المشهد في “جنيف” .. توقعات بغياب من لا يملك قراره.!!
المشهد في “جنيف” .. توقعات بغياب من لا يملك قراره.!!
بلو نيوز الإخبارية: راينو-
قبل ساعات من موعد إنطلاق مفاوضات وقف الحرب بجنيف ، وصل وفد قوات الدعم السريع إلى مطار جنيف استجابة لدعوة الولايات المتحدة الأميركية للانخراط في مفاوضات وقف إطلاق النار أو وقف العدائيات وهو ذات الوفد الذي كان يقود مفاوضات جدة مع إضافة بعض الشخصيات ، يأتي ذلك وسط توقعات بعدم حضور وفد الجيش السوداني للمفاوضات التي دعت لها وزارة الخارجية الأمريكية وينتظرها ملايين السودانيين أملاً في أن تنهي هذه المفاوضات حرب الخامس عشر من إبريل وتضع حداً للأزمات الإنسانية التي تتفاقم كل يوم مع مرور الوقت.
وصول المبعوث الأمريكي:
واعقب وصول وفد قوات الدعم السريع إلى جنيف ، المبعوث الأمريكي للسودان، توم بريليو، وفور وصوله دوّن على حسابه في منصة “x” قائلاً : “بفضل المملكة العربية السعودية وسويسرا كمضيفين مشاركين، يسعدني الوصول إلى جنيف من جدة لإطلاق هذا الجهد الدولي العاجل في سويسرا لإنهاء الأزمة في السودان. بالإضافة إلى المشاورات مع الأطراف، سمعنا من عشرات الآلاف من المدنيين داخل وخارج السودان. رسالتهم واضحة: إنهم يريدون وضع حد للإرهاب اليومي المتمثل في القصف والتجويع والحصار، والولايات المتحدة وشركاؤنا ملتزمون بالاستجابة لهذه الدعوة” ، وأكد بيريلو على “عقد الاجتماعات حتى في ظل غياب أي طرف من الأطراف” وشدد بيريلو أنه في حال عدم التزام القوات المسلحة السودانية بالمشاركة، فسيتم التركيز على الخارطة الدولية والإقليمية، مضيفا “نعمل مع العديد من الأشخاص والدول والمنظمات المتعددة الأطراف في محاولة حل الأزمة، والعمل على ما يمكننا القيام به معا لوقف العنف ووصول المساعدات الإنسانية”.
الملايين في إنتظار السلام:
خلال الأسبوع الماضي عاد وفد حكومة بورتسودان من المملكة العربية السعودية بعد أن أجرى نقاشات مع واشنطن حول المشاركة في مفاوضات جنيف ، وكان على رأس الوفد وزير المعادن محمد بشير أبو نمو ، الذي عاد وادلى بتصريحات عن خلاصة نقاشاتهم مع الجانب الامريكي التي انعقدت بالمملكة العربية السعودية، والذي أعلن فيه توصيتهم لقيادة القوات المسلحة بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، ما اعتبره الكثيرون موقف مخيب لآمال الملايين من السودانيين ممن شردتهم هذه الحرب ودمرت حياتهم ، وتعليقاً على ذلك كتب القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية تقدم ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني “خالد عمر يوسف” قائلاً إن “أطراف في معسكر القوات المسلحة تتخذ مواقف ضد الحل السلمي التفاوضي لأسباب عديدة ليس من بينها النظر لمعاناة الشعب السوداني التي تطاولت بسبب استمرار الحرب. تروج هذه الأطراف للحل العسكري للنزاع وهذا المسار لم يقدم للناس سوى الموت والدمار والتشرد، فهذا النزاع لا حل عسكري له، وهو أمر يتضح يوماً بعد يوم لكل ذو عقل وحس سليم”
ويضيف “يوسف” “الخيار الآن لدى قيادة القوات المسلحة، فلتنظر لملايين السودانيين/ات الذين يتطلعون لمفاوضات جنيف كبارقة أمل تنهي معاناتهم، فليستمعوا لأصوات الجوعى والنازحين واللاجئين والمرضى والذين يريدون العودة لديارهم وعيش حياة طبيعية دون حرب أو دمار .. هذه الأصوات هي التي يجب الاستماع لها وليس ضجيج من يريدون اتخاذ هذه الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية بائسة لا قيمة لها” .
توقعات بالتأجيل:
وحول موقف الجيش من المشاركة يقول مسؤول دائرة التنظيم المكلف بحزب التحالف السوداني “معتز الأمين” إن ما تشهده الساحة الآن في عدم وضوح موقف الجيش يأتي إنعكاساً لتناقضات داخلية بحكومة الأمر الواقع أكثر من كونه موقف صارم من المفاوضات التي أصلاً يفترض أن تستأنف في جدة أو تنتقل من جدة إلى جنيف ، وهذا يعكس رغبة أطراف داخل حكومة بورتسودان في إنها تكون ممثلة وربما تكتيكات من حكومة الأمر الواقع لتحقيق بعض المكاسب قبل الدخول في عملية التفاوض ، وتوقع “الأمين” لـ”راينو” أن يتم تأجيل المفاوضات لمزيد من الترتيب وإشراك أطراف أخرى مثل الحركات الموقعة على إتفاقية سلام جوبا .
هل يكسب الدعم السريع المجتمع الدولي؟
على خلفية تصريحات وزير حكومة بورتسودان محمد بشير أبو نمو ومواقف الجيش السابقة من التفاوض ، تأتي التوقعات بعدم حضور وفد الجيش لعملية التفاوض بجنيف ، ويقول المحلل السياسي “محمد عبد الله علي” إن قيادة قوات الدعم السريع تعلم تماماً أن الجيش لن يحضر إلى مفاوضات جنيف ويريد تسجيل نقاط لصالحه في ترميم العلاقة مع المجتمع الدولي ، ويشير في حديثه لـ”راينو” إلى أن الجيش السوداني برفضه دعوة الولايات المتحدة عن طريق وزير يفتقر لأدنى مقومات الدبلوماسية كما ألمح المبعوث الأميركي في مؤتمر صحفي في جنيف أمس الاثنين يكون قد أضاع الكثر من الفرص في سبيل وقف هذه الحرب بطريقة تحفظ له “كرامته” بعد تراجع موقفه على الأرض .