علي أحمد يكتب: أول “براءة” معلنة لقوات الدعم السريع.!!

108

الأستاذ علي أحمد..

علي أحمد يكتب: أول “براءة” معلنة لقوات الدعم السريع.!!

الخميس 25 يوليو الجاري، كان يوماً مشهوداً في تاريخ (أكاذيب) الحرب السودانية التي يتولى كِبرها قادة الكيزان وتوابعهم داخل الجيش والأجهزة الأمنية، حيث تحدث مدير السجون الفريق شرطة ياسر عمر أبو زيد في مؤتمر صحفي عقده ببورتسودان معلناً من حيث لايريد براءة الدعم السريع.

قال مدير السجون، في لحظة صدق عفوية نادرة، إن إدارة السجون هي التي فتحت السجون وأخرجت السجناء منها بعد اندلاع الحرب، وان آخر من أخرجتهم إدارته كانوا قادة النظام المخلوع، وعزا أمر تأخر أطلاق سراحهم دون بقية المجرمين والمحكومين الآخرين في جرائم مختلفه، بأن إدارته لم تكن تعرف كيف تتصرف بهم، قبل أن تهتدي إلى استشارة القضاء بالتواصل مع نائب رئيس القضاء الذي أمر بإطلاق سراحهم بعد الحصول على تعهدات شخصية تحت التوقيع والبصمة، كما وجه بأن يعلنوا عن هذه الخطوة أمام الرأي العام وأن يلتزموا للمجتمع بأن يسلموا أنفسهم للجهات القانونية متى ما تم استدعائهم للمحاكمة، وأن ممثلهم “أحمد هارون” أعلن عن ذلك للرأي العام على تلفزيون السودان، وأكد مدير السجون أن المحكومين بالإعدام أيضاً شملهم قرار إطلاق السراح.

الآن حصحص الحق، وذهبت أكاذيب الكيزان والبلابسة والفلول التي صموا آذاننا وسودوا شاشات الفضائيات بها، ويشمل ذلك – لغاية الأسف – قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي ظلّ يردد بلا كلل ولا ملل كلما لاحت له سانحة للحديث أمام الناس والإعلام بأن قوات الدعم السريع هي التي اقتحمت السجون وقامت باطلاق سراح السجناء والمجرمين وأزلام النظام السابق!

الغريب في الأمر إن البرهان لم يكتف بذلك، بل تفنن وتجنن فيه، إذ قال في مداخلة هاتفية مع (قناة العربية) بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، إن الجهة التي فتحت السجون على مصراعيها للقتلة والمجرمين وتجار المخدرات واللصوص، فعلت ذلك من أجل صناعة الفوضى في البلاد، فما هي تلك الجهة الآن يا برهان؟

إنها أنت يا رجل، أنت من أصدرت الأوامر بذلك بتوجيهات من الحركة الإسلامية، وأنت من أطلقت سراح الكيزان لأنهم أهلك، وقد قمت قبلها بما لا يتصوره عقل من أجل إعادتهم إلى السلطة، بدءاً بانقلابك بعد فض الاعتصام والذي سرعان ما تراجعت عنه أمام ضغط الشارع الثوري الغاضب، ثم انقلابك الثاني في 25 أكتوبر، 2021.

أنت سبب إشتعال هذه الحرب يا برهان، وأنت من دمرت البلاد وشردت شعبها ووضعتها في خطر عظيم من أجل هؤلاء الأوباش المجرمين.

أنت وراء كل مصيبة حلت بهذا البلد الأمين .. وها هي الحقائق تتكشف باعتراف مدير سجونك الفريق أبو زيد، فماذا أنت فاعل وماذا أنت قائل!.

كثيرون مثلي كانوا يعلمون إن الأفكار الشيطانية الخبيثة مثل إطلاق سراح المجرمين والقتلة وتجار المخدرات واللصوص، لا تأتي إلا من (الكيزان) ولا تروق ويتم تنفيذها إلا من قبل رجال بلا ضمير ولا إنسانية. أما القول إن الدعم السريع هي التي أطلقت سراح فلول النظام المخلوع، فهذه فرية لا يصدقها الرضيع في مهده ولا المجنون في تيهه ولا السكران في غيبوبته، إذ كيف يستقيم أن يطلق أحداً سراح عدوه ليقتله ويقاتله، أليس الكيزان من شنوا الحرب على قوات الدعم السريع عندما اعتذر قائدها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن انقلاب أكتوبر المشؤوم وأصر على الإلتزام بالاتفاق الإطاري وعدم التراجع عنه؟، أليست مليشياتهم وكتابئهم الإرهابية هي التي تقاتل الآن قوات الدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، فيما تولي الأدبار هاربة أمامها من مدينة لمدينة ومن بلدة لبلدة ومن قرية لقرية مجرجرة ذيول الهزيمة والخيبة، حتى أصبحت مسخرة بين الناس فرط جُبنها و(تعريدها) المتواصل؟!.

إنّ من فتح أبواب السجون في الخرطوم وأم درمان ومدني وغيرها من المدن، هم قادة الفرق العسكرية المنهزمة وكتائب الكيزان الإرهابية الهاربة (المُعرِّدة).

الآن، وبعد اعتراف مدير السجون، أمام الملأ وتبرئته ساحة الدعم السريع من تلك الجريمة النكراء، وتحديداً ما يتعلق بإطلاق سراح فلول النظام السابق وعلى رأسهم مجرمين مطلوبين للعدالة الدولية، مثل “أحمد هارون” الذي أكد مدير السجون أنهم من أطلقوا سراحه ووصفه بأنه كان ممثل هؤلاء المجرمين وأنه أعلن في التلفزيون الرسمي بأنه سيعود ليمثل أمام المحكمة متى ما طلب منه ذلك، فإن الفريق أبو زيد يكون قد أتى بدليل براءة الدعم السريع ووضع البرهان ومن معه بحكومة الأمر الواقع في بورسودان أمام المساءلة القانونية، إن لم تأت بهذا المجرم ورفاقه.

لا أعرف كم سيمضي من الوقت حتى تنطق أفواه وتفلت ألسنة، لوحدها هكذا، كاشفة عن جرائم كثيرة وخطيرة شهدتها هذه الحرب، تم رميها على الدعم السريع، بينما الجناة يعيشون ويتنعمون هناك على ساحل بورتكيزان؟!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *