علي سانتينو يكتب: “قائد الانقلاب يساوم اليانكي”.!!
علي سانتينو يكتب: “قائد الانقلاب يساوم اليانكي”.!!
نقلت الصحفية الغامضة جداً مها التلب عن (الشرق).. أن الخارجية الأمريكية اعترفت بقائد الإنقلاب عبد الفتاح البرهان رئيساً لمجلس السيادة، هذا النقل يجافي واقعية مجلس السيادة الذي انتجته الوثيقة الدستورية من العدم.! لا أدري أين يكمن مصدر الكذب في هذا الخبر، عند مها التلب ام خارجية بلينكن التي تراود البرهان على الخروج من جب الإسلاميين إلى بر المفاوضات، يبدو أن الحديث برمته يشير إلى مُحفزات الوصول الآمن إلى جنيف من أجل وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، وهناك في سويسرا يحاول (بلينكن).. ان يغيير واقع القتال بين الجيش والدعم السريع إلى تسويات تنهي الحرب في السودان، هذا النسق سيخدم الاجنده الأمريكية تماما ولا يخدم بناء دولة سودانيه بأسس جديدة، فإذا ما كان إعتراف أمريكا بوضعية البرهان حقيقي حسب (التلب).. يبقى في الآخر وجهة نظر أمريكية لا تعبر بالضرورة عن أطراف الصراع العسكري، خاصةً القوى التي انقلب عليها البرهان في ليلة ٢٥ أكتوبر وقوض شرعيتها الثورية، ولا تزال القوى الثورية تنظر إلى البرهان كانقلابي نتن لا يملك حق التفاوض بإسم الحكومة السودانية. سيذهب البرهان إلى التفاوض قائدا لجيش الفلول الذي أضرم الحرب في البلاد وأكثر فيها الفساد لا رئيساً لمجلس سيادة. حيث يبقى التفاوض الذي دعت له الخارجية الأمريكية تفاوضاً ثنائيا بين قوات عسكرية متحاربه وفق صرح مسؤول أمريكي، ومُنذ الطلقة الأولى للجيش أعلنت قوات الدعم السريع رسمياً عدم اعترافها بالبرهان رئيساً للسيادة، حيث ترى أن ادعاء وجود مجلس سيادة بعد الحرب يظل ادعاءاً باطلاً لا تسندة شرعية دستورية، ولهذا يظل البرهان قائداً لجيش الكيزان داخل او خارج طاولة التفاوض، وإن معادلة الحرب في السودان لم تتغير بقدر ما يتغير الموقف الدولي بمعطيات أمريكية داخلية، وفي المقابل ظل موقف الدعم السريع تجاه قائد الجيش ثابتةً باعتباره انقلابي غادر، خان الوثيقة الدستورية وقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي الذي يشّكل حلم السودانيين بعد ثورة ديسمبر. ان المصادر الصحفية التي تدين بالولاء الفكري والجهوي لنظام الفلول مهما على شأنها لا تتعدى كونها مصادر صحفية متحيزه تفتقر للحد الأدنى من الموضوعية والمهنية. مها التلب وغيرها من صحافيو المركز الذين يحاولون إبراز صورة البرهان كرئيس شرعي طوال فترة الحرب وحتى اليوم، هؤلاء في النهاية يعبرون عن سياسات النظام الحاكم منذ فجر الإستقلال، ولن يغير إنحيازهَم ميزان الحرب الدائرة ما لم تتواضع مراكز القرار الاعلامي التي تبيع الاستبداد لشعوب السودان على مر التاريخ. سيذهب قائد الجيش الإرهابي إلى جنيف صاغراً ولو ألبسته خارجية أمريكا جلباب مجلس السيادة، الحقيقة المُره أن القوى الوطنية ومعها الدعم السريع لا يعترفون بالبرهان رئيساً للدولة مهما كانت الاغرائات والضغوط التي تقدمها الإدارة الأمريكية لهذا الجنرال من أجل الوصول إلى جنيف وكتابة اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفتح المجال للعملية السياسية.