محمد الأمين عبد النبي يكتب: “الحرب” .. في نهايتها قولاً واحداً.!!
محمد الأمين عبد النبي يكتب:
“الحرب” .. في نهايتها قولاً واحداً.!!
تطورات المشهد السوداني في الايام القليلة السابقة تشير الي حقيقة أن الحرب في السودان على نهايتها، ما يعزز هذه الحقيقة هي الجهود المبذولة والوقائع على ارض الواقع، يمكن اجمالها في؛ نتائج مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية تحت شعار معاً لوقف الحرب والذي خطوة لتوحيد الصوت المدني الداعم لوقف الحرب واحلال السلام والتوافق السياسي. وتحركات الإتحاد الإفريقي في ايجاد صيغة لإطلاق عملية سياسية لإنهاء الحرب واعادة الاستقرار السياسي. وزيارة الرئيس الاثيوبي أبي احمد الي بورتسودان وبحث منافذ السلام ومجابهة تداعيات الحرب على الإقليم. وزيارة نائب وزير الخارجية السعودي لبورتسودان واجراء مشاورات استئناف المفاوضات في منبر جـدة، مقروءة مع تصريحات المبعوث الأمريكي عن ضرورة العودة للتفاوض. وعقد جولة أولى من مباحثات غير مباشرة في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والتوصل لاتفاق مع قوات الدعم السـريع، ومواصلة التفاوض من اجل خارطة طريق توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، هذه المباحثات وضعت اي من أطراف الحـرب أمام مسؤولياته واعادت دور الأمم المتحدة من جديد وزيادة الاهتمام بالحرب المنسية. كما ان انهيار الجنية السوداني مقابل الدولار يعد مؤشر إقتصادي مهم لوقف تمويل العمليات العسكرية في ظل العقوبات المفروضة على مؤسسات وشخصيات متهمة بتمويل الحرب، بجانب نذر المجاعة وفشل الموسم الزراعي وزيادة الحاجة للمواد الغذائية والعلاج. وجاءت المكالمة الهاتفية بين البرهان ومحمد بن زايد وتأكيد موقف دولة الأمارات الداعم للحل السلمي. وتراجع الدعاية الحربية التي ظل يطلقها دعاة إستمرار الحرب (بل بس) لصالح قناعة لا حل عسكري للأزمة وتزايد فرص الحل السياسي بإعتباره الأقل تكلفة والأكثر عقلانية. عطفاً على زيادة الضغط الشعبي لوقف الحرب وتجريد الحرب من اي شرعية وزيادة التضامن والمناصرة لضحابا الحرب وعدم الاستجابة لحملات التحشيد والتجييش المقاومة الشعبية. وفيما لعبت التحولات الإقليمية والدولية دوراً مفصلياً على مجمل المشهد في المنطقة وفي السودان على وجه الخصوص.
صحيح؛ فرص حل الأزمة باتت كبيرة وقرر وقف الحرب أصبح قال قوسين أو ادنى، ولكن مازالت التحديات والصعوبات ماثلة، الأمر الذي يتطلب مواصلة الضغط علي طرفي الحرب وتشجيعهما لوقف إطلاق النار طويل المد لوضع حداً لمعاناة السودانيين، وتعزيز دور المجتمع الإقليمي والدولي للانتقال من إدارة الأزمة الي حلها.
تبقى سؤالين لإستكمال هذه الجهود هما: سؤال ماهية ونوعية الحل المطلوب End Game؟. وسؤال اليوم التالي؟. وهذا؛ يتطلب إرادة أكبر ورؤية واضحة منعاً للانتكاسة وفتح أفق الحل السياسي الشامل.