هل يفتح فشل محادثات جنيف باب التدخل الدولي في السودان بدواعي إنسانية؟

99

Refugees from war-torn Sudan hold a sit-in seeking support in front of the United Nation High Commissioner for Refugees (UNHCR) offices in Tripoli, on July 15, 2023. - Sudanese army representatives have returned to Jeddah in Saudi Arabia for talks with their paramilitary foes, a government source said on July 15 as the war between rival generals entered its fourth month. (Photo by Mahmud Turkia / AFP)

بلو نيوز الإخبارية: راينو-

أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، “رمطان لعمامرة”، انتهاء محادثات غير مباشرة استمرت 9 أيام في جنيف مع الجيش السوداني والدعم السريع دون التوصل لاتفاق بين الطرفين، مما يفتح البواب واسعاً أمام تدهور الأوضاع الإنسانية، بينما توصل الدعم السريع والأمم المتحدة لاتفاق من شأنها إيصال المساعدات لمناطق واسعة بالبلاد.

خطوة مشجعة:

ونشر “رمطان” بياناً اطلعت عليه “راينو”، عن مخرجات محادثات جنيف بين طرفي النزاع بالسودان، نهار اليوم الجمعة، قال فيه إن المناقشات التي جرت في جنيف كانت “خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيداً”، معلناً ترحيبه بالتزامات أعلنها أحد طرفي الصراع لزيادة المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، لكنه أوضح أن الالتزامات الأحادية، لا تمثل اتفاقات مع الأمم المتحدة.

التواصل مستمر:

ولم يحدد المبعوث الأممي الطرف الذي قدم هذه الالتزامات، ولم يفصح عن تفاصيلها أيضاً، غير أنه ينوي الاستمرار في التواصل الوثيق مع قيادة الطرفين لمتابعة تنفيذ الالتزامات، وإشراكهما في القضايا الحرجة. داعياً الطرفين لتكثيف العمل من أجل تحقيق السلام في البلاد، ومحذراً من أن الوضع الإنساني في السودان “لا يزال كارثياً، ويتدهور يوماً بعد آخر”، وأكد الحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية لكافة المحتاجين، وضمان حماية جميع المدنيين في السودان.

فشل مبطن:

لكن رغم الفشل المبطن للمحادثات، والذي لم يذكره “رمطان” في بيانه، توصل وفدا الأمم المتحدة والدعم السريع لاتفاق بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب في السودان، وتعزيز حماية المدنيين.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الاتفاق يشمل إقامة مراكز في كل من دارفور وكردفان، والخرطوم والجزيرة، على أن تلتزم قوات الدعم السريع بحماية القوافل والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وفتح المعابر الحدودية لمرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية “أدرى” مع تشاد، و”أم دخن” و”فور برنقا”، “اويل” و”بحر الغزال” بجنوب السودان، إلى جانب العمل على تأسيس مركز للأمم المتحدة في عاصمة ولاية وسط دارفور مدينة “زالنجي”، لتوزيع المساعدات بالتعاون مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التابعة لـقوات الدعم السريع.

ماذا قال الخبراء:

ودفع تعثر الوصول لوقف إطلاق نار في جنيف وتزايد مؤشرات الكارثة الإنسانية نتيجة لنقص الغذاء؛ الأمم المتحدة إلى الاستعاضة عن ذلك بمحاولة إدخال المساعدات الإنسانية عبر اقتراح آليات توقع خبراء أن تجاوز سيادة الدولة وتعتمد على سلطة قوات الدعم السريع في الأماكن المستهدفة كنوع من أنواع التدخل الدولي الإنساني مثلما حدث في سوريا وأفغانستان وقبرص.

تدخل للدواعي الإنسانية:

وقال الصحفي والمحلل السياسي “وائل محجوب”، إن أي فشل لمحادثات جنيف، قد يفاقم الأوضاع الإنسانية، ويزيد من رقعة الجوع والنزوح والمعاناة، مشيراً إلى أن فشل التوصل إلى اتفاق يعني مزيداً من القتال والدمار.

وأضاف محجوب لـ”راينو”، أن انهيار المحادثات يدفع الأمم المتحدة إلى إحالة الإمر لمجلس الأمن، الذي قد يتخذ قرارات أكثر جرأة، منها التدخل الدولي للدواعي الإنسانية وحماية المدنيين، لأن الوضع في البلاد لا يتحمل مزيداً من الاقتتال، والمجاعة تحاصر المواطنين من كل مكان.

نقطة في رصيد الدعم السريع:

وتقول أستاذة الدراسات الدبلوماسية في الجامعات السودانية دكتورة تماضر أحمد، إن الاتفاق الإنساني بين قوات الدعم السريع والأمم المتحدة يكسب الأول شرعية، بينما يتيح للمواطنين المتواجدين تحت سيطرته حماية دولية، وذلك مما لا توافق عليه حكومة الأمر الواقع.

وترى تماضر خلال حديثها لـ”راينو”، أسباب انهيار المفاوضات يعود لتشبث الجيش خلف اوهام تتعلق بالشرعية وادعى تمثيل الدولة السودانية، لذلك يتحرك من هذا المنطلق دون الانتباه للكارثة الإنسانية التي ترغب الأمم المتحدة في وضع حد لها.

إحصائيات خطيرة:

متوقعةً استمرار حالة التعنت لدى الجيش في التعامل مع المبادرات ولاسيما الإنسانية التي فشلت مؤخرًا برعاية الأمم المتحدة، رغم الإحصائيات الخطيرة عن وضع المدنيين في الداخل والتي تشير تقارير أممية عن حالة مجاعة مرتقبة.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 25 مليون سوداني يعيشون اليوم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ويواجه ثلاثة أرباعهم انعدام الأمن الغذائي الحاد. ونحو 8 ملايين شخص اضطروا إلى الفرار من بيوتهم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *