كنديرة يكتب: إعادة التوازن للدولة السودانية.
كنديرة يكتب: إعادة التوازن للدولة السودانية.
لعل من ابرز سمات طرح مؤسسة الدعم السريع لحل مشكلة الدولة السودانية المزمنة والتى يمكن اجمالها فى تأسيس الدولة على أسس العدالة والحرية والمساواة، ولعمرى هذه المعانى والتى غيبت بفعل نخبة 56 هى التى نادت بها جميع الإنتفاضات والثورات السودانية السلمية منها والمسلحة كإكتوبر وابريل وديسمبر كإنتفاضات سلمية إنتصرت وتم الإلتفاف عليها ووأدها فى المركز، أو الثورة المسلحة فى جنوب السودان وغرب السودان بمختلف تشكلاتها ومراحلها وتعدد قادتها ولا ننسى محاولات النخبة فى تبنى العمل المسلح فى تغيير الأنظمة وليس النظام كالجبهة الوطنية فى ليبيا فى السبعينيات ضد نظام نميرى وكذلك التجمع الوطنى الديمقراطى فى أسمرا ضد نظام الجبهة الإسلامية،
نعم كل هذا الحراك الثورى كان يبحث عن وطن مفقود !
وطن يتساوى فيه الناس ولا يظلم فيه أحد!
ولكن،، تظل الحقيقة التى يتحاشاها الكل وهى مربط الفرس وراء اجهاض الثورات الشعبية وفقدانها لفاعليتها فى تحقيق اهدافها، ويرجع ذلك للعيب الخلقى الذى لازم ميلاد الدولة السودانية ما بعد الاستقلال واقعد بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية حيث أن المصمم لهيكل الدولة هو المستعمر نفسه ، وهو من أورث نخبة 56 الشأن العام وهم ليسوا سوى عملاء وربائب للمستعمر والأدهى وأمر أنه أوكل إدارة شأن مستعمرة السودان لدولة المركز الاقليمى الذى انطلق منها لاستعمار الجزء الجنوبى لها أى السودان، وللأسف أصبحت النخبة فيما بعد مجرد فلنقيات لهذه الدولة الإفتراضية يقومون بدور السمسرة لصالحها فى استجلاب الموارد السودانية وسرقة جهد وعرق وأمتصاص دماء السودانيين لصالح اسيادهم فى شمال الوادى، متجاهلين مسئوليتهم الوطنية والأخلاقية فى تأسيس الوطن واستكمال تحريره ، ففاقد الشئ لا يعطيه ، ولذا لا نستغرب حالة العجز فى الأداء الوطنى الذى ظل سمة بارزة لنخبة 56 العسكرية منها والوطنية، وعطفآ على بدء فإن الطرح الذى تقدم به الأشاوس الأحرار وهم يخوضون ثورة التحرر الوطنى وسنام الثورة السودانية و التى استفادت من فشل الثورات السابقة لها واختارت أدواتها النضالية بعناية فى ضرورة الوعي الثورى وتثوير الهامش جنبآ الى جنب مع السلاح أى السيف والقلم،،
ولذلك قدموا طرحآ متقدمآ يعالج جذور الأزمة السودانية المتقادمة، من خلال إعادة التوازن للدولة السودانية وذلك
عبر إعادة تأسيسها من الصفر بعد تحرير مؤسساتها العسكرية والإقتصادية والسياسية ونزعها من فك نخبة 56 نخبة التيه والضياع هذه وهذه العملية
الشاقة تتطلب عزم وثبات وصمود يهد الجبال ذلك هو ما قام به أبطال التحرر الوطنى بكل اقتدار،كما أن بعض ما شاده المستعمر وحافظت عليه النخبة من بعده يحتاج الى الهدم رأسآ على عقب فقد قام أشاوس التحرر بذلك،فالثورة هدم وبناء مثلها مثل تجديد الخلايا فى الجسم الحي وهو ما يتسق مع أهداف ثورة الخامس عشر من ابريل الرامية الى تأسيس وطنالحرية والعدل والسلام على أساس فيدرالى يعيد تأسيس المؤسسات العسكرية والمدنية والسيادية وفق التمثيل العادل الذى يعكس تنوع الشعب
السودانى وحسب الكثافة السكانية لأى
اقليم !!
هذه المسلمات دونها خرط القتاد وغير قابلة للمساومة، والثورة حياة أخرى وانوارا والشجر يموت حين يموت وهو يختزن نارا وكذلك الثائر فى الأجيال سيبقى عود ثقاب وشرارا.