“اللاجئون” السودانيون في اثيوبيا .. العالم أدار لنا “ظهره”.

99

بلو نيوز الإخبارية: دبنقا-

أعلنت حكومة ولاية القضارف الاتفاق مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين على إقامة ثلاثة معسكرات بمدينة القلابات الحدودية لاستقبال السودانيين العائدين من اثيوبيا، فيما يواصل مئات السودانيين سيرهم على الاقدام من غابة اولالا في إقليم الأمهرا باثيوبيا إلى السودان لليوم الرابع تحت الأمطار، ويتوقع وصولهم إلى الحدود السودانية خلال ثلاثة أيام.

وقال اللاجئ محمد محمدين لراديو دبنقا إنهم وصلوا إلى منطقة شهيدي التي تبعد نحو 35 كيلومترا من الحدود السودانية حيث قضوا ليلتهم هناك، وقال إنهم وصلوا إلى تلك المنطقة بعد سيرهم على الأقدام لمسافة 45 كيلومتراً وأشار إلى هطول أمطار غزيرة مساء أمس السبت أدت إلى لبلل جميع الملابس والأمتعة التي يحملونها في رحلة العودة.

وأوضح محمدين إن المفوضية السامية لشئون اللاجئين ودائرة اللاجئين والعائدين الإثيوبية اوقفتهم يوم الجمعة الماضي، في اليوم الثاني لرحلتهم، وعرضت عليهم استقلال البصات والذهاب إلى معسكر أفتيت الجديد، ولكنهم جددوا رفضهم ذلك لأن المعسكر يقع في ذات الإقليم (إقليم الأمهرا) الذي يعاني اضطرابات أمنية مطالبين بترحيلهم إلى مكان آخر أكثر أمناً.

من جهته قال اللاجئ السوداني التجاني إبراهيم لراديو دبنقا انهم تحركوا بعد اعتصامهم في غابة اولالا لمدة مائة يوم ويضيف “واجهنا ظروف إنسانية عصيبة على المستوى الأمني والغذائي والصحي، ونحن نسير على الأقدام تحت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالزوابع الرعدية، معنا أطفال ومسنين ومرضى وحوامل وذوي إعاقة” .

وقال التجاني ” نحن الآن ننقل امتعتنا من تحت المياه وقضينا ليلتنا داخل مياه الأمطار” وتابع: “كنا نتوقع القليل من الرعاية من المفوضية السامية لشئون اللاجئين، ولكن العالم أدار ظهرها لنا ونتوقع أن نصل إلى نقطة التسجيل الحدودية خلال ثلاثة أيام ونطالب بالتدخل وإجلاءنا إلى خارج اثيوبيا إلى أي دولة آمنة”.

تجاهل عالمي:

وأعرب التجاني عن اسفه لعدم تلقيهم أي دعم أو مساندة وعدم التدخل من أي منظمة مشيراً إلى نفاد كل الغذاء والأدوية والخدمات مع وجود الكثير من المرضى” وأضاف ” العالم يشاهد معاناتنا بصمت، لقد ظهرت المنظمات لآخر مرة يوم امس الأول الجمعة وقدموا بالبصات لنقلنا إلى معسكر افتيت ” وأكد إن اللاجئين جددوا رفضهم الذهاب إلى معسكر افتيت الذي يقع في ذات الإقليم الذي يعاني من اضطرابات أمني ويعيش في حالة طوارئ ويقع على الحدود السودانية” وأشار إلى انتشار السلاح في كل مكان مع عدم الأمن غير متوفر “

معاناة تفوق الوصف:

وقال أحد اللاجئين السودانيين الذين يواصلون رحلة العودة لراديو دبنقا “إنهم قدموا إلى إثيوبيا فرارا من الحرب، وبحثا عن ملاذ آمن ولكنهم فوجئوا بمعاناة لا توصف، وتعرضوا للقتل والخوف والجوع، ولم يتحصلوا على مساعدات تذكر، واضطروا للعودة إلى السودان بعد أن ظلوا عالقين في غابة اولالا لأكثر من مائة يوم”.

وتقول لاجئة أخرى: “خرجنا من الغابة قبل ثلاثة أيام وظللنا نسير مع أطفالنا وامتعتنا تحت الأمطار دون أن نتلقى أي مساعدة من أي جهة تذكر”.

ويضيف أحد اللاجئين: “تعرضنا لمختلف أنواع الانتهاكات داخل المعسكر، فقدنا أهلنا وأصدقاءنا في الانتهاكات باثيوبيا، لم نحصل على أي نوع من أنواع المساعدة، لماذا صمت”.

أسباب العودة:

وقالت تنسيقية اللاجئين السودانيين في اثيوبيا إن إن أكثر من 2400 لاجيء سوداني غادروا، صباح الخميس، غابة أولالا بإقليم الأمهرا في اثيوبيا عائدين إلى السودان، سيراً على الأقدام، بسبب عدم توفر الأمن والغذاء. بينما قالت المفوضية السامية لشئون اللاجئين رداً على أسئلة راديو دبنقا إن العدد الذي اتجه إلى السودان يبلغ 800 لاجئ.

وأشارت التنسيقية إن العدد الكلي للاجئين العائدين يبلغ 2411 لاجئ وهم على النحو التالي (693 طفل، 349 إمرأة، 18 حامل، 39 مرضعة، 97 كبار سن).

وأوضحت إن من بينهم 24 من ذوي الاعاقة و64 من المصابين بالأمراض المزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب والربو والضغط والسكري .

تعقيب المفوضية:

ورداً على أسئلة تقدم بها راديو دبنقا قالت “سونا دادي” مساعد مسؤول الاتصالات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مجموعة مكونة من حوالي 800 لاجئ كانوا جزءاً من مجموعة أكبر تقيم على طريق أولالا السريع في منطقة أمهرة توجهوا الخميس إلى نقطة دخول المتمة الحدودية بنية العودة إلى السودان.

وقالت إن المفوضية “نظراً للوضع الأمني ​​السائد في السودان، لا تقوم بتسهيل عودة اللاجئين إلى السودان. ومع ذلك، إذا رغب اللاجئون في العودة إلى بلدهم الأصلي، فلهم الحرية في العودة بوسائلهم الخاصة”.

وأكدت المفوضية إنها تعمل مع دائرة اللاجئين والعائدين الحكومية (RRS) و منظمة Medical Teams International الشريكة للتنسيق مع مكتب الصحة في المحافظة للاستفادة من خدمات الإسعاف في حالة حدوث أي حالة طارئة أثناء تحرك هذه المجموعة. مشيرة إلى موافقة الحكومة الإثيوبية على السماح بمرور آمن للاجئين الذين يسيرون من أولالا باتجاه نقطة دخول ميتيما الحدودية.

وأكدت المفوضية إنها تسعى لتحقيق أقصى استفادة من هذا الوضع الصعب للغاية مشيرة إلى مواصلة العمل مع دائرة الهجرة واللاجئين الإثيوبية وسلطات المنطقة لتشجيع اللاجئين على الانتقال إلى مخيم أفتيت الذي تم افتتاحه مؤخرًا ووصفته بأنه يمثل بيئة أكثر أمانًا و يمكن اللاجئين من الحصول على المساعدة والخدمات.

وقالت المفوضية إنه حتى الثالث من أغسطس، تم بالفعل نقل 2,782 لاجئًا إلى أفتيت، بما في ذلك بعض الذين كانوا من بين اللاجئين المحتجين الذين خيموا على طريق أولالا السريع. وأضاف ” وفي أوائل أغسطس، حصل ما يقرب من 5,600 لاجئ على الخدمات الغذائية من خلال خدمات توزيع الأغذية الشهرية في أفتيت. ويشمل هؤلاء أولئك الذين يقيمون مؤقتًا بالقرب من الطرق السريعة بالإضافة إلى مدينتي شهيدي وجيندي ووها المجاورتين (حوالي 2000 شخص).

وأعربت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء الوضع الأمني ​​الصعب في وحول مواقع اللاجئين في منطقة أمهرة، وخاصة تلك الحوادث التي شملت اللاجئين والتي أدت إلى وقوع إصابات وعمليات اختطاف. وأكدت في الوقت نفسه إنها لا تعتقد أنه من الآمن بقاء اللاجئين على الطريق السريع، حيث لا يستطيعون الوصول إلى المساعدة الإنسانية.

معسكرات في القلابات:

من جهتها كشفت حكومة ولاية القضارف عن اتفاق مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين على إقامة ثلاثة معسكرات بمدينة القلابات الحدودية لاستقبال السودانيين العائدين وتوفير المأوى والغذاء عبر المنظمات.

وقالت حكومة الولاية في تعميم صحفي إن والى القضارف اللواء الركن معاش محمد احمد حسن شدد خلال لقائه يوم السبت وفد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومعتمدية اللاجئين بالولايات الشرقية بحضور مدير جهاز المخابرات ومستشار الوالي لشؤون اللاجئين والمنظمات وعدد من اعضاء حكومة الولاية، شدد على ضرورة اجراء التدخلات السريعة والمطلوبة من قبل المنظمات لاستقبال السودانيين العائدين من دولة إثيوبيا.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *