علي أحمد يكتب: فتوى الكيزان في حرب الكيزان!
أصدر ما يسمى بالاتحاد السوداني للعلماء والأئمّة والدُّعاة، وهو أحد أذرع حركة وحزب “علي كرتي”، ما سمّاها فتوى حول التوصيف الشرعي للحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدّعم السريع.
وفيما اتحاد علماء (السلطان) وأئمة (الغفلة) ودُعاة غارق حتى أُذنيه في الحرب الدائرة الآن، بل هو أحد مشعليها الكبار ويتحمّل وزرها ووزر الدماء التي سالت والأرواح التي أٌزهقت فيها، إذا به ينسي كل ماضيه السيئ وحاضره الأسوأ، ليفتي في الناس، وما الناس بفتواه آخذين ولا به مُصدقين، إذ يتكون من محض رجال (تنابلة) يفصلون الفتوى وفقاً لما يريد قادتهم السياسيين والعسكريين، فهم محض (ترزية) لا علم لهم ولادين ولا مُثل ولا أخلاق – عليهم اللعنة ولحقت بهم الذلة والمسكنة.
قال الكيزان المُتخفين في هيئات علماء وأئمة ودعاء، في فتواهم: “إن القتال ضد الدَّعم السَّريع هو جهاد دفع، هو من باب قتال البغاة الصائلين المفسدين في الأرض من غير شرط ولا استثناء ولا احتراز، وأن على كل مسلم أن يدفع عن نفسه وغيره بما يستطيع رجلاً كان أو امرأة .
بالله عليكم، إذا رأيتم أحداً يقلب الحقائق رأساً على عقب ويكذب حتى يخشى الناس على الكذب منه، مثل هؤلاء، فأشيروا على به، أما أنا فلم أجد ذلك الرجل.
جماعة من الرجال عديمي الأخلاق والمروءة، يتحدثون عن قتال ضد الدعم السريع، وكأن قوات الدعم السريع هي التي بدأت الحرب، فيما حزبهم وحركتهم الإسلامية – كما يسمونها – وما هي إلاّ شيطانية لعينة مارقة، هي التي بدأت الحرب بدعم من هؤلاء العلماء وما هم إلاّ (عملاء) فتاوٍ مدفوعة القيمة. قال جهاد دفع قال!
دفع ممن، ومدافعة عن من؟ فلا أحد سيدافع عن الكيزان ويحارب عنهم بعد الآن، يارجال يا بلهاء، لقد وعي الشعب الدرس، لا أحد سيقاتل معكم أيها الكيزان، لا أحد، حتى ولو كان قتالكم في حقيقته – وما هو كذلك – ضد بغاة صائلين أو مقيمين، فإنكم ستقاتلوا في حربكم وحدكم، لأنه ببساطة شديدة ما من بغاة ظالمين على وجه هذه الأرض مثلكم، وها أنتم الآن أصبحت صائلين هاربين من مدينة إلى مدينة ومن دولة إلى دولة، وليتم الأدبار وهربتم أسركم بعد أن اشعلتم الحرب، فأين الثبات يا طُلاب السلطة آكلي مال السحت، ولن ينصركم الله ولا الشعب.
طالبت الفتوى الهزيلة الركيكة (المدفوعة) المسلمين أجمعين أن يصطفوا لقتال هؤلاء “البغاة المحاربين الصائلين المفسدين في الأرض”، ويقصد بهم قوات الدعم السريع، وواصل: وكذلك قتال كل من اصطف معهم ودافع عنهم مخبراً كان أو جاسوساُ وسهّل لهم سبل البغي والعدوان وإطالة أمد الحرب فحكمهم أن يلحقوا بهم في وجوب قتله واستباحة دمه”.
وهذه الفقرة بالذات تنطبق على الكيزان والبرهان تماماً، وتعال لنحدثك الحقيقة ونضرب فتواك التافهة في مقتل، وبعد ذلك عليك أن تحمل سيفك وردعك لتقاتل الكيزان مباشرة، فنظامهم هو الذي أسس الدعم السريع كقوات وفقًا لقانونهم، وهم الذين دافعوا عنها حتى قبيل الحرب بقليل قبل أن تتخذ هي منحىً داعماً للتحول الديمقراطي وتعتذر عن انقلاب 25 أكتوبر، 2021، فقلبوا لها ظهر المجن وأعلنوا الحرب ضدها، لذلك فهم الفئة الباغية التي يتوجب اصطفاف الشعب كله لقتالها والتخلص منها وليس الدعم السريع، هذه هي الحقيقية ساطعة ناصعة وجليّة.
لكن الأغرب في هذه الفتوى اللعينة، أنها عندما تحدثت عن ما سمتها الطائفة الباغية الممتنعة، ووصفتها بأنها: ” الطائفة التي امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة وتركت شعائر الإسلام الواجبة كلها أو بعضها ، أو استباحت ماحرّم اللّه فامتنعت عن تحريم الفواحش أو الخمر أو نكاح ذوات المحارم أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق أو الرّبا أو الميسر ونحو ذلك من شرائع الإسلام”، فكأنها تتحدث عن الكيزان بالضبط، فهذه صفاتهم بكل دقة وتفصيل. إنهم الطائفة الباغية وليسوا غيرهم، وعلى الشعب أن يهب لقتالهم والحيلولة دون وصولهم إلى السلطة التي أراقوا بسببها دماء السودانيين وشردوهم في الآفاق، بل ان قتالهم فرض عين لا تكتمل سودانية المرء دونه.
قاتلوهم ولا تذروا منهم أحدا.