عبدالرحمن الحوار: دولة 56 فقدت زمام المبادرة تماماً.
عبدالرحمن الحوار: دولة 56 فقدت زمام المبادرة تماماً.
بالنظر الي الوضع الذي تعيشه دولة 56 الان يمكن ملاحظة انها قد فقدت تماما زمام المبادرة او انها علي وشك ان تفقده بلا اي هامش او امل لاسترداد مافقدته او ماهي علي وشك ان تفقده علي كافة الصعد التكتيكية والاستراتيجية .فلاول مرة في تاريخ هذه ( الدولة الوطنية السودانية ! ) مابعد الكولينيالية تفقد الطبقة النيلية الطفيلية التي ورثت البلد زمام المبادرة. فهي كانت علي الدوام تستطيع أن تضرب أطراف الهامش ببعضها من خلال مقدرتها علي خلق مليشيات ومليشيات مضادة كواحدة من وسائل عديدة اخري للتحكم لعل اهمها صناعة وكلاء للطبقة الحاكمة ينتمون اثنيا للهامش ( فلنقايات ) ولكنهم يدافعون عن مصالح المركز ( والمركز هنا بمعني العقل المركزي للنخبة النيلية المتغلغل في جهاز دولة 56 والذي لا وظيفة له سوي استخدام جهاز الدولة نفسه في نهب الموارد ) ..ومن وسائل التحكم أيضا القمع المباشر بواسطة الجيش والاجهزة الأمنية والشرطية وايديولوجيات الأحزاب والنظام التعليمي والخطاب الثقافي العام … هذه كانت اهم الوسائل التي كانت ومازالت تستخدمها النخبة النيلية الطفيلية لدولة 56 في التحكم في البلد و في المحافظة علي الامتيازات . دعونا نسأل هل مازالت وسائل التحكم هذه تعمل بكفاءة؟؟!.
اغلب الظن ان الإجابة بالنفي … فالالة القمعية لدولة 56 من جيش وأمن وشرطة قد تمت هزيمتها بواسطة الدعم السريع بحيث انها يستحيل ان تعود الي وضعها السابق … والاحزاب تم فضح دورها التاريخي الذي كان يتمثل فقط في التغطية علي نهب الموارد وتغبيش الوعي وبدأ الناس يفكرون في بديل سياسي يعبر عن مصالحهم … ولعل الهزيمة الكبري تتمثل في سقوط ماكان الناس يطلقون عليهم بالرموز الوطنية من المفكرين الذين اتضح انهم كانوا مجرد عنصريين جهويين لا غير والامثلة عديدة وعلي قفا من يشيل : فهاهم عبدالله علي ابراهيم ومحمد جلال هاشم و عشاري احمد محمود وغيرهم من نتاجات المركز ( الفكرية !!) قد سقطت عنها ورقة التوت التي كانت تسترهم فاصطفوا تماما وعلي اساس جهوي عنصري بغيض يدعو للرثاء والسخرية في خندق واحد مع الكيزان وجيشهم وكتائبهم الإرهابية.
…..
المشهد الان واضح: لقد تمرد الدعم السريع تماما و تجاوز دور الأداة منذ زمن طويل ..بل أصبح هو نفسه صانع أدوات يمتلك ليس فقط القوة العسكرية بل زمام المبادرة في هندسة السودان نفسه باقتراحه لدولة سودانية وطنية فدرالية ديمقراطية جديدة … والحركات المسماة ارتزاقية كحركات مناوي وجبريل وطمبور وعبدالله جنا … لم تعد في العمق أدوات ولا ينبغي النظر إليها حقيقة باعتبارها مجرد أدوات … لا … هي أفضل من ذلك في واقع الأمر… هذه الحركات موجودة الان في الشمال والشرق وهي الوحيدة التي تقاتل الان نيابة عن النخبة النيلية المنهزمة … ولكن هل تعتقدون من المنطقي اذا أصبحت الأداة اقوي من صانعها ان تظل مع ذلك أداة ؟؟!!… لقد تجاوزت أيضا حركات جبريل ومناوي الشرط الموضوعي لكون المرء أداة وهي حقيقة انها أصبحت اقوي عسكريا واقتصاديا من صانعها …وبالتالي انتفي موضوعيا شرط الأداة… فميزان القوي أصبح يشير الي أن النخبة النيلية المنهزمة نفسها علي وشك ان تصبح رهينة و أداة في يد الحركات المسلحة…بل تحت رحمتها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا … فجبريل يسيطر حقيقة وليس لعبا علي المالية والمعادن في يد ابنمو وشبكته المافيوزية ومناوي وعبدالله جنا وطنبور يسيطرون عسكريا … نعم هنالك بقايا مشاة جيش( غالبيته نوبة وجودهم مرهون بالكباشي حيا وليس ميتا ومن الممكن تغيير اتجاه بندقيتهم ) وايضا هنالك صبجات وهميين اسمهم البراء … الحركات الموجودة في الشمال يمكنها عسكريا ان تقود حربا في الشمال الان ضد دولة 56 في عقر دارها …. وتمتلك رفاهية ان تعلن الان انحيازها للدعم السريع ( في السياسة كل شيء ممكن ) ..واثبتت في اصرارها علي المشاركة في اجتماعات جنيف الحالية مقدرتها العالية علي ابتزاز وتخويف البرهان ونخبته النيلية الكيزانية التافهة الموجودة في بورتكيزان ….الحركة الإسلامية نفسها فقدت السيطرة علي الموارد واصبحت تاكل من سنامها … لايمكن مطلقا في إطار البروباقندا الحالية الاستهانة بالحركات الدارفوربة الموجودة الان في الشمال والشرق … فهي تريد أن تقول للنخية الشمالية لولانا لاجتاحكم الدعم السريع … فلذلك السودان لايمكن قسمته علي اثنين وإنما لابد من قسمته علي ثلاثة أقسام… نحن وانتم والدعم السريع وعليكم ياشماليين ان ترضوا بذلك والا فنحن أمامنا ثلاثة خيارات : اما اعلان الانضمام للدعم السريع او مشاركتكم الكيكة او ( نبلكم ذاتو ) …
فهل ياتري فقدت دولة 56 زمام المبادرة ام مازال في جعبتها اوراقا خفية وبعض الحيل ؟؟