أحمد ضحية يكتب .. “التركي” ولا “المتورك”.!المتحرك.!!

184

أحمد ضحية يكتب .. “التركي” ولا “المتورك”.!المتحرك.!!

°عند اندلاع ثورًة ديسمبر 2018 أبدت الحركات المسلحة موقفاً ايجابياً من الثورّة وأيدتها، وشخصياً كنت أرى أن هذا موقفاً بديهياً لا يدعو للتفكير، فلطالما لهجت ألسنة هذه الحركات، بقضايا المهمشين ومواطنة السودانيين دون تمييز في الحقوق والواجبات، وبالتالي بدا لي وقتها، أن انحيازها للثورّة أمراً بديهياً، يتسق مع ما تنادي به من مشاريع السودان الجديد. ولم يخطر على بالي أن هذا الموقف منذ البداية (تكتيكي) لإيجاد موطئ قدم، ثم الصعود في السلم والانقلاب!

°وهو ما حققه لهم اتفاق جوبا، إذ حصلت بموجبه هذه الحركات المنبتة على مكاسب لم تحلم بها، ولم تخطر على بالها يوماً، كان الهدف من هذه المكاسب أن توظف لصالح المهمشين الذين زعموا تمثيلهم لهم.. في أقاليمهم النائية البعيدة! لكن الواقع العملي أثبت أن المهمشين الذين لطالما تحدث هؤلاء الفسدة باسمهم، هم اخر شئ يفكرون فيه! وأنهم لن يتراجعوا إطلاقاً، عن تكريس هذه المكاسب لمصالحهم الضيقة، حصراً على البيت الواحد لقائد هذه الحركة أو تلك!

°ما جعلنا ندرك بعد فوات الآوان أن اتفاق جوبا، هو اتفاق حق ترتب عليه تقوية الباطل، ومدّه بأسباب القوّة والشرعية، التي لم ينالها يوماً، وقد بدى واضحاً الآن أن هذه الحركات المنحطة، لهي أخطر على السودان وشعبه، من فلول النظام البائد ذات نفسهم!

 

°ورغم أن الحركات المعنية على وجه الخصوص هي حركة (جبرين، مناوي وعقار)، إلا أنها تشمل كل الأطراف التي تآمرت على الثورّة وعلى السودان وشعبه، وأصبحت جزءاً أصيلاً في شبكات فساد الفلول، الذين ربطوا مصيرهم بمصير بقاء أو فناء الدولة نفسها، ومن ثم ارتبط مصيرهذه الحركات تلقائياً بمصير هؤلاء الفلول!

°ومع ذلك توهمنا عند حدوث انقلاب 25 أكتوبر 2021 أن قادة هذه الحركات، ربما ينتابهم الحنين إلى العودة إلى ضمائرهم، فيراجعون مواقفهم و ينحازون لخيار الشعب. لكن اتضح أنهم بلا ضمائر! فقد اختاروا الاصطفاف لصالح من يدفع لهم، فارتبطوا مع حلفائهم في شبكات الفساد، فيما يشبه الزواج العرفي، مقابل الانقلاب على الشعب وثورته!

°وعند اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 كانت الفرصة لا تزال متاحة أمام ناظرهم كيما يصححوا مواقفهم، باتخاذ الموقف الصحيح والبديهي المنحاز للثورّة وللشعب، لكن أخذتهم العزة بالإثم، وأبوا إلا أن يكونوا شركاء أصيلين في هذه الحرب الكارثية، وكل ما ترتب عليها من جرائم!

°الحقيقة أن من يتاجر بقضايا المهمشين و جماجمهم، لا يختلف عمن يتاجر بدين الناس وأعراقهم وأوطانهم. الاثنان وجهان للعملة نفسها! لذلك لن يدهشني أن تصبح كائنات كجبرين وهجو وترك ومناوي وطنبور وعسكوري وأردأ زول وعقار، إلخ.. ملكيين أكثر من الملك، و فلوليين أكثر من الفلول!

_____________

#التركي_ولا_المتورك

#لازم_تقيف

#درب_جنيف_14_أغسطس_جدة_للحول_قريب

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *