علي أحمد يكتب: حال “البلابسة” .. حالة “مبارك الفاضل”.!!
علي أحمد يكتب: حال “البلابسة” .. حالة “مبارك الفاضل”.!!
أثار التصريح المتداول لمبارك الفاضل المهدي عقب موافقة حميدتي على دعوة الولايات المتحدة الأمريكية بعقد مفاوضات بين الجيش والدعم السريع في 14 أغسطس المقبل، بأن “موقف حميدتي حكيم ومتقدّم واستحق أن ترفع له القبعات”؛ الكثير من السخرية والتهكم، خصوصاً أن الرجل تولى كِبر الترويج للإشاعة التي تم الترويج لها من قبل الكيزان وفلول النظام المخلوع بمقتل حميدتي في بداية الحرب وأن لديه معلومات موثقة ودقيقة عن هذا الأمر، حتى أنه يعرف أين تم تشييعه إلى مثواه الأخير، وليته أكتفى بذلك بل سدر في غيه واستغرف في أكاذيبه حتى بعد زيارات قائد الدعم السريع لبعض الدول الأفريقية، والتصريحات المتتالية للإدارة الأميركية ولمسؤوليين سعوديين رفيعين وأمميين وأفريقيين بأنهم تواصلوا مع حميدتي هاتفياً لمرات عديدة، مع ذلك ظل هذا المعتوه ينكر وجود حميدتي، وإن كان اُضطر مرة واحدة إلى التراجع خطوة صغيرة عن تأكيده الجازم والحاسم بأن الرجل قد مات.
كانت تلك المرة الوحيدة التي تراجع فيها خطوة صغيرة هي الأكثر إثارة للسخرية ، حيث حاول تبرير كذبته الحمقاء في لقاء مع إحدى المذيعات على مقطع فيديو منشور في وسائل التواصل الاجتماعي بأن الرجل الذي التقى بالرؤساء الأفارقة وفُرشت له البسط الحمراء وتواصل هاتفياً مع أكبر دولتين في العالم والمنطقة العربية وظهر بين جنوده في الخرطوم مخاطباً إياهم عدة مرات، ربما ليس قائد الدعم السريع لأنه أطول منه قليلاً، ثم (فبرك) قصة مثيرة فحواها أن المعلومات التي لديه تقول انه أُصيب – بعد أن أكد موته ودفنه سابقاً -، أصيب إصابة بالغة في الظهر والعين اليمنى، مضيفاً أنه تم قطع قدمه وإخراج عينه اليمني من محجرها، لذلك فإن الأطباء قالوا إنه مات، قبل أن يظهر بأكتاف أطول وظهر أطول مسنود بإطار (فريم مركب)، وهكذا من خزعبلات حفيد المهدي المهووس الأشرّ – عليه اللعنة.
هذا الرجل لا يتورع ولا يتردد في بث الإشاعات والأكاذيب وحياكة المؤامرات والتنصل والتراجع من كل ذلك في لحظة ، إنه نموذج للرجل الذي لا يستحي، وهذا ديدن جميع البلابسة والفلول أذهب ألله عنهم صفتّي الحياء والصدق، فكيف يا مبارك تصف رجلاً ميتاً بالحكمة وتصف موقفه بالمتقدم، وكيف ترفع (قبعتك) أو تضع عمامتك (أرضاً) لحميدتي في قبره، هل هذا معقول؟؟ إنه موقف سريالي عظيم، وإنه مسرح اللا معقول في السياسة السودانية، وإنه مبارك الفاضل المهرج الأسوأ والاضعف أداءً على خشبة مسرح العبث .
إن مٌباركاً غير المُبارك هذا، لا هدف له في هذه الدنيا سوى السلطة والاستوزار، فقد خان وتآمر بسبب ذلك على أقرب الناس إليه ابن عمه الراحل إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي عليه رحمة الله ورضوانه، وخرج من الحزب طلباً للوزراة فأصبح مساعداً للمخلوع البشير، لكن سرعان ما أُطيح به واتُهم بتدبير محاولة انقلابية وكاد الكيزان أن يعلقوه على حبل المشنقة بعد أن استنفد أغراضه، لكن للرجل عزيمة لا تلين في التزلف إلى السلطة، فعاد بعد سنوات وزيراً للاستثمار رغم إمكانياته وقدراته المتواضعة، فترك عمله في الوزارة وتفرغ للدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل – حيث كان يريد نظام البشير أن يفعل لكنه كان يخجل من إعلان ذلك – فأسند المهمة إلى من لا يخجل ولا يستحي، وبدلاً من الحديث عن ضرورة التطبيع مع إسرائيل وأهميته وفوائده للبلاد، صار يشتم في الفلسطينيين ويقول عنهم كلاماً عاماً مضحكاً يخجل العوام من قوله، مثل: إنهم “يحفروا” للسودانيين في دول الخليج، أي ينافسوهم منافسة غير شريفة على الوظائف ويتسببوا في فصلهم، وكأن هذا يمثل سبباً رئيسياً لتطبيع علاقة دولة بدولة أخرى، فهل هذا بربكم رجل محترم، وهل يستحق الاحترام؟
إنه تافه،،
جداً.