تهديدات الحركات المسلحة الموالية “للجيش” عن مباحثات “جنيف” القادمة .. ما المتوقع؟
بلو نيوز الإخبارية: وكالة راينو-
على الرغم من إعلان حكومة “بورتسودان” قبولها الدعوة لحضور محادثات سلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية في جنيف، إلا أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أعلن في ذات اليوم أن الحكومة السودانية لن تذهب إلى المفاوضات مع الدعم السريع قبل خروج قواته من منازل المواطنين ومدن الفاشر وقرى الجزيرة وبابنوسة وغيرها من المناطق المحاصرة، ما يجعل مصير هذه المفاوضات التي تنطلق في الرابع عشر من أغسطس الجاري مجهول حتى الآن ، خاصة مع بروز صوت الحركات المسلحة واعتراضها على عدم توجيه الدعوة لها بعيداً عن مظلة الجيش الذي تقاتل إلى جانبه.
رفض وترحيب:
وترمي هذه الخطوة لإنهاء النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، وتعتبر واحدة من المجهودات التي تهدف لجمع الطرفين في مفاوضات مباشرة بعد أن تعثرت مفاوضات جدة وتوقفت منذ شهور ، لكن يتخوف المراقبون من الحالة المزاجية التي تتعامل بها قيادة الجيش مع ملف التفاوض في كل جولة ، وهذا ماظهر في تناغض خطاب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أمس خلال مخاطبة له بعد نجاته من إستهداف مسيرة بمعسكر جبيت بولاية البحر الأحمر شرق السودان ، الذي قال فيه نصاً “أن الحكومة السودانية لن تذهب إلى المفاوضات مع الدعم السريع قبل خروجه من منازل المواطنين” وفي ذات الوقت أضاف البرهان قائلاً : “يسمع الناس الحديث عن المفاوضات ونحن نرحب بها، وقبل ذلك يجب الاعتراف بالدولة والحكومة السودانية وليس الجيش لوحده” .
ومن ذات معسكر الحركة الإسلامية قال القيادي بالحركة الإسلامية أمين حسر عمر تعليقاً الدعوة لمفاوضات جنيف” إن من يمثل الحكومة ليس القوات المسلحة ، القوات المسلحة جزء من مؤسسات الدولة ، لذا ينبغي أن تُخاطب الدولة السودانية كطرف ، والدولة السودانية هي من تحدد المؤسسة التي تمثلها “.
وفي هذا الإتجاه يقول المحلل السياسي عبد الله علي لـ”راينو” إن حديث أمين حسن عمر يدل على حالة الإنقسام التي ضربت صفوف المؤتمر الوطني في الآونة الأخيرة مقابل أصوات تصر على أن الجيش هو من يحق له تمثيل الحكومة في المفاوضات وليس العكس .
عدم شرعية:
قوات الدعم السريع ومن جانبها قالت إنها لن تتفاوض إلا مع القوات المسلحة، ولن تسمح بإقحام أي مؤسسة في مفاوضات أو محادثات لوقف الحرب وضمان الوصول الإنساني. وأشارت في بيان لها أنها “تؤكد عدم وجود حكومة في السودان اليوم بسبب انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر 2021 وما أعقبه من انهيار دستوري بسبب حرب الخامس عشر من ابريل” وفي بيان لها قالت قوات الدعم السريع “إن أي مفاوضات لوقف إطلاق النار يجب أن تكون مرتبطة بعملية إنسانية، تخفف من معاناة المدنيين، وعملية سياسية تقودها القوى المدنية الديمقراطية، تفكك نظام الإسلاميين، وتعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان وتؤدي في خاتمة المطاف إلى بناء سودان جديد قائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بلا تمييز”
“لا حرب ولا سِلم”:
فيما يرى المحلل السياسي عثمان فضل الله أن القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان افترض في نفسه الذكاء فوجد نفسه كما “الصياد الذي امتطى ظهر الأسد فالبقاء على ظهر الأسد مستحيل والنزول منه يعني الموت.. لذا تأتي خطاباته متناقضة يقول الموقف وينفيه بالجملة التي تليها”.
ويقول فضل الله لـ”راينو” “إن البرهان لن يتفاوض بجدية ولن يحارب بجدية لأنه يعلم أن نهايته بنهاية الحرب فإذا انتهت بنصر الجيش لن يستمر فالإسلاميين له بالمرصاد لأنه غير مؤتمن على مشروعهم الإنتقامي القادم واذا انتهت الحرب بالتفاوض فيسظل في نظر حلفاؤه من الإسلاميين عسكر ومدنيين خائن وفي هذه الحالة يعلم أن مصيره برصاصة تنطلق من مكان ما في ساعة ما” ويضيف فضل الله في حديثه لـ”راينو” لذا سيظل البرهان مخندق في مرحلة اللا حرب واللا سلم هذه البرهان كما “نتنياهو” بقاءه مرتبط ببقاء هذه الحرب لذا وبكل أسف .. الحرب ستطول” .
اعتراض الحركات المسلحة:
حركة جيش تحرير السودان التي تقع ضمن القوات المشتركة المقاتلة إلى جنب الجيش السوداني أصدرت بياناً أعترضت فيه على عدم دعوتها للمفاوضات ما اعتبرته انتقاصاً لحقوقها ، وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية بالإسراع في توجيه الدعوات للقوات المشتركة لضمان شمولية أطراف الحرب ، وقال بيان صادر عن الحركة “كان لزاماً علي كل الأطراف الإقليمية و الدولية الساعية لوقف الحرب و إحلال السلام أن تقدم الدعوة للحكومة السودانية الممثلة للدولة و ليس الجيش إذا كانت أمريكا او الأمم المتحدة أو الاتحاد الافريقي يعترفون بشرعية الحكومة و يعترفون بدولة السودان على المسهّل و الوسيط أن يعترفا بالدولة السودانية و مؤسساتها المختلفة” وحول مطالب الحركات بإشراكها في التفاوض يقول الصحفي أبو عبيدة عوض إن الحركات المسلحة ليس لها صفة تظهر بها في التفاوض باعتبار أنها تم دمجها في الجيش.
وأشار عوض لـ”راينو” أن الحركات المسلحة غير معنية بالتفاوض ولا وزارة الخارجية السودانية ، وأن المعني بالتفاوض هم طرفي الحرب القوات المسلحة والدعم السريع ، لافتاً إلى أن ظهور الحركات المسلحة ووزارة الخارجية السودانية يعبر عن توجه جهات تريد الضغط على الجيش لعرقلة ذهابه لمفاوضات جنيف .
نقلا عن وكالة راينو.