف السياسي سجلت في ولايتي الخرطوم وشمال دارفور خلال الفترة المشمولة بالتقرير، حيث أبلغ عن وقوع 150 و99 حدثا و246 و508 حالات وفاة على التوالي.

وأشار المركز إلى تسجيل 165 معركة، و143 حدثاً مثل الانفجارات والعنف عن بعد وكانت معظم هذه المعارك مرتبطة بالقتال في الخرطوم وشمال دارفور.

ولكن في الفترة التي تلت الخامس من يوليو، فإن ولاية سنار شهدت معارك عديدة بجانب ولاية الجزيرة فيما رجحت مصادر عسكرية تحدثت لراديو دبنقا انخفاض وتيرة المعارك في وسط السودان خلال الأسابيع القادمة بسبب فصل الخريف والأمطار الغزيرة.

وأكد مركز بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة تسجيل أكثر من 6,760 حادثة عنف وأكثر من 18,760 حالة وفاة في السودان منذ اندلاع الحرب وحتى الخامس من يوليو الجاري.

 

آثار القصف الجوي على الجنينة -14 يوليو 2024.

قصف جوي:

وفجر اليوم الأحد، قصف الطيران الحربي التابع للجيش مواقع في الجنينة ونيالا، وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن القصف استهدف حي “النسيم” بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور عبر إسقاط البراميل المتفجرة، كما استهدف مستشفى النساء والتوليد بمدينة نيالا؛ إلى جانب قصف مستودع الغاز الرئيسي؛ ومقر شرطة الجمارك.

“أمبار” تعود إلى الواجهة:

وبسطت قوات الدعم السريع في وقت سابق سيطرتها على ولايات دارفور الأربعة ” جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور بشكل كلي، مع سيطرتها على أجزاء كبيرة من ولاية شمال دارفور بينما تتواصل العمليات القتالية في محيط مدينة الفاشر وأجزاء أخرى من الولاية، حيث أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في بيانات متتالية إنها أبعدت قوات الدعم السريع خارج المدينة مع توقف القصف المدفعي بعيد المدى على مدينة الفاشر وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها وعودة بعض النازحين إلى مناطقهم.

وقال حركة تحرير السودان قيادة مناوي إن القوة المشتركة تصدت، مساء السبت، لمحاولة تسلل لقوات الدعم السريع والمتعاونين معها من الناحية الجنوبية الشرقية لمدينة الفاشر مساء السبت.

كما نشرت القوات المسلحة، في صفحتها على فيسبوك، مقطع فيديو اليوم الأحد مؤرخاً بيوم السبت 13 يوليو قالت فيه ” القوات المشتركة بالتنسيق مع القوات المسلحة من منطقة أوري ووادي أمبار بشمال دارفور” كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو آخر للقوات المشتركة يؤكد فيه أحد القادة سيطرتهم على وادي أمبار الذي يبعد 100 كيلومتراً من الفاشر ولم يتسن لفريق راديو دبنقا التحقق من مكان وزمان مقطعي الفيديو حيث أن قوات الدعم السريع كانت قد أعلنت في وقت سابق في يونيو الماضي استمرار سيطرتها على المنطقة.

الحدود مع جنوب السودان واثيوبيا:

وفي كردفان، سيطرت قوات الدعم السريع مؤخراً على مدينة الميرم بولاية غرب كردفان بعد سيطرتها في وقت سابق على الفولة، حيث لم يتبق من مقرات الولاية العسكرية سوى مقر الفرقة في بابنوسة التي شهدت حصاراً لعدة أشهر دون أن تتمكن قوات الدعم السريع من إحراز أي تقدم.

وفي بداية يوليو سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية سنار فيما تدور المعارك بصورة متكررة حول مدينتي سنار ومايرنو، وتكمن أهمية ولاية سنار في أنها تجاور أربع ولايات أخرى، بجانب حدودها مع جنوب السودان وإثيوبيا، وتساهم بشكل كبير في الإنتاج الزراعي في السودان.

وبسيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة في ولايتي غرب كردفان وسنار تكون قد أصبح لدى قوات الدعم السريع الآن طرق متعددة إلى جنوب السودان.

 

خارطة معارك سنار المصدر:مركز بيانات ومواقع الصراعات المسلحة.

التمدد نحو الشرق:

وتمدد القتال شرقاً إلى تخوم ولاية القضارف بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية سنار خلال الأسبوعين الماضيين بما فيها مدينة الدندر. كما تمدد القتال إلى تخوم إقليم النيل الأزرق حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة ود النيل المجاورة للنيل الأزرق في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة النيل الأزرق زيادة ساعات حظر التجوال ليصبح من الساعة السادسة مساءاً إلى السادسة صباحاً ومنع الدراجات النارية في الدمازين الرصيرص فيما تواصل انقطاع الاتصالات والإنترنت للأسبوع الثاني. وفي وسط السودان تسيطر الدعم السريع على القطينة في النيل الأبيض وأطلقت خلال اليومين الماضيين المسيرات صوب عدد من مدن الولاية فيما أصدر والي النيل الأبيض، عمر الخليفة، قراراً بالحجز والاستيلاء على مركبات الدفع الرباعي الملاكي والدراجات النارية بالولاية، استناداً على إعلان حالة الطوارئ بالولاية. وتسيطر قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة منذ نحو سبعة أشهر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *