اللاجئون السودانيون .. يحيون فكرة إنشاء المطابخ الجماعية في معسكر كرياندونقو بأوغندا.
المطابخ الجماعية .. تكافل سوداني في معسكر للاجئين في يوغندا.
بلو نيوز الإخبارية: دبنقا –
تقرير: عبد المنعم مادبو.
لم يقف اللاجئون السودانيون في معسكر كرياندونقو شمالي العاصمة الاوغندية كمبالا مكتوفي الأيدي ازاء المعاناة التي تواجههم في سبيل الحصول على الغذاء في المعسكر بعد ان قلصت المنظمات الاممية حصصهم من الغذاء الى نسبة غير كافية لسد حاجاتهم الأساسية.
فاستدعوا فكرة المطابخ الجماعية “التكايا” التي انتظمت في عدد من مدن البلاد بعد حرب 15 ابريل لمواصلة التقاليد التكافلية التي عرف بها السودانيون، ففي الايام الماضية بدأ الشباب السودانيين بمعسكر كرياندونقو فكرة انشاء مطبخ تكافلي وسط المعسكر ومن ثم تطور الى مطبخين اثنين.
استدعاء فكرة المطابخ:
ويقول أحد الشباب اللاجئين المبادرين، ويدعى حسن أبوه، لراديودبنقا ان فكرة المطابخ التكافلية أملتها عليهم الظروف التي تعيشها الاسر اللاجئة في المعسكر، بعد ان قلصت المنظمات الأممية المواد الغذائية التي يتم توزيعها للاجئين في كل شهر، وأضاف: في بداية وصولنا الى المعسكر، تلقت الأسر كميات معقولة من المواد الغذائية، لكن بعد أشهر تم تقليصها الى 60% ومن ثم 30% قبل تقليصها مجدداً وتحويلها الى مبالغ مالية، مشيراً الى انه اصبح نصيب الفرد مبلغ 14 الف شلينق أوغندي ما يعادل (4 دولارات) تقريباً، وهو مبلغ غير كافي لإعاشة الفرد لمدة 3 أيام، وبذلك اصبحت مئات الأسر غير قادرة على توفير وجباتها الغذائية. وذكر ان هذا الامر خلق وضعاً صعباً بالمعسكر دفع الشباب الى استدعاء فكرة المطابخ الجماعية التي تقوم على مبدأ التكافل.
انجاح المشروع:
واعتبر منسق المكتب القيادي لمعسكر كرياندونقو، عثمان ادم عثمان، ان اللاجئين استجابوا بصورة كبيرة لفكرة المطبخ وساهموا بسخاء لإنجاح المشروع وتغطية حوجة الاسر التي ليست لها قدرة على توفير الغذاء.
وذكر عثمان في مقطع فيديو ان قيام المطبخ جاء نتيجة لفشل المنظمات الانسانية في توفير الغذاء للاجئين السودانيين، واضاف: حسب الوضع المعيشي فإن المنحة الشهرية التي اقرها برنامج الغذاء العالمي وهي عبارة عن 14 ألف شيلنق (4 دولارات) غير كافية.
ونبه الى ان الوضع في المعسكر كارثي جدا ما تسبب في ظهور حالات سوء التغذية وسط الاطفال واجهاضات وسط النساء الحوامل بجانب الكثير من المشاكل الصحية التي تعرض لها اللاجئون في المعسكر بسبب نقص الغذاء، ووجه عثمان نداء للمنظمات الانسانية وكل الخيرين بان يساعدوا في تخفيف المعاناة التي يعيشها اللاجئون السودانيين في معسكر كرياندونقو بأوغندا.
التخفيف عن الأسر:
ولم تخلوا أجواء المطبخ الذي تدافع له الشباب والشابات من المشاهد الاحتفالية والاهازيج والهتافات للتخفيف عن الأسر، وهو اسلوب ساعدهم كذلك في جمع المساهمات والتبرعات التي يعتمد عليها المطبخ من اللاجئين سواء ان كانت مالية او عينية، ويقول حسن ابوه إن اللاجئين ساهموا بصورة فاعلة كل بما يستطيع، واضاف: عندما يذهب الشباب الى المنازل لجمع المساهمات وجدنا هناك من يدفع بكميات من الأزر او الدقيق او السكر والزيت وغيرها من المواد الغذائية، هناك من تعهد بتوفير البامية من مزرعته وقت ما اراد المطبخ ان يعد وجبة يحتاج فيها للبامية.
واشار حسن ابوه الى انه لا توجد إحصائيات حتى الآن بأعداد الاسر التي استفادت من المطبخ التكافلي، لكنه قال هناك أسر تأتي بصورة يومية لتناول وجبتها وهناك من يأتي يوماً ويغيب يوماً إن وجد ما يكفيه من غذاء في منزله، لكن المطبخ يعمل بصورة يومية ليوفر وجبة الغداء للاجئين.
واضاف: هناك أسر فقدت عائلها بسبب الحرب ووصلت الى هنا الأم وأبنائها وليس لديهم القدرة على العمل لتوفير لقمة العيش، بجانب ان هناك أسر فقدت الأم وأصبح الوالد مقيد بالبقاء مع الاطفال ولا يستطيع التحرك لكسب العيش، وتابع “مثل هذه النماذج أعدادهم كبيرة بالمعسكر؛ لذلك يمثل هذا المطبخ بالنسبة لهم مشروع في غاية الأهمية” وذكر ان المطبخ أصبح الان بالنسبة للاجئي كرياندونغو مكاناً للتجمعات وقضاء الوقت مع بعضهم لتبادل الأخبار والتخفيف عن بعضهم اضافة الى انه اصبح ملهى للأطفال.
ونبه حسن الى ان هناك بعض المنظمات والخيرين زاروا المطبخ وأشادوا بالفكرة وتعهدوا بتقديم الدعم لتشمل كل مربعات المعسكر البالغ عددها “8” مربعات سكنية.