خلع الناظر “ترك” عباءة السياسة .. قرار نهائي أم مناورة.؟

210

بلو نيوز الإخبارية: دبنقا-

في خطوة مفاجئة، أعلن الناظر محمد الأمين ترك، ناظر عموم قبائل الهدندوة، ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، تخليه عن العمل السياسي والقيادة السياسية للبجا وتفرغه لإدارة قبيلته.

ويشغل الناظر ترك موقع نائب رئيس قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” التي تساند الجيش خلال الحرب الحالية، كما لعب ترك دورا بارزاً في معارضة حكومة الفترة الانتقالية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك عبر إغلاق الطريق القومي والميناء لأشهر إلى حين وقوع انقلاب البرهان -حميدتي في 25 أكتوبر من العام 2021، حيث كان الناظر ترك من أبرز مؤيديه.

وبعد الحرب، اصطف الناظر ترك إلى جانب القوات المسلحة حيث تم اختياره رئيسا للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، ورئيسا للجبهة الوطنية السودانية التي تم تأسيسها في سنكات العام الماضي وتضم كيانات مساندة للجيش خلال الحرب الحالية.

وأشار الناظر ترك في تسجيل فيديو بلغة البداويت ” لغة قبائل البجا” أمس الثلاثاء، في إطار عرضه مبررات قرار تخليه عن السياسة، إلى تعرضه للنقد من بعض ابناء البجا والتصريح بأن (ترك لا يمثلهم) وخاصة في المحافل الخارجية، كما صرح بأن الخلاف مع والي البحر الاحمر وشيبه ضرار”رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان” ساهم في الاستقالة، واستنكر مواقف القيادات الدينية والاهلية للقبيلة ممن أبدوا استعدادهم لاستقبال والي البحر الاحمر، كما أبدى عن ضيقه مما يقال ويكتب عنه في وسائل التواصل الاجتماعي. وابدى استعداده لمرافقة والي البحر الاحمر لحولية إحدى الخلاوي في هيا.

وكانت أنباء قد ترددت عن خلافات بين والي البحر الاحمر والناظر ترك وصلت إلى درجة رفض الاخير استقبال الوالي في المحليات الغربية بالبحر الأحمر الأمر الذي رفضه بعض القيادات الأهلية بتلك المناطق. لكن المسؤول الاعلامي للمجلس الأعلى لنظارات البجا الذي يقوده الناظر ترك، عبدالباسط حاشي، أكد في صفحته على فيسبوك طي صفحة الخلاف بين الناظر ترك واللواء مصطفي محمد نور والي البحر الأحمر عقب جلسة ودية جمعتهم خلال اليومين الماضيين وتناولت عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي الأثناء يزور شيبة ضرار رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان منطقة همشكوريب مقر الشيخ سليمان علي بيتاي، ويرى مراقبون إن الزيارة تأتي في إطار توتر علاقاته شيبه ضرار مع الناظر ترك التي تطورت مؤخرا إلى ملاسنات.

وتعد قبائل الهدندوة من أكبر مكونات البجا وقبائل شرق السودان حيث تتمدد في عدد من المحليات بولايتي كسلا والبحر الأحمر. وشهدت مؤخرا إعلان عدد من تأسيس عدد من النظارات من بينها نظارة الجميلاب والكرياتي التي يرعاها الشيخ سليمان بيتاي الأمر الذي رفضه الناظر ترك متمسكا بوحدة القبيلة.

وشهد شرق السودان صراعات قبلية دامية خلال الفترة الانتقالية أبرزها ما جرى على خلفية مسار الشرق في اتفاقية جوبا وتعيين صالح عمار والياً لكسلا. ولكن اكتوبر أفلحت مبادرة باسم ابناء البجا في الخدمة في طي صفحة الخلاف الدامي بجمع ناظري الهدندوة والبني عامر بعد قطيعة استمرت لأعوام والتوقيع على وثيقة للسلام المجتمعي.

قرار شجاع:

ووصف همرور حسين، الناشط المدني في شرق السودان، انسحاب الناظر ترك من العمل السياسي بأنه قرار شجاع وخطوة مهمة، مبينا إن من صميم عمل النظارة التفرغ للمجتمعات التي تقودها، وأعرب عن أمله في أن يمضي ترك قدما في قراره، وأن يتفرغ للنظارة من أجل تنمية المجتمع وتطوير، العلاقات مع بقية المكونات وهو الدور الطبيعي للنظارات.

