فاطمة لقاوة تكتب: رسالة في بريد “النسويات”.
فاطمة لقاوة تكتب: رسالة في بريد “النسويات”.
الحرب ظاهرة إجتماعية ورثناها نحن البشر منذ أن قَتل قابيل أخاه هابيل،فأصبحت الحرب واقع أليم وعنيف يلجأ له الأفراد والجماعات والكيانات والدول ،لحسم خِلافاتها حين تعجز عنه الطُرق السلمية.
نحن المسلمين نعتبر السلام هو أساس الحياة البشرية والحرب تأتي عرضاً لذلك يجب إدارتها بطريقة تقود للسلام،فقد جاء في القُرأن الكريم لفظ السلام ومشتقاته في عدد مائةوإثنان وثلاثون آية《١٣٢》 ،بينما وردَ ذِكر لفظ الحرب صراحة في سِت آيات فقط《٦》،مما يؤكد أن أساس الحياة البشرية يجب أن تُبنى على السِلم،وقد أكدت جميع الديانات السماوية أهمية السلام،وكذا القوانين الدولية الأخرى التي تتبنى القيم الإنسانية والمجتمعية فظهرت منظمات حقوق الإنسان بمختلف مسمياتها.
وردنا خبر مفاده بأن الوفد النسوي قد وصل “جنيف”بهدف الضغط على طرفين القتال من أجل إيقاف الحرب،هذة الخطوة من ناحية المضمون لا غبار عليها بل ندعمها بكل ما نملك لأن المرأة السودانية هي الأكثر تضرراً من المشاكسات السياسية والتهميش الممنهج والحروب الممتدة،لأنها هي الأُم الثكلى التي فقدت فِلذة كبدها،والزوجة الأرملة التي فقدت عائل الأُسرة وشريك حياتها،والإبنة اليتيمة التي فقدت سندها،والأخت المفجوعة التي فقدت أخاها،لذلك الوجع في قلب المرأة السودانية واحد والفقد عندها جلل،ووجب عليها أن تقول رأيها بوضوح وترفع صوتها عالي للطرفين دون مزايدات،وتضغط عليهم من أجل وقف الحرب وعودة المسار الديمقراطي بأسس جديدة دون فهلوة وتزحلق سياسي و مُحاباة وتكريس التمييز المُفرط المقرون بالنفوذ ،لكننا نعترض على الإسلوب الإنتقائي الذي صاحب أختيار ممثلات الوفد،والتعتيم على ذلك،والعودة إلى موال الشُلليات الذي هزم الفترة الإنتقالية السابقة وعجل بنهايتها وقادنا نحو نفق الحرب والإحتراب المُظلم.
نحترم جميع النسويات المشاركات في وفد جنيف،ولكننا نسأل:لماذا تِكرار ذات الوجوه التي حضرت في منبر جوبا سابقاً،وورش كمبالا وأديس،ومؤتمرات تقدم؟!وهل هن الممثلات الشرعيات لقواعدهن؟!وهل إختيارهن جاءا وفق معايير أهل المصلحة الأساسيين؟!،ولماذا لم نرى ممثلات لنساء الدعم السريع،عِلما بأن معظم نسويات الوفد هن داعمات للجيش بأشكال مختلفة؟!.
لا نُريد أن نقسم ظهر الوجود النسوي في جنيف لكننا نطمع في أن تتكون التجمعات النسوية في الضوء وتشمل جميع نساء السودان بمختلف الفئات والمجتمعات والتنظيمات والإنتماءات والأقاليم والمدن دون مداعاة الماعون نحو إتجاه محدد،لنكون نموذج سوداني مُشرف يعكس الوجه المُشرق للمرأة السودانية التي صقلتها المِحن والإحن.
ولنا عودة بإذن الله.