الأمم المتحدة: تنتظر ضوءا أخضر .. و”بيرييلو” الرفض من قبل “الجيش” لم يؤثر على تقدمنا في “جنيف”.
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
يتواصل المفاوضون مع ممثلي “الدعم السريع” الموجودين في سويسرا ويجرون اتصالات مع قادة الجيش الذين لا يحضرون الاجتماعات.
رحبت الأمم المتحدة الجمعة بقرار السودان بإعادة فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد ودارفور، حيث تقوم بتنسيق جهودها لتكون مستعدة لتوصيل المساعدات الإنسانية فور الحصول على موافقة من الحكومة.
في واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل يوم الخميس الماضي أن معبر أدري، الذي كان مغلقًا لعدة أشهر، سيتم فتحه بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وعبد الفتاح البرهان.
قالت المتحدثة باسم “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة في السودان، ليني كينزلي، خلال مؤتمر صحفي ، إن المنظمة “ترحب بهذه الأنباء”.
وأفادت المتحدثة عبر الفيديو من نيروبي أن برنامج الأغذية العالمي “يعمل على جمع المواد الغذائية الأساسية لشحنها إلى معبر أدري خلال الأسابيع القادمة”.
ذكرت كينزلي أنه من المفترض أن تمر الشاحنات عبر هذا الممر يوميًا لضمان وصول المساعدات بشكل منتظم إلى المنطقة، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي يتم نقل ستة آلاف طن من المواد الغذائية لتلبية احتياجات نحو نصف مليون شخص.
وأفادت أن هذه المساعدة يمكن أن تُرسل إلى “المناطق المعرضة للمجاعة في شمال دارفور ووسطه وغربه بمجرد الحصول على التراخيص الرسمية من الحكومة”، مضيفة أن هذا الإعلان يأتي في “وقت حاسم”، حيث أصبح المعبر الحدودي الآخر الوحيد بين تشاد ودارفور عبر مدينة تيني غير قابل للاستخدام بسبب الأمطار الغزيرة.
حالياً، هناك أكثر من 50 شاحنة محملة تقريباً بـ 4800 طن من المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، تكفي لحوالي 500 ألف شخص، وهي عالقة في نقاط متفرقة في مختلف أنحاء السودان، ولا تستطيع الوصول إلى وجهتها النهائية بسبب الفيضانات.
قالت كينزلي إن “برنامج الأغذية العالمي بحاجة ماسة إلى فتح جميع المعابر الأخرى إلى السودان بشكل عاجل، لكي يستطيع استخدام كافة طرق الإمداد المتاحة لإيصال المساعدات الإنسانية”.
مفاوضات جنيف:
يغيب ممثلو الجيش السوداني عن المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار التي دعت إليها الولايات المتحدة وبدأت هذا الأسبوع في سويسرا. ومع ذلك، يؤكد المبعوث الأمريكي توم بيرييلو أن الاتصالات معهم تتم بشكل يومي عبر الهاتف، مما يساعد في إحراز تقدم في مجال تقديم المساعدات للمتضررين من النزاع بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.
امتدت الحرب لتشمل مناطق شاسعة من البلاد، مما أدى إلى حدوث واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
أفاد بيرييلو بأن فريق إدارة التفاوض يتواصل مع ممثلي “الدعم السريع” المتواجدين في سويسرا، ويقوم بتنسيق الاتصالات مع ممثلي الجيش الغائبين عن الاجتماعات، وفقًا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”.
بدأت المحادثات يوم الأربعاء الماضي في جنيف تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا، ومن المقرر أن تستمر لمدة 10 أيام كحد أقصى.
تسعى واشنطن إلى إشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين.
قال بيرييلو: “نقوم بالاتصالات الهاتفية بشكل مكثف…يمكن لجميع الأطراف في هذا التحالف الدبلوماسي التواصل مع قيادة القوات المسلحة السودانية وقيادة قوات “الدعم السريع”.
وأضاف “نحن نتواصل يومياً مع قيادات القوات المسلحة و’الدعم السريع‘، طرفي هذه الحرب”. الهدف من المحادثات التي يشارك فيها متخصصون وأفراد من المجتمع المدني هو تحقيق وقف لإطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتطبيق التفاهمات التي يوافق عليها الطرفان. وأشار المبعوث الأمريكي توم بيرييلو إلى وجود “عدة اقتراحات” بشأن آليات ضمان تنفيذ الاتفاقات المبرمة، موضحاً “نلاحظ وجود زخم هائل وطاقة كبيرة نحو الاتفاق على هذه الآليات وتطبيقها”. ورغم غياب الجيش، إلا أن المبعوث الخاص أكد أن المحادثات تحقق بعض النجاح لأنها على الأقل منحت اهتماماً دولياً للحرب في السودان في وقت “بدا فيه أن العالم ينصرف بعيداً” عن النزاع الذي مستمر منذ حوالي عام ونصف.
تجري المحادثات من خلال تواصل المنسقين مع كل طرف بشكل منفصل، بدلاً من أن يتحدث الجيش و”الدعم السريع” مع بعضهما مباشرة.
اعتبر بيرييلو أن “ما يثير الحماس حقاً هو أننا نقوم بما يعرف بالمحادثات القريبة، حيث نقوم بالتواصل بشكل فعال يومياً مع القوات المسلحة السودانية وقوات ‘الدعم السريع’”.
وأكد أن المصريين والسعوديين والإماراتيين بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي “يلعبون دوراً مهماً في قيادة جزء كبير من جهود الوساطة”، لكنه اعترف بأن إحراز تقدم في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية كان “أكثر سهولة…”
حضورياً، لكن بفضل سحر الهواتف وأشياء أخرى، فإن الرفض من قبل الجيش لم يؤثر على تقدمنا.
لقد قام طرفا النزاع بإجراء عدد من جولات المحادثات، لا سيما في مدينة جدة، لكنهما لم يتمكنا من إحراز تقدم ملموس أو التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
في نهاية يوليو الماضي، دعت واشنطن الطرفين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا بهدف إنهاء الحرب المدمرة. بينما وافقت قوات “الدعم السريع” على الدعوة، أبدت السلطات بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان تحفظات بشأن الآلية المقترحة وعبرت عن اختلافها مع واشنطن بشأن الأطراف المشاركة.