أحمد علي يكتب: الوسخ الكيزاني يطفح في (مدني) !

42

 

هل سمعتم – أكرمكم الله – بالطاهر إبراهيم الخير؟

لا أظن أن أحدكم سمِّع بهذا الرجل المغمور الذي لا هو طاهر ولا فيه خيراً، وإنما محض كتلة من (نجاسة) وكُرة من الشر المُطلق.
أصدر الرجل الذي لا يعرفه أحد، النكّرة الممنوع من التعريف بجميع الأدوات، أصدر أمر طوارئ بالرقم (14) لعام 2023، تحت عنوان (اعتقال خلايا الطابور الخامس بولاية الجزيرة)، وهو أغرب أمر طوارئ تصدره جهة رسمية إدراية أو سياسية عبر التاريخين الإداري والسياسي في العالم كله. لكنه والي الجزيرة الكوز المبني للمجهول والمرفوع باللعنة والمنصوب على الخيبة، فماذا نحن فاعلون في هذه الحالة، غير أن نقول: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
الرجل – إن كان كذلك بالفعل – والله تعالى أعلم، سُمّى بهتانه العظيم هذا، أمر طوارئ باعتقال الخلايا النائمة التي تتبع لقوات الدعم السريع (لاحظ سماها قوات هنا)، لكنه لاحقاً وفي السطور التالية من أمره الذي لا يساوي الحبر الذي كُتب به، عاد ليقولك: “يتم اعتقال كافة قوائم الطابور الخامس التي تتعاون مع مليشيات الدعم السريع (سماها مليشيات وليست مليشيا واحدة)، فرط ارتباكه وقلة انضباطه وجهلة بالقواعد الأبتدائية للعمل الإداري وعلى رأسها تحرير الخطابات والأوامر والقرارات الرسمية، فالرجل لم يسمع باللغة الديوانية المنضبطة التي تستخدم في مكاتبات الخدمة المدنية، وأنى له أن يسمع وما به سمع ولا بصر ولا بصيرة.
لكن، كل ذلك هيّن، فتعالوا إلى الفقرة الأخطر من أمر الطوارئ، وتأملوا إلى أي أين يقودنا هؤلاء الكيزان المعاتيه، – عليهم لعنة الله وغضبه وسع السموات والأرض وما بينهما – فقد أوضح في الفقرة الثانية من الأمر، تحت عنوان (أمر اعتقال)، من هم الطابور الخامس الذين ينبغي اعتقالهم، قال، قُطع لسانه وكُسّر قلمه، إن الطابور الخامس الذي يتعاون مع (مليشيات) الدعم السريع، يتكون من النازحين إلى ولاية الجزيرة من أبناء دارفور وكردفان، أعضاء قوى إعلان الحريّة والتغيير ولجان المقاومة.
بالطبع، أنا لا استقصد ولا استحقر هذا النجس الشرير – والي الجزيرة الكوز – في شخصة، لأنني لا أعرفه ولم اسمع به من قبل، لولا أن (أمر الطوارئ) موضوع المقال؛ مُذيَّل باسمه، وإنما استحقر في شخصه (أشخاص)، هم تنظيمه السياسي الفلولي المحلول، الذي أشار له بإصدار هذا الأمر العنصري البغيض، وبالفعل هذا ما يجري في الجزيرة الآن، حيث يقود الفلول وأجهزتهم الأمنية ومليشياتهم المتخفيّة في أزياء مدنية حملات عنصرية بغيضة في محاولة أخيرة منهم بعد أن انهزموا أمام قوات الدعم السريع هزائم نكراء في جميع جبهات القتال، ومنها مدني نفسها التي حتمًا ستسقط، ربما قبل ان انتهي من هذا المقال، فذهبوا إلى تحويل الحرب إلى حرب عرقية ومجتمعية، حيث ينظمون حملات اعتقال على هذه الأسس ضد أبناء دارفور وكردفان باعتبارهم (طابور خامس) للدعم السريع، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله من هؤلاء الأوغاد المناكيد.
إن الشعب السوداني، وقواه الحيّة، وقوى الثورة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذه الممارسات العنصرية التي تسعى لتحويل حربٍ بين جيشين، إلى مزالق إثنية توطئة لإرتكاب (أُم الجرائم) ألاّ وهي الحرب العرقيّة التي إن اشتعلت فلن تبقي أحداً في بلادنا الحبيبة إلاّ وأصابته في أعزاء لديه.
هؤلاء الكيزان – أذلهم الله وأخزاهم – لا يراعون حرمة ولا ذمة في هذا الشعب الأبّي الكريم، حكموه بالحديد والنار والفساد والإفساد، ثلاثة عقوداً – ثم أشعلوا هذه الحرب، ورفضوا القبول بمبدأ التفاوض وعطلوا مفاوضات السلام، وها هم الآن يحاولون إنتاج حرب عرقية قبيلة جهوية في وسط السودان الذي يقطنه مئات الآلاف من أبناء غرب السودان (دارفور) على وجهة الخصوص، منذ عشرات السنين، فصاروا جزء من نسيجها الاجتماعي المتين والجميل وأصبحوا عماد مشروعها، لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور من حرب، ولا علاقة لهم بطرفيها بتاتاً، إنما هم مواطنون صالحون يضربون فجاج وطنهم ويمشون في مناكبة ليأكلوا مما قسم الله لهم ولأسرهم من رزقٍ حلال.
لكن، الكيزان وممثلهم في الجزيرة (النجس الشرير)، يريدون شراً بالجميع، وعلى مواطني الجزيرة الخضراء الغراء مصقولة العوارض بمثقفيها وعلمائها ورجالها ونسائها ومناضليها، توخي الحيطة والحذر وتفويت الفرصة على الكيزان – لعنة الله عليهم – وعدم الخضوع والاستجابة لدعايتهم الإعلامية التي تهدف إلى تخويف الشعب بتخوين جزء منه بدق أسفين بين المكونات الاجتماعية المتعايشة وتحويل هذا الوئام والسلام الاجتماعي إلى فتنة عرقية لا تبقي ولا تذر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *