كاتب سوداني: لم يعد للجــيش مجال للمناورة لهذا السبب ..!
كاتب سوداني: لم يعد للجــيش مجال للمناورة لهذا السبب ..!
في أحدث مستجدات الأزمة في السودان، أعربت وكالات الأمم المتحدة عن قلقها من احتمال حدوث مجاعة في شمال دارفور، حيث سُجلت وفيات بين الأطفال في مخيمات النازحين، نتيجة الإصابة بسوء التغذية الشديد، نتيجة للصراع المستمر في السودان الذي يتجاوز مدته 15 شهرًا.
وحذرت لجنة الأمم المتحدة المعنية باستعراض المجاعة من تدهور الأوضاع الإنسانية وسوء التغذية الحاد الذي يعاني منه النازحون نتيجة الصراع في السودان، بالإضافة إلى عدم تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية بشكل عاجل. كما نوهت إلى أن الأوضاع الإنسانية في مخيم زمزم، الذي يستضيف أكثر من 400 ألف نازح، قد تجاوزت مستويات المجاعة.
يتحرك المجتمع الدولي في المجالات الإنسانية والسياسية والدبلوماسية، من خلال تقديم مبادرة أمريكية لعقد محادثات ومفاوضات في 14 أغسطس القادم، في مدينة جنيف السويسرية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بهدف إنهاء النزاع.
في هذا السياق، يعتبر الكاتب والصحفي الجميل الفاضل، المحلل السياسي السوداني، أن الجيش السوداني لم يعد لديه مجال للتلاعب أو المناورة، حيث أصبح محاصراً دبلوماسياً وبشدة، مما يجعلنا نستنتج أن كل السبل الآن تؤدي إلى محادثات جنيف.
يؤكد الجميل الفاضل، في حديث خاص مع موقع “الوئام”، أن المبادرة الأمريكية تم إعدادها بعناية شديدة، وصيغت بطريقة متكاملة لا تقبل النقاش، مشيراً إلى أن رفع مستوى التمثيل الأمريكي خلال المناقشات إلى مستوى وزير الخارجية الأمريكي ومندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، يدل على استدعاء شخصيات بارزة للمشاركة في المفاوضات.
يقول المحلل السياسي السوداني إنه بالنسبة لـ “المجاعة”، فإن الجوع يعد أكثر صدقاً من جميع بيانات مركز التنصيف الدولي للأمن الغذائي، الذي أعلن منذ بضعة أيام عن المجاعة في السودان. وهذا بلا شك هو الإعلان الأول من نوعه على مستوى العالم منذ سبع سنوات، وهو الإعلان الثالث عالمياً بعد إعلانات سابقة عن مجاعات في الصومال عام 2011 وفي جنوب السودان سنة 2017.
ويقول الفاضل: “بعد أن أعلن مركز التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، الذي يضم أكثر من 12 وكالة من وكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى هيئات إقليمية ومنظمات إغاثة، عن حدوث المجاعة في السودان، دعت مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان.”
يختتم الكاتب الصحفي حديثه بالتأكيد على أن العنف قد أدخل 48 مليون سوداني في ويلات الحرب، مما أدى إلى دفع 25 مليون منهم إلى هاوية “المجاعة” مباشرة. كما أن هناك 22 ألف طفل مهددين بالموت جوعا، بالإضافة إلى 55 ألف طفل آخر بحاجة إلى علاج شهري من سوء التغذية، فضلاً عن مليون طفل يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد، إلى جانب 19 مليون طفل خارج النظام التعليمي حاليا.