وفي ذات السياق، يؤكد الكاتب ابو فاطمة اونور في حديث لراديو دبنقا إن الاستقالة وجدت إشادة منقطعة النظير من جل الطيف السياسي، إلا من الذين يوالون الناظر، ولكنه استدرك قائلا:” إن الناظر ترك لم يمتنع عن ممارسة العمل السياسي في إطار قبيلته واضاف:” بهذا المعنى ستظل الاستقالة بلا معني ولا جدوى ولن تنهي تسييس القبيلة والانعتاق من قبلنة السياسة المنعقدة على التدخل السافر للادارة الاهلية.”

فراغ كبير:

ويرى الصحفي عثمان هاشم في حديثه لراديو دبنقا إن تخلي الناظر ترك عن السياسة سيترك فراغاً كبيراً في شرق السودان، مشيرا إلى أنه يمثل أحد الأصوات السياسية المهمة.

وتتفق الصحفية عزة ايرا مع رأي هاشم حيث أكدت على أنه بمغادرة الناظر ترك سيفقد الشرق مؤثرا سياسيا رئيسيا لا يوجد غيره في الفترة الحالية ولا المستقبل القريب، مشيرة إلى دوره وتأثيره الكبير على مجريات الأحداث السياسية بالإقليم.

وطالبت “ترك” بعدم التنازل عن العمل السياسي لافتة إلى أن التأثير الكبير الذي يتمتع به الناظر هو استفتاء وطني عن دوره القادم بشرق السودان والسودان عموما والمنتظر منه ان يقدمه في هذه المرحلة المفصلية، كما طالبت ترك بالاستمرار في تحالفاته السياسية التي بناها وأكدت في الوقت ذاته تمسكها برفض مواقف الناظر ترك وتوجهاته.

ضرر بالغ:

ويقول همرور إن تمسك ترك بالعمل السياسي أضر بالقبيلة كثيراً، وإن تدخله لإجهاض حكومة حمدوك عبر إغلاق العقبة ادخل القبيلة في《زاوية ضيقة》 وأدى لوصمها بأنها معادية للتحول الديمقراطي وتعرضت لاساءات بالغة.

من جانبها تقول عزة إيرا إن نظارة الهدندوه عندما قدمت الناظر ترك للسياسية تضرر نسيجها الاجتماعي بسبب غياب الناظر عن داره وسده لفجوة سياسية كبيره بالإقليم.

مناورة:

وتوقع الصحفي عثمان هاشم أن يكون قرار ترك مناورة سياسية في إطار زيادة المكاسب السياسية خاصة في ظل تعطيل الموقع المخصص لشرق السودان في مجلس السيادة بحجة عدم توافق مكونات الشرق، كما توقع أن يتراجع ترك عن القرار وأن يستمر في مواقعه السياسية أسوة بالمرة السابقة .

وكان الناظر ترك قد تقدم في وقت سابق باستقالته من المجلس الأعلى لنظارات البجا بسبب خلافات قبل أن يتراجع بسبب عدة وساطات.

ويتفق ابو فاطمة اونور مع عثمان هاشم في توقعاته بشأن تراجع ترك عن الاستقالة حيث توقع أن يتراجع ترك عن الاعتزال بعد ” ان تنهال البيانات واللايفات المنددة والمستنكرة للاستقالة بحجة انه لا بديل لترك إلا ترك”

مصير المجلس:

ويرى الكاتب ابو فاطمة اونور إن استقالة الناظر ترك من السياسة تعتبر ضمنيا استقالة من مجلس نظارات البجا ويضيف قائلا: ستؤدي استقالة ترك حتما للموت السريري لهذا المجلس”

لكن الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا سيد ابو آمنة اقترح في صفحته على فيسبوك أن يجلس قادة المجلس الأعلى للبجا ويرشحوا بديلا لقيادة المجلس تعتمده هيئة قيادة المجلس، و أن يرشحه ترق، وأضاف “ثم يتفرغ جميع النظار لإدارة شؤون قبائلهم ويمضي مجلس البجا الى تنفيذ قرارات مؤتمر سنكات التي أقامها وقام عليها أعني أن يتحرر المجلس من قبضة الأجهزة والمؤتمر الوطني ويصبح اسمه المجلس الأعلى للبجا، بدون إضافة لفظ النظارات والعموديات.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *