ما هي السيناريوهات البديلة في حالة عدم حضور الجـــيش السوداني الى مباحثات جنيف؟
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
أفادت قيادات سياسية وخبراء لموقع “إرم نيوز” بأن “جميع الاحتمالات ستكون متاحة، بما في ذلك التدخل العسكري الدولي وتوقيع الأمم المتحدة اتفاقًا ثنائيًا مع قوات الدعم السريع لإيصال المساعدات الإنسانية”، في حال رفض الجيش السوداني المشاركة في محادثات جنيف.
تحيط المحادثات في جنيف بشأن وقف إطلاق النار في السودان، المزمع عقدها يوم الأربعاء القادم، بالغموض، إذ لم يعلن الجيش السوداني عن موقفه منها حتى الآن.
اشترطت الحكومة التي تسيطر عليها السلطة العسكرية، والتي تضم جماعات مسلحة متحالفة معها وأحزابًا سياسية مرتبطة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، أن يتم إشراكها في المفاوضات، لكن هذا الشرط لم تأخذه أمريكا بعين الاعتبار.
دعت الحكومة قيادة الجيش السوداني إلى عدم المشاركة في مفاوضات جنيف:
رأى المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، أن رفض حكومة بورتسودان لمفاوضات جنيف في ظل صمت الجيش السوداني يُعتبر “مماطلة وتلاعبًا”.
ذكر عبر حسابه على منصة “إكس” أن “عدم وضوح رؤية الجيش وحكومته بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف أو عدمها يدل على وجود تعددية في مراكز القرار واختلاف وجهات النظر، وهذا يعتبر تأجيلاً لأي عملية قد تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بهدف تخفيف الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب السوداني”.
وأضاف طبيق أن “على الشعب السوداني والمجتمع الدولي أن يدركا الحقيقة حول الجهة التي تعيق التوصل إلى وقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة السودانية. فالأطراف المتنازعة داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني هي المسؤولة عن استمرار الحرب وزيادة معاناة الشعب السوداني”.
من جانبه، حث رئيس حركة العدل والمساواة، سليمان صندل، على عدم رهن مستقبل البلاد وشعبها ووحدتها الوطنية لأولئك الذين وصفهم بـ”القتلة الذين يهتمون بمناصبهم أكثر من اهتمامهم بمستقبل السودان”.
أكّد عبر حسابه على منصة “إكس” أنه “إذا لم يتم الذهاب إلى جنيف لوقف الحرب وإنقاذ البلاد، يجب على الشعب السوداني والقوى السياسية والمجتمعية أن يبدأوا فورًا في اتخاذ إجراءات سحب الشرعية من مجموعة بورتسودان المجرمة، وإعلان حكومة وحدة وطنية شاملة بقيادة مدنية لإنقاذ البلاد”.
واقترح صندل أن تتمثل المهمة الرئيسية لحكومة الوحدة الوطنية الشاملة في 3 أهداف، وهي “إنهاء الحرب، فتح الممرات الإنسانية وتوفير المساعدات، وتصميم عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب في السودان بشكل دائم”.
وأردف قائلاً: “لا ينبغي أن نُعطي مستقبل البلاد لأولئك الذين لا يدركون معنى الكرامة الإنسانية أو السيادة الوطنية، في ظل رؤية الشعب السوداني الذي يعاني بين الجرحى والنازحين واللاجئين والقتلى”.
أكد صندل أن “القرار الوطني ليس مقصورًا على مجموعة بورتسودان، ولا على مجموعة المؤتمر الوطني والفلول الذين لا يفهمون سوى لغة العنف وإراقة الدماء وإذلال المواطنين”.
من جانبه، حذر صالح عمار، عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، من احتمال اتساع نطاق الحرب إذا أصر الجيش على عدم الذهاب إلى جنيف لحضور محادثات وقف إطلاق النار.
قال لـ”إرم نيوز” إن رفض الجيش للمفاوضات يعني أن الصراع سينتقل إلى الولايات الثلاث التي لم تتأثر بعد، وهي “كسلا والبحر الأحمر والشمالية”، وتوقع حدوث “حرب أهلية” فيها.
وأشار عمار إلى أن “قيادة الجيش السوداني، للأسف، تبدو أنها استجابت للضغوط والتهديدات من بعض أعضاء نظام البشير السابق برفضها لمحادثات جنيف”.
وأوضح أن “عناصر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قاموا بتهديد البرهان بالقتل إذا وافق على التفاوض، ويبدو أن قائد الجيش قد اختار الانصياع لهذا التهديد حفاظًا على سلامته الشخصية، مما يعني التخلي عن مصلحة البلاد، لأن رفض مفاوضات جنيف يعني أن السودان بأكمله مهدد بالانهيار والزوال”.
أشار عمار إلى أن “البرهان قد يتجاوز حالة الاستسلام لضغوط عناصر النظام السابق، وأن يضع مصلحة الوطن نصب عينيه، ويتبنى موقفًا يعكس مكانته كقائد للجيش السوداني”.
توقع أنه في حال رفض الجيش إجراء محادثات جنيف، ستسعى الأمم المتحدة إلى توقيع اتفاق ثنائي مع قوات الدعم السريع من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع العسكري.
وقال أيضًا: إن “المجتمع الدولي في النهاية يتعامل مع الجهة الموجودة على الأرض والتي تمتلك القوة، بغض النظر عن هويتها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإنسانية وإنقاذ حياة المدنيين. ولذلك، ستتعامل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مع الجهة المسيطرة على الأرض لتوفير المساعدات للمتضررين”.
توقع المحلل السياسي علي الدالي أن تفرض الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على قادة الجيش السوداني وحلفائهم من الحركات المسلحة والنظام السابق إذا رفضوا الذهاب إلى جنيف.
قال لـ”إرم نيوز” إن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان أبلغ وفد الحكومة السودانية خلال المشاورات التي أُقيمت في مدينة جدة السعودية عن وجود تهديدات غير مباشرة في حال رفضهم الذهاب إلى محادثات جنيف بزعم عرقلة عملية السلام.
توقع الدالي أن يلجأ المجتمع الدولي إلى البند السابع لإرسال قوات عسكرية دولية لحماية المدنيين، مشيرًا إلى أن هذا الخيار يعتبر ضعيفاً في ظل وجود روسيا والصين وتحالف الجيش معهما، مما يجعلهما يعوقان أي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن “تدهور الأوضاع الإنسانية والمجاعة التي تلوح في الأفق مع صرخات المدنيين السودانيين المطالبة بإنهاء الحرب، سيدفع المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم لوقف النزاع. وبالتالي، من المتوقع أن يتعرض الجيش لضغوط كبيرة من قبل المجتمع الدولي إذا رفض الذهاب إلى جنيف”.
أشار الدالي إلى أن قائد الجيش السوداني قد يحتاج إلى مزيد من الوقت لحل الاختلافات الداخلية المتعلقة بالمفاوضات. كما يُنتظر أن تقدم الولايات المتحدة بعض التنازلات لمعالجة قضايا الجيش السوداني، مما قد يدفعه للاستجابة للمفاوضات.