الصادق سالم يكتب: “بيضة أم كتيتي” على طريق العصابة.!!

371

الصادق سالم يكتب:

“بيضة أم كتيتي” على طريق العصابة.!!

ماف عبارة ممكن توصف موقف قادة الجيش الحالي، من الدعوة الموجهة من الخارجية الأمريكية، للمفاوضات في سويسرا، منتصف أغسطس القادم، إلا المقولة الشعبية، البتوصف من يصادف بيضة أم كتيتي، “لو شلتها كتلت أمك، ولو خليتها كتلت أبوك، ولو كسرتها مات الاثنان معاً” فهذه الدعوة وضعت العصابة في وضع لم يحسبوا له حساب.

فاذا ذهبوا إلى هذه المفاوضات المحضورة، والمرتب لها بدرجة عالية، حسب ما يجري من تحضيرات، هذا يعني انقسام معسكرهم الداخلي، وليس أمامهم إلا التضحية بعتاة البلابسة من الاسلاميين، والافندية الرغائبيين، الذين يبحثون عن انتصار عسكري كامل، بعد أن تمنّعت عليهم الانتصارات حتى الجزئية منها، وقد يفقدهم كذلك أهم وآخر حليف خارجي حالياً -إيران- بعد فقدانهم أريتريا، وهذا هو الموقف الصحيح.

الخيار الثاني، أمام العصابة هو رفض الدعوة، وعدم الحضور إلى المنبر، وده بيعني خروجهم نهائياً من المعادلة الدولية، ورفع درجة الحصار -غير المعلن- المفروض عليهم حالياً، إلى إجراءات معلنة وأكثر صرامة، قد تصل إلى حظر الطيران، وتجريم كل من يتعاون معهم إقليمياً ودولياً، خصوصاً أن المحرك الأساسي لهذه الدعوة، هو الموقف الانساني المأساوي الذي يعيشه السودانيون، وشبه الانهيار الكلي، الذي يلوح في الافق.

الخيار الأخير لدى الجنرالات الهائمين على وجوهم، هو الموافقة على الدعوة، وتطمين الحلفاء في الداخل والخارج، والحضور للمنبر، بشروطهم الوهمية العاجزة، وسيادتهم المُتخيلة، مثل ما يفعلون دائماً -وهو المرجح- والقاعدة تقول ليس لمهزوم شروط، وفوق ذلك فهذا لن ينفع هذه المرة، إذ تبدو العملية مختلفة، وليست مثل سابقاتها، وبالتالي أي محاولة للفهلوة، سيتم التعامل معهم كاشخاص غير جادين، في إيجاد مخرج يوقف معاناة السودانيون، وهو جرم سيكلفهم ومن معهم الكثير.

هذا هو المأزق الذي وضع ود الحلمان وثيرانه انفسهم فيه، وهو ما يفسر عدم قدرتهم على اصدار بيان، يوضح موقفهم من الدعوة حتى اللحظة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *