فاطمة لقاوة تكتب: عُمق الأزمة السودانية.
فاطمة لقاوة تكتب: عُمق الأزمة السودانية.
تتجلى عُمق الأزمة السودانية اليوم في التخبط الذي يعيشة قادة عصابة بورتسودان وإزدواجية المعايير لدى المؤثرين على المشهد بصورة عامة.
قبل أيام خرج المدعو “مني أركو مناوي” مضطرباً أمام قواته متناقضاً في أقواله التي بدأها بالتعبئة لجنوده وإعلان الإستعداد التام لخوض الحرب في صف أسياده المتحصن معهم في بورتسودان،تاركاً أهل دارفور يعيشون المأساة لوحدهم ،ولكن سُرعان ما ختم مناوي حديثه بالصراخ والعويل وإستجداء الأُمم المتحدة،وكأنه مُجبر على الدخول في حرب هو يُدرك عواقبها.
مناوي ليست الوحيد المتناقض فهناك البرهان الذي ظهر بمظهر الزهللة وعدم الإتزان بُعيد حادث المُسيرة في جبيت ،فبدأ قوله برفض المفاوضات وأعلن إستمرار الحرب ،ومن ثم تحول فجأة في أقواله نحو القبول بالمفاوضات ،وكذا ياسر العطا الذي تحدث عن نية البرهان التنحي أمام شاشة تلفزيون عصابة بورتسودان ،وآتى في اليوم الأخر نافيا حديثه أمام قوة من المندسين في وادي سيدنا.
اليوم إنطلقت عملية مناقشة بين بعض القوى المدنية المتمثلة في تقدم وحزب البعث العربي الإشتراكي بمشاركة حركتي عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو،بترتيب وتمويل من الإتحاد الأفريقي،قيل أنها مناقشة حول أشكال الحُكم ما بعد الحرب ،السؤال الذي يطرح نفسه:هل هؤلاء يمثلون الشعب السوداني اجمع؟وهل القوى المدنية المجتمعة مع الحركات المسلحة التي ما زالت تقاتل في الأحراش ،لديهم قبول مجتمعي طاغي في السودان؟!وكيف يفكرون في شكل الحكم قبل التفكير في وقف الحرب ومعالجة أثاره؟!.
اليوم أعلنت عصابة بورتسودان إرسال وفدها إلى جدة للتفاكر مع الأمريكان حول جنيف،هذة الخطوة تُعتبر النفس الأخير للبرهان الذي ما زال يراوغ بأوجاع الغلابة في السودان من أجل ضمان البقاء في السُلطة ،فبات كالمومس التي تُفكر في جلب الزبون الثاني وهي ما زالت في أحضان الأول.
يعلم جميع هؤلاء بأن الدعم السريع قوة فاعلة في المشهد السوداني اليوم وهي تخوض حروب فًرضت عليها ،ودفعت قوات الدعم السريع ثمن باهظ في هذة الحرب التي يحاول الجميع الآن الإستثمار فيها سياسا بعد نجاح الدعم السريع وتقدمه ميدانياً،وكسره لشوكة الحركة الإسلاموية التي أخافت جميع القوى المدنية التي ما زالت متواطئة معها خوفاً على إمتيازاتها التاريخية، وكفت جماح الحركات المسلحة وحصرت نشاطها في السابق،بينما إستطاع أشاوس قوات الدعم السريع كسر حلقة القبضة المركزية للنُخب وركعت عصابة الكيزان التي أشعلت الحرب ،وقد يعلم الجميع بأن التاريخ سيكتبه المنتصر ميدانيا،فهل أوقف المتاجرين عرض بضاعتهم الكاسدة لحين أخر؟!.
ولنا عودة بإذن الله.