خبراء عسكريون: المسيرات المستخدمة في استهداف البرهان ليست عسكرية وترجيح انطلاقها من منطقة يسيطر عليها الجيش.
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
كشف خبراء عسكريون في حديث لقناة الحدث ان المسيرة المستخدمة في محاولة اغتيال البرهان والتي استهدفت حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية يوم الأربعاء، بحضور قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في المنطقة العسكرية بجبيت شرق البلاد ليست عسكرية ورجحوا بانطلاقها من منطقة يسيطر عليها الجيش.
واستند الخبراء الى صوت المسيرة الذي سمع في مقاطع الفيديوهات التي جرى تداولها وكشفوا بان المسيرة صغيرة بحجم مسيرات التصوير وتم تزويدها بمتفجرات لا يتعدى وزنها وزن كاميرا تصوير وان هذا النوع من المسيرات قصير المدى وبالتالي يرجح فرضية انطلاقها من منطقة قريبة ضمن مناطق سيطرة الجيش .
وطرح الخبراء ثلاث فرضيات لمحاولة الاغتيال الفرضية الأولى ان يكون منفذوها من مؤيدين داخل الجيش للتخلص من البرهان والفرضية الثانية ان تكون من عناصر النظام السابق للتخلص من البرهان والرافضين للتفاوض مع الدعم السريع خصوصا مع توقع الموافقة على مباحثات جنيف والفرضية الثالثة الخلايا النائمة للدعم السريع بمناطق الجيش.
منطقة جبيت التي تعرضت للهجوم، والتي تبعد حوالي 120 كيلومترًا عن بورتسودان – العاصمة الحالية للحكومة – تُعتبر من بين أكثر المناطق العسكرية أهمية وأمانًا في السودان.
كما أنها تقع على بُعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب منطقة تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
جميع هذه العوامل أسهمت في زيادة الشكوك بشأن أسباب الهجوم وكيفية تنفيذه.
من الناحية العسكرية، يشير الأمين ميسرة، الضابط السابق في القوات المسلحة، إلى أن منطقة جبيت التي حدث فيها الهجوم تُعتبر من المناطق التي يسهل حمايتها ومراقبتها بسبب جغرافيتها وموقعها في منطقة مفتوحة.
يصرح ميسرة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إن اجتياز الطائرات المسيرة بالطريقة التي تم بها الهجوم على موقع حفل التخرج في جبيت يشير إلى فرضيتين؛ إما وجود نقص في الأمن والاستخبارات، أو تقاعس معين، خاصة أن زيارة القائد العام للجيش إلى أي منطقة عسكرية تتطلب عادة اتخاذ إجراءات أمنية صارمة مسبقًا.”
علق ميسرة على ظهور البرهان بالزي الميداني الذي لا يتناسب مع مناسبة تخرج طلاب الكلية الحربية، حيث يُفترض أن يرتدي قائد الجيش زيًا عسكريًا رسميًا، موضحًا أن ذلك يعود إلى وجود مخاوف من احتمال تعرض البرهان لاستهداف من جهة ما، أو ربما من بعض الأطراف المحيطة به.
تشير إلى أن “الخلافات الحالية تخلق ظروفاً مناسبة لحدوث أي نتائج غير متوقعة، خصوصاً عند مراعاة مهارات وخبرات تنظيم الإخوان في مراحل التصفية.”
يقدم الصحفي محمد المختار محمد، المتخصص في التحقق من المعلومات ومواجهة التضليل، ثلاث ملاحظات مهمة تتطلب توضيحاً، تتعلق بتأخر الرد على المسيرات، والطريقة التي تقدمت بها هذه المسيرات حتى وصلت إلى موقع الاحتفال، بالإضافة إلى تعدد الروايات المتعلقة بوقت الهجوم.
وفقًا للمختار، هناك اختلاف بين ما ذكره الجيش بشأن تصدي الدفاعات الأرضية للطرادات وما وُثق في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع، حيث يمكن سماع صوت الطائرة المسيرة ابتداءً من الثانية 25 في الفيديو، وقد بدأ الصوت يرتفع تدريجيًا حتى لحظة إصابتها للهدف.
يوضح محمد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إذا اعتبرنا أن المسيرة بدأت من مكان قريب أو بعيد، كيف تمكنت من الوصول إلى هدفها؟ خاصة وأن منطقة جبيت تُعد منطقة عسكرية وتحاط بعدد كبير من الدوائر الأمنية، فضلاً عن المنطقة الجبلية وأجهزة التشويش الثابتة والموجودة مع البرهان، بالإضافة إلى رفع حالة الاستعداد إلى أقصى حد بسبب أهمية المناسبة.”
الملاحظة الثالثة تتعلق بـ”توقيت الهجوم”، حيث أشار بيان الجيش إلى أن الهجوم وقع بعد انتهاء حفل التخرج، بينما يظهر الفيديو الهجوم أثناء الحفل نفسه.
يعتقد الإعلامي والمحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أن هناك علاقة بين الهجوم والوقت الذي وقع فيه. ويشير إلى أن الجهة المسؤولة عنه، بصرف النظر عن هويتها، تهدف إلى إيصال رسالة إلى البرهان مفادها “يمكننا الوصول إليك”.
يذكر أبو الجوخ لموقع “سكاي نيوز عربية” أن توقيت الحادث يحمل دلالة مهمة تتعلق بالدعوة إلى مفاوضات جنيف التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية.
من الواضح أن الدعم السريع، إذا كان هو المسؤول عن الحادث، يحاول الضغط على البرهان لدفعه للذهاب إلى المفاوضات.
إذا كانت الجهة التي تقوم بالتنفيذ تنتمي إلى معسكر تنظيم الإخوان، فإن الرسالة ستكون إما إنهاء الصراع معه عبر اغتياله وإبعاده عن الساحة، مما يتيح لهم إدخال شخصية تتوافق معهم، أو على الأقل تهديده.
في سياق متصل قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في منشور عبر منصة إكس، إن “محاولة اغتيال” البرهان “تأتي تنفيذًا للتهديد الموجه إليه من لواء البراء بن مالك في حال وافق على إرسال وفد الجيش إلى مفاوضات جنيف”.
وكتيبة البراء بن مالك تنتمي للحركة الإسلامية في السودان، وتشارك في القتال مع الجيش في الحرب الحالية في البلاد.
قال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة السوداني، في وقت سابق إن هناك 12 كتيبة تقاتل إلى جانب الجيش، ومن بينها كتيبة البراء بن مالك.