المسلمات “الثورية” تعلى فوق نزق عودة الفردوس المفقود لعصابة “الإخوان”.
المسلمات “الثورية” تعلى فوق نزق عودة الفردوس المفقود لعصابة “الإخوان”.
كنديرة..
ماذا تريد النخبة فى نسختها الأكثر دموية ممثلة فى تنظيم الإخوان المسلمين ،من المفاوضات القادمة أيآ كانت ، وحسب السيناريو المتوقع أن تنته عليه حرب الخامس عشر من ابريل هذه الحرب الكارثية الأفظع منذ 56 ما اشعلتها عصابة الإخوان إلا بعد أن يئسوا من العودة للسلطة عبرالثورة المضادة الأقل كلفة كتلك التى كانوا يقلدون فيها ثورة ديسمبر السلمية ، مثل مظاهرات الزحف الأخضر وبرغم من أنهم لم يستطيعوا أن يلتزموا فيها السلمية وقاموا بتخريب المؤسسات ونهبها كما حدث بالفاشر والضعين وغيرها خلال تنظيمهم لمظاهرات الزواحف كما أطلق عليهم الشعب السودانى ، ثم لما لم يحققوا منها ما أرادوا قاموا باستخدام وسيلتهم المجربة عبر انقلاب
25 اكتوبر بعد أن مهدوا لذلك عبر اعتصام الموز كيما يكسبوه شرعية شعبية ولكنهم لغبائهم جاءوا بنفس لافتات وواجهات حزب المؤتمر الوطنى كالسيسى ومبارك الفاضل وابو قردة بإضافة مجموعة أركو وفكى جبرين واردول وعسكور هؤلاء الكومبارس الجدد الذين أتوا عبر صفقة
جوبا ،
هذه الإتفاقية التى دفع فيها قائد التغيير
الغالى والنفيس حسب نواياه الطيبة لإسكات صوت البندقية فى الوطن العزيز ولكن للأسف مرمى الله ما بترفع كما يقول المثل ،وها قد عادوا وإصطفوا مع جلادهم التاريخى ، مطبقين بذلك المثل
(الكلب بيريد خناقو) !
ثم ولما لم يحقق لهم الإنقلاب ما يريدون بيد أنه زاد من عزلتهم الدولية والداخلية من الشعب الثائر وارتكبوا خلال هذه الفترة مزيد من الجرائم والمجازر بحق الثوار وقتلوا ما يقارب المائتى شاب وشابة خلال المظاهرات المنددة بالإنقلاب، عادوا مرة أخرى لمناورة القوى المدنية بإدعاء الموافقة على الإتفاق الإطارى بل والتوقيع عليه ،وهم يدركون أنه يهدف الى تسليم السلطة للمدنيين ولكنهم كانوا يظنون أنهم يستطيعون اغراقه بواجهاتهم المعروفة ومن ثم يعود إليهم كما قال البرهان على لسان قائد التغيير عندما طلب منه الأخير التعامل بمسؤولية مع مظاهر الفوضى والعمل الجاد مع الحلول الممكنة قال له(خلها تجوط وبترجع لينا فى النهاية) والحقيقة هذه كانت خطة الكيزان لتدمير الثورة التى كانوا يريدون أن يوصلوا الشعب من خلال الفوضى ومظاهر التفلت الى التململ من جدوى الثورة ثم ينقلبوا عليها ويقمعوها ليقضوا عليها والى الأبد !
وآخر ما وصلت له عصابة الإخوان عندما فشلت كل خططهم آنفة الذكر وبعد أن وصلوا لحقيقة موقف قائد الد.عم السريع المبدئى مع الثورة وقضايا التغيير ، قرروا المواجهة وإشعال حرب الخامس عشر من ابريل ورتبوا لذلك مع الخارج الإقليمى المساند لهم لساعة الصفر ! وكانوا من فرط توقعاتهم وثقتهم بمقدرات أسيادهم يتباهون بالحسم الفورى ولم يستطيعوا إخفاء ذلك فتوعد كاسات بحسم الست ساعات وقال ذلك لبعض رموز قوى الحرية والتغيير وكأنما أراد من ذلك أن يشئ بثمة إتفاق وتوآطوء بينهم و قوى الحرية والتغيير!
ولكن (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وها قد تجاوزت الحرب العام والثلاثة أشهر والأشاوس إمتصوا صدمة الغدر الأولى وصمدوا وانتصروا فى كل المعارك التى خاضوها ومضوا فى الجانب السياسى والدبلوماسى شأوآ بعيدآ وكانوا قدر التحدى التاريخى الذى وضعهم فيه القدر وظلم النخبة البائسة وخيانة حلفاء القضية والمصير ، واكتملت الثورة السودانية بثورة الخامس عشر من ابريل ولأول مرة يتغلغل وعي الثورة ويتعمق فى أوساطها الإجتماعية صاحبة المصلحة فى التغيير الحقيقى الذى يمكن الريف المنتج الذى إصطلى بالتهميش الممنهج ونهب حقوقه الإقتصادية والسياسية والإجتماعية على أمتداد تاريخ دولة النخبة الفاشلة من الإمساك بتلابيب قضيته العادلة ! وعطفآ على سبق فعصابة الإخوان تريد من هذه الحرب العودة بالأبواب بعد أن فشلت خطط عودتهم بالشبابيك ، ولاسيما أنهم قد ظهروا بكل قادتهم وكتائبهم الإرهابية ، وهذه العصابة لا تتورع عن ارتكاب الموبقات شيئآ بعد وليس فى حساباتها مصلحة لشعب ولا غيره وما الشعب فى اعتقادهم سوى قطيع يبيعونه حسبما تقتضى مصلحة نافذى العصابة !
ولذلك يريدون استعادة سلطتهم وسيطرتهم على الوطن سلمآ أو حربآ، وعلى الأشاوس والمؤمنون بالتغيير من الحلفاء الحذر كل الحذر من الوقوع فى أحابيل الخبث الكيزانية ، فهذه الكلفة الباهظة لثورة الخامس عشر من ابريل ، يجب أن تضع حد نهائى للحروب الداخلية فى الوطن العزيز والى الأبد ، من خلال الحلول الجذرية لقضايا الوطن ، بالغوص عميقآ حيث التأسيس ووضع الساس المتين ،وذلك بتأسيس جيش وطنى يعكس تنوع الشعب حسب الكثافة السكانية لأقاليمة وتأسيس نظام حكم إدارى يعتمد على الفيدرالية الحقيقية تلك التى تعطى الأقاليم صلاحية تشكيل المركز الفيدرالى وليس العكس ، وكذلك تأسيس أحزاب فيدرالية تحل مكان أحزاب النخب على ألا تزيد عن حزبين إثنين ، اعتماد نظام الأفضلية النسبية فى التنمية للأقاليم التى عانت من الحروب السابقة ولمدة زمنية محددة وكذلك اعادة تأسيس الخدمة المدنية بمواصفات النزاهة العالمية ورفدها بكوادر تخضع للتدريب والتطوير تعكس تنوع السودانيين وحسب الكثافة السكانية للأقاليم ، بالإضافة الى تفكيك نظام ال 30 من يونيو 1989م سياسيآ واقتصاديآ ومحاكمة رموزه على جرائم السرقة العامة والجرائم الجنائية فى اشعال الحروب والفتن الأهلية بما فى ذلك اشعالهم للحرب الدائرة الآن !
هذه القضايا وغيرها تعتبر من المسلمات الثورية التى لا تقبل المساومة ، فهذه الثورة قد دفعت بأغلى ما لديها فرسان لن يجود الزمان بمثلهم وهذه الدماء الغالية لن يكون ثمنها أقل من تأسيس وطن حقيقى يقوم على الحرية والعدالة
والمساواة فى الحقوق والواجبات ، نودع فيه الظلم واستغلال نخب التيه والضياع والى الأبد !!