كلما لاحت في الافق نجمة فالٍ لوقف الحرب اطفاها جنرالات الجيش المهزومون.
كلما لاحت في الافق نجمة فالٍ لوقف الحرب اطفاها جنرالات الجيش المهزومون.
د. عبدالمجيد عبدالرحمن ابوماجدة ..
“1”
الحرب في السودان منذ الخامس عشر من شهر ابريل 2023م من العام المنصرم و حتى اليوم اخذت منعرجات ومحطات كثيرة وغبرت الملامح العامة لكيان الدولة السودانية القديمة بكل مسمياتها .
إنّ هذه الحرب فقد فيها الكثير من السودانيبن الارواخ والممتلكات والماوى والسكن الآمن .
كما اصبحوا مشردين ما بين نازحين داخليين ولاجئين مبعثرين ومشتتين في كل ارجاء المعمورة والعالم وهم ما زالوا “مندهشون” لما حدث لهم ولا احداً منهم كان يعتقد بان تقع مثل هذه الحرب التي عمت كل ارجاء السودان .
إنّ الكثير من الشعب السوداني لا يعلمون علم “اليقين” من الذي اطلق الرصاصة الاولى لهذه الحرب العبثية واللعينة التي اشعلها البرهان وجنرالات الجيش “المؤدلجون: وكتائب الحركة الاسلامية الارهابية .
إنّ الجنرال البرهان والكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر وآخرون كان جُلّ تفكيرهم وخططهم وتكتيكاتهم الفاشلة وإستعداداتهم العسكرية والعملاتية مصرون على القضاء الكامل لقوات الدعم السريع وقاداتها .
لذلك قرروا بان تكون هذه الحرب لا تستمر لاكثر من اسبوع وآحد يسحقون فيها قوات الدعم السريع “سحقاً” ويتم اعتقال كل من الفريق اول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع والفريق عبدالرحيم دقلو قائد ثان قوات الدعم السريع او تتم تصفيتهما جسدياً وتنتهي “اسطورة” قوات الدعم السريع هذا “البعبع” المخيف الذي كان يخشاه كل قادات وجنرالات الجيش “المهزومون” وكانوا يتعاملون معه بحذر شديد على الرغم من الاطراء والثناءات التي يظهرها كل جنرالات الجيش في الاعلام والاحتفالات الرسمية لقائد قوات الدعم السريع .
كما انهم يمتدحون فيها قائد قوات الدعم السريع وقواته وهم للاسف كانوا “منافقون” يظهرون خلاف ما يبطنون وهذه الحرب اظهرت حقيقتهم تماماً .
إنّ الخطة الجهنمية التي وضعها البرهان وبعض من جنرالات الحركة الاسلامية وكتائبهم الارهابية كانت هي بان يتم ضرب معسكرات الدعم السريع حول العاصمة وبعض الولايات بالطيران من “وادي سيدهم ومطار مروي” ونسوا او تناسوا بان قدراتهم العسكرية متواضعة جداً ولم يحسبوا بانّ قدرة الله القاهرة فوق قدرتهم وهم من اطلقوا الرصاصة الاولى على قوات الدعم السريع باماكن تواجدها بالمدنية الرياضية ومعسكر سوبا وبعدها انتقلت الحرب الي اماكن اخرى وما زالت الحرب مستمرة ولم تتوقف حتى كتابة هذا المقال بل كل مرة تزداد ضراوة فسقطت اغلب الفرق العسكرية بمعدم ولايات البلاد التابعة للجيش في ايدي اشاوس قوات الدعم السريع وهم اليوم يتقدمون بكل ثبات نحو فرق “الدمازين والقضارف وشندي والفاشر” ليتم تحريرها وضمها الي باقي الفرق المحررة من قبل قوات الدعم السريع .
قبيل انطلاق مؤتمر جنيف في الرابع عشر من شهر اغسطس الجاري 2024م وفي هذه الايام ستسقط فرق مهمة جداً وبعدها ستكون قوات الدعم السريع تسيطر على 90% من مساحة الدولة السودانية .
“2”
كلما لاحت نجمة السعد وفال الخير في الافق لوقف الحرب الدائرة في السودان انبرى لها جنرالات الجيش “المهزومون” بتصريحاتهم غير المسؤولة وبانهم لا يتفاوضون مع قوة متمردة على الجيش ونعتوها بافظع العبارات الاّ انّ قوات الدعم السريع في كل يوم تقدم انتصارات باهرة وفي شتى ميادين القتال .
إنّ قوات الدعم السريع اليوم خاضت اكثر من “115” معركة لم تُهزم في معركة واحدة منها وكل معركة تدخلها تتسلح باسلحة الجيش وكتائبه الارهابية وهي تولي ادبارها “يوم الزحف” ولا تستطيع الثبات في هذه المعارك والتي لا تستطيع مواجهة اشاوس قوات الدعم السريع والتي قدمت اروع البطولات والتضحيات الجسام .
بعد اعلان الإدارة الامريكية عن مبادرة سعودية امريكية من اجل الوقف الشامل لاطلاق النار في السودان وانطلاق مؤتمر يجمع طرفي الحرب في السودان بين “الجيش وقوات الدعم السريع” الاّ انّ جنرالات الجيش سرعان ما اظهروا وجوهم “الكالحة” التي تقف ضد اي تفاؤول للشعب السوداني بانهاء معاناته واعلان الوقف الفوري لاطلاق النار بين طرفي الحرب في البلاد .
ّ فالجميع تفاجا بالتصريحات الغريبة للجنرال ياسر العطا والتي يشترط فيها شروط “تعجيزية” قبل ان ينطلق المؤتمر المزمع انعقاده في الرابع عشر من شهر اغسطس الجاري بالعاصمة السويسرية الساحرة “جنيفا” ومن ضمن ما قاله الجنرال ياسر “كاسات” الذي يعيش في متاهات وتناقضات غريبة بسبب الهزائم المتكررة التي مُني بها الحيش وكتائب البراء الارهابية .
فمن ضمن ما صرح به الجنرال المهزوم ياسر العطا بانه لا تفاوض مع قوات الدعم السريع الاّ بشروط ومن ضمن ما ذكره الجنرال ياسر العطا بانهم سيقومون بالاتي :
تحديد ثلاثة معسكرات لقوات الدعم السريع حول العاصمة الخرطوم وفي مدنها الثلاثة ومعسكران آخران بكردفان ودارفور ومن الشروط المضحكة التي ذكرها ياسر كاسات بانهم سيقومون بالغاء الرقم الوطني من العام 2017م كما طلب الجنرال المهزوم ياسر العطا بان يتم اخراج المقاتلين الاجانب وكانّ هناك مقاتلين قادمين من كوكب آخر يقاتلون جنباً لي جنب مع قوات الدعم السريع.
آخر تقليعات الجنرال العطا بقوله لا وجود “سياسي او عسكري” لقوات الدعم السريع في الفترة المقبلة كانه بيده زمام الامر كله .
إنّ الجنرال ياسر العطا نصب نفسه ملكاً للسودان ويتحكم في مصائر شعوبه حيث يشاء وأنا شاء وكأن حقوق السودانيين بيد هذا الرجل الغريب في الاطوار والتصريحات والذي يرى في السودان واهله كانه يمتلكهم وهو من يتحدث ويتفاوض إنابة عنهم .
فمثل هذه العقليات والاستعلاء العرقي يجب ان تنتهي وتذهب الي مزابل التأريخ لانهم هم سبب نكسة الشعب السوداني وهم وما تبقى من دولة 1956م يعيقون اي تقدم ونهضة وإزدهار للدولة السودانية وبالتالي مثل هذه العقول الخربة لا بد من ابعادها تماماً من كل مؤسسات الدولة السودانية بعد انتهاء هذه الحرب .
“3”
إنّ دولة 1956م الظالمة و المظالم التاريخية عبر الحقب السياسية المختلفة في البلاد والعنف والذل والهوان الذي مُورس ضد الشعب السوداني وفي بغض اقاليمه الطرفية حتى ادى الي انفصال جزءاً عزيزاً منه “جنوب السودان” كان الجيش هو المسؤول الأول عنه وعن عنف الدولة المنظم المباشر ضد جميع المجتمعات السودانيه خاصة المجتمعات الريفية والمدن علي حد سواء مصطفة بذلك جنباً إلي جنب مع قوي الظلم والطغاة المتسلطين على رقاب الشعب ااسوداني والجاثمين على صدره طيلة السبعة عقود الماضبة.
إن الحقيقة التي تقوم عليها عمليات وقف الحرب وصناعة السلام المستدام إنما هي معاهدات تقوم على اسس ومرتكزات وضوابط جديدة وبعقد اجتماعي جديد لا يستثني اي احد من مكونات الشعب السوداني ولا يستند على الاتفاقات السابقة أو السلطات القائمة حالياً والمحاصرة في ولاية “بورتسودان” والتي كانت سارية قبل حرب الخامس عشر من ابريل 2023م .
إنّ تهيئة البيئة والمناخ والترتيب الاقليمي والدولي والاستعدادات الجارية حالياً في “جنيفا” من إستعدادات لوقف الحرب الدائرة الآن بين طرفي الحرب “الجيش وقوات الدعم السريع”،ما هو إلاّ امتداداً لما تم من قبل في جدة والمنامة والقاهرة واديس ابابا وتشمل من بين قضايا أخرى من إجراءات هي وقف العدائيات وتوصيل المساعدات الانسانية و حماية المدنيين ومبادئ وأسس تأسيس وبناء للدولة السودانية .
إنّ قضية المشاركة في مفاوضات “جنيفا” ليست نهزة اوسياحة حول العالم بل هي مرتبطة بوضع اسس وترتيبات جديدة لوضع خارطة طريق وايجاد طريق ثالث للوقف الشامل لاطلاق النار في البلاد وفتح ممرات وطرق آمنة لايصال المساعدات الانسانية الي ااشعب السوداني الذي يعاني اليوم اشدّ المعاناة .
إنّ اغلب الشعب السوداني اليوم بحوجة ماسة للمساعدات الإنسانية كما انّ هنالك شبه “مجاعة” تهدد بعض ولايات السودان بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية الضرورية التي يحتاجها الشعب السواني .
إنّ تصريحات جنرالات الجبش غير المسؤولة ووقوفهم ضد تطلعات الشعب السوداني وامنياته في الحرية والديمقراطية والتحول المدني زاشواقه بان تقف هذه الحرب التي اشعلها الجنرال البرهان ويار العطا والكباشي وابراهيم جابر يوضح بجلاء بانهم هم لوردات حرب منذ حرب الجنوب وجنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور .
إنّ جنرالات الجيش وجهاز امن ومخابرات الحركة الاسلامية وعبر اذرعهم الامنية والإستخباراتية هم وراء كل الحروب الاهلية والقببلية التي دارت سابقاً في ارجاء البلاد وكانوا يخططون بان تتحول الحرب بينهم مع قوات الدعم السريع الي حرب اهليه وقبلية يستخدمون فيها هذه المرة حركات الارتزاق وفلنقيات وابواق السلطة لاشعالها من جديد في دارفور ولكنهم خاب فائلهم وطاشت سهامهم بل ارتدت الي صدورهم .
كاتب وباحث سوداني