تفجّر الصراع بين تيارات “الكيزان” بالخارجية .. وخلافات حادة داخل السفارة السودانية بالدوحة.
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
تشهد أروقة وزارة الخارجية السودانية صراعات كبيرة بين تيارات الحركة الإسلامية “الكيزان” المنتسبين إلى النظام السابق داخل الوزارة، وامتدت الخلافات إلى السفارة السودانية في “الدوحة” بدولة قطر، حيث تفجرت الخلافات بصورة حادة بين، أحمد عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، السفير السوداني بالدوحة، وبين الوليد عبد الله، الوزير المفوض ونائب رئيس البعثة، وعلى اثر ذلك تمكن التيار الذي يتبع “للبرهان” من توقيف الأخير، ونقله فوراً إلى محطة “جيبوتي”، رغم أن قدومه للدوحة لم يتجاوز العام.
وتعود أسباب الخلافات، إلى “استقطاب” حاد وقع بين “تيارين” في وزارة الخارجية، أحدهما “تيار” كيزاني موالي “للبرهان”، والأخر تيار يتكون أيضا من منسوبي الحركة الإسلامية لكنه أقرب إلى “ياسر العطا” الذي يستقوي بالإسلاميين داخل الجيش.
وقال مصدر دبلوماسي كبير بالخارجية السودانية، فضل حجب هويته، ان الوزير المفوض في السفارة السودانية بالدوحة، منذ قدومه حاول السيطرة على السفارة السودانية، وأنشطة الجالية السودانية.
وأضاف “المصدر”، ان الوزير المفوض، قام بتعطيل عمل اللجنة التسيرية للجالية السودانية المنوط بها مباشرة إجراءات انتخابات الجالية، ومضى إلى تكوين خلية أمنية من منسوبي الإسلاميين “الكيزان” داخل السفارة، وتتبع أنشطة الجالية والسودانيين المناوئين للحرب.
وأكد “المصدر”، ان مجموعة المؤتمر الوطني التي تسيطر بالكامل على وزارة الخارجية، تشهد انشطارات متواصلة منذ انقلاب 25 أكتوبر، مشيراً إلى ان الوزير المكلف السابق علي الصادق عصفت به الخلافات الداخلية، كما ان الوزير الجديد محسوب على تيار “العطا”، الذي لا يثق قادته ومنسوبيه في “البرهان” ويتوقعون ان يتخلى عنهم تحت أي لحظة.
وأضاف؛ ما يؤكد تزايد الشكوك والخلافات وانعدام الثقة بين “التيارين” هو ان “البرهان” اقدم قبل أيام قليله بتعيين مبعوثاً رئاسياً شخصياً له، هو اللواء الصادق إسماعيل، وجاء ذلك التعيين رغم وجود وزير للخارجية، مشيراً إلى ان خلافات سفارة السودان ب”الدوحة” انتصر فيها تيار “البرهان” الذي سدد فيها ضربات قاضية إلى كادر الأمن “الوليد عبدالله”، ونقله إلى محطة خاملة بدولة “جيبوتي”، وهذا التيار يمثله سوار الذهب نفسه بالدوحة، وعلى غرار ذلك بدأ الفرز في معظم السفارات بالخارج بما فيها سفارة “واشنطن” التي بدأ فيها “الكيزان” يسخطون من الحارث ادريس المستقوي ب”البرهان”.
وأكد ذات “المصدر”، ان الانشطارات والانقسامات بدأت تتوالى بوتيرة متسارعة، وأحد تداعياتها “طرد” سفراء السودان كل من “ارتريا، وليبيا”، حيث قامت دولة “ارتريا” بطرد القائم بأعمال سفارة السودان في “أسمرا” السفير خالد عباس النعيم، بعد أن سمّته الأرترية “انه شخصاً غير مرغوب فيه”، وأمهلته “72” ساعة لمغادرة البلاد.
وبحسب المعلومات، إن أسباب “الطرد” تعود لقيام السفير بعملية تجنيد لاثنين من الشباب من أجل جمع معلومات حول معسكر “ساوا”، وهو معسكر خاص بالتدريب العسكري غربي البلاد، ويقضي فيه طلاب المرحلة الثانوية السنة الثانية عشر حسب النظام الإريتري”.
وخالد عباس، من كادر الأمن بالحركة الاسلامية “النظام السابق”، ودرس في “بونا” بالهند، و إلتحق بالخارجية في فبراير 1991، كسكرتير ثالث في اول دفعة كيزانية، وعمل في كلا من “جدة، واذربيجان، وتونس، واريتريا، والهند”، وتم انهاء خدماته من قبل لجنة تفكيك التمكين لأن تعيينه تم عبر الواسطه، وإعاده “البرهان” بعد انقلاب 25 أكتوبر في يناير 2022.
ولفت “المصدر”؛ إلى ان كوادر الكيزان بالخارجية، عادوا لنفس سياساتهم السابقة، كما في سنواتهم الأولي، مثل التدخل في الشؤون الداخلية للدول، خاصة التعامل مع الاسلاميين “حركة الجهاد” في “ارتريا”، مشيرا؛ إلى إنه في التسعينيات سبق ان طرد “القنصل” معاوية عثمان خالد، وهو الان سفير.
وبحسب المعلومات ان هناك معسكرات تدريب عسكري داخل “اريتريا” تضم مجموعات “قبلية” من شرق السودان، ومجموعات “تقراي”، وقد رصدت “ارتريا” حدوث تواصل بين بعض “قادة” هذه المعسكرات وخالد عباس.