فاطمة لقاوة: “العطا” .. زَفرات ما قبل المشهد الأخير.!!
فاطمة لقاوة: “العطا” .. زَفرات ما قبل المشهد الأخير.!!
تعود الشعب السوداني على متاهة جنرالات الحرب -(البرهان وكباشي والعطا)-وتصريحاتهم الرَعناء،التي صاحبت مسيرتهم ما بعد ظهورهم عندما تنحي البشير.
الحالة التي بدا عليها العطا أمام المُذيعة وهي لم تجتهد كثيراً في طرح الأسئلة المنطقية ،بل بدأت وكأنها في ونسة جبنة مع إحدى جيرانها في الحي،وليست حلقة تتحدث عن وطن مزقته حرب عبثية قضت على اللين واليابس فيه.
الملاحظ كثرة تنهيدات ياسر العطا المتكررة والتي حاول من خلالها إخراج جميع الزفرات الممكونة في دواخله،والتي تُبين عُمق الأزمة النفسية التي يعيشها ثلاثي المؤامرات الخبيثة وقادة عصابة الكيزان داخل الجيش،بعد أن فقدوا القُدرة في مواجهة الحرب التي أشعلوها.
العطا ومن معه كان سهلاً عليهم التحشيد العنصريو الجهوي للحرب ،وإطلاق الرصاصة الأولى فيها،ولكنهم سُرعان ما أدركوا صعوبة التحكم في إدارتها والتكهن بنهايتها ،لذلك أصابهم الذُعر،وبدأوا في محاولة التملص عن المسؤولية التاريخية، التي تنتظرهم.
حديث العطا يُبين تناقض شخصيته ،ويبدوا في حالة ذُعر أشد من البرهان الذي سبقه في التوهان وعدم الثبات.
اذا تتبع المهتمين بالشأن السوداني أحاديث الثلاثي-(البرهان وكباشي والعطا)- الذين أشعلوا نار الحرب،وقاموا برصد ما خرج عن أفواههم بحَرفية عالية ومهنية ،سيجدوا الحقيقة المُرة التي تؤكد بأن السودان لم يكن لديه قيادة رشيدة ،وأن العصابة التي تقود الحرب في السودان الآن ، لا تعرف شرف الكلمة والإلتزام بها.
العطا في حديثه كشف الغِطاء عن ما يُحاك في الغُرف المُغلقة-(مهما يحاول المجرم طمس معالم جريمته ،الا انه سيترك أثر ليكون دليلا عليه)-ولم يكن حديث البرهان معه عن نية التنحي إلا خروج أُذنين فقط لي جَمل المؤامرات والخُطط التي هندسها الإسلامويين وأصحاب الإمتيازات المركزية وأتباعهم،والمتعلقة بالسيطرة على مفاصل الدولة والسُلطة وجعل االأخرين تُبع لهم.
ليس من المنطق والتراتبية العسكرية أن يستشير البرهان ياسر العطا في عملية تسليم القيادة للكباشي في حال تنحي البرهان أو إختفاء لأي ظرف أخر،ولكن ما دار بين البرهان والعطا ستكشفه الأيام والشواهد،ولن يخرج عن عباءه أهل الإمتيازات التاريخية،والمتعلقة بالنخب المركزية الجهوية ،التي جعلت رقم واحد في القيادة والسُلطة حِكراً لفئات إثنية ومناطقية وجهوية معينة،و لا يُسمح بذهاب القيادة منهم تحت أي ظرف ودواعي،ولهذا السبب شنو حربهم على الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ،الذي كسب قلوب الشعب السوداني وأصبح إبن السودان وأمله القادم.
شاءت الأقدار أن يكون كباشي في التراتبية االعسكرية أقدم من العطا الذي يرى نفسه الوريث الشرعي للقيادة في حال غاب البرهان حسب حبكتهم السلطوية.
البرهان لا يأمن العطا ولن يثق في الإسلامويين ودواعشهم،ووجد نفسه مُحاصر إقليميا ودولياً،لذلك أصبح يلعب بكرت الكباشي على الملأ ليقول للعطاء والإسلامويين وأصحاب الإمتيازات:إما أن تحافظوا علي أنا أو ستجدوا أنفسكم أمام حقيقة الكباشي الذي سيسلب منكم إمتيازاتكم.
زفرات العطا اليائسة التي خرجت منه طيلة حديثه،تُبين عُمق اليأس المُحيط بعصابة الكيزان التي أشعلت الحرب وأنهم باتوا كالهِرة الجائعة التي بدأت تأكل بنيها،وأن مؤامرة إغتيال البرهان في “جبيت”كانت رسالة إستملها البرهان ،وردا عليها بحديثه مع العطا عن نية التنحي والتلويح بعصاة الكباشي.
يبقى السؤال:هل أدرك الكباشي معنى أن تكون داخل عُش الدبابير،لذلك هرول للمنامة سابقا؟!وما هو المصير الذي ينتظره؟!وهل البرهان سيحافظ على كباشي لضمانة سلامته من غدر الإسلامويين والعطا؟!.
ولنا عودة بإذن الله.