علي سانتينو يكتب: من أشعل الحرب يا أغبياء؟ 

211

القصف العشوائي للطيران الحربي على مدينة نيالا بجنوب دارفور

علي سانتينو يكتب: من أشعل الحرب يا أغبياء؟

 

أطلق قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).. خطاباً استثنائيا أشبه بخطابه التاريخي في طيبة الحسناب جنوب الخرطوم، موضوعية الخطاب لا مثيل لها في هذا التوقيت الحساس، مقارنه بالظروف التي يواجهة فيها الرجل حرباً من الحاقدين والانتقاميين في النظام العنصري، فقد اعتاد الناس على شجاعة دقلو منذو فجر الثورة في ديسمبر، حيث لا يخلو حديثه عن صراحه ومصداقية، ما جاء في الخطاب الأخير يكفي لوصف حميدتي برجل الدولة العادل، وبالتالي فإحترامه يأتي استحقاقاً لموقفه الوطني الداعم للثورة السودانية. فقد وجه الفريق حميدتي اتهاماً صريحاً لفلول النظام الإسلاموي بإشعال الحرب واجبار الدعم السريع على خوضها كُرهاً، الدليل على أن حميدتي لم يعد خائفاً من ناتج الأكاذيب التي روج لها إعلام الفلول للتغطية على مصدر الطلقه الأولى بالمدينة الرياض، دعوته الجريئة لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من أشعل الحرب، مع تأكيد استعدادة للتعاون معها بكل تجرد ومسؤولية. أعتقد أخطر ما في خطاب قائد الدعم السريع انه تضمن عدم الإعتراف بوجود حكومة شرعية في السودان بعد ٢٥ أكتوبر و١٥ أبريل، ووصف الموجودين في بورتسودان بالعصابة التي تنهب أموال الشعب السوداني من غير رحمة. ومع ذلك يشدد دقلو بان قوات الدعم تظل تقدم خيارات السلام على الحرب منذ بداية الفتنه، لذلك وقعت على جدة الأولى، واقتربت من توقيع وقف العدائيات في جده الثانية، لولا عراقيل الحركة الإسلامية التي تسعى للعودة إلى السلطة عبر الدم، وعلى الرغم من المتاريس التي وضعها الفلول انخرط الدعم السريع في مباحثات المنامة التي أسفرت عن وثيقة مبادئ الحل الشامل للأزمة السودانية، وفي الوقت الذي يترغب فيه السودانيين الوصول إلى سلام المنامة تسجل القوات المسلحة انسحاباً من الطاولة دون مبرر. وفي الوقت الذي يهرب فيه وفد القوات المسلحة من التفاوض يأكد الدعم السريع موافقته على الدعوة الأميركية لمباحثات وقف العدائيات في جنيف، ليثبت إلتزامه للشعب السوداني بمبدأ المفاوضات. قال الفريق حميدتي انه حسم المعركة مع الفلول إلا أن المعارك مع المتفلتين والمجرمين ما تزال مستمره، لذلك قرر تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين، تأمن عودتهم وتحمي أرواحهم وممتلكاتهم، وتسهيل العمليات الإنسانية والعودة الطوعية للنازحين والمتأثرين بالحرب إلى مناطقهم، فقد تضمن خطاب حميدتي الذي تلاه أمس الأول عبر الفيديو أن الحكم المدني هو الحل الوحيد لوقف الحروب في السودان، لهذا يجب الالتزام بالحكم المدني والتحول الديمقراطي، وهذا يستدعي تأكيد خروج العسكريين من السلطة، وابعادهم عن السياسة بشكلٍ يفسح المجالات لسودان جديد تنتهي فيه سيطرة النظام القديم على مؤسسات الدولة. إن الخطاب الأخير لحميدتي ثبت التزامه بتأمين حياة الناس والدخول في سلام يعالج الأسباب الجذرية للحرب، وعودت الاستقرار للسودانيين في تحقيق طموحاتهم المشروعة بتأسيس دولة مدنية ديمقراطية عادلة، وبالتالي فإن معرفة من أشعل الحرب ضرورية جداً لتأمين سبل الوصول إلى دولة سودانية آمنه ومستقره.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *