الغرف الإعلامية للفلول .. السفير “السعودي” على قائمة الاستهداف.
إبراهيم مطر يكتب:
الغرف الإعلامية للفلول .. السفير “السعودي” على قائمة الاستهداف.
حملة تشويه كبيرة، ومنظمة، تقودها الغرف الإعلامية للحركة الإسلامية وعناصر النظام البائد هذه الأيام، على عدد من الشخصيات الوطنية والدولية المشاركة في جهود إيقاف الحرب في السودان كجزء من الوساطة الدولية، من بينهم السفير السعودي “علي بن جعفر”، على خلفية ظهوره في صورة أعقبت اجتماعاً له – كجزء من الوساطة في مباحثات جنيف – مع وفد الدعم السريع المفاوض، بغرض الوصول لتفاهمات حول سبل إدخال المساعدات الإنسانية، إلى مناطق سيطرة الدعم السريع.
لكن الغرف الإعلامية للجيش المتحالف مع مليشيات الحركة الإسلامية استهدفت السفير بالقدح والإساءة، والاتهامات التي لا تستند سوى على حرص الحركة “المسيلمية” على استمرار الحرب، وعدم إتاحة الفرصة للسودانيين للفرار من براثن الموت المتربص بهم جراء الرصاص والجوع والأمراض، والكوارث الطبيعية من سيول وأمطار. ولو كان الأمر بيدهم لأشعلوا النار في كل شبر من ربوع الوطن، الذي إما أن يعيش مواطنية تحت أحذيتهم كما في ثلاث عقود مضت، أو يمضي الوطن والمواطن إلى غير رجعة نحو الدمار الشامل، والتفتيت.
قال أحدهم في بداية الحرب “يا تسليم كامل، يا تدمير شامل”، فتعوذ بالله أيها القارئ الكريم من إخوان الشياطين هؤلاء، وهم يضربون رقماً قياسياً في عطب الوجدان وسوء الطوية، ودناءة النفس، وتبين – رعاك الله – حجم ما هم قادرون على ارتكابه من جرائم.
في التاسع من مايو من العام الماضي، وعقب أسابيع من اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلتها عناصر الحركة الإسلامية والنظام البائد في السودان، انعقد مجلس الوزراء، السعودي في قصر السلام بجدة، لمتابعة تطورات الصراع الدامي، وجهود المملكة الدبلوماسية والإنسانية لحل الأزمة بهدف عودة الأمن والاستقرار للسودان، وتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها السودانيون، وذلك من خلال تقديم مساعدات إغاثية وطبية بلغت قيمتها 100 مليون دولار، في أول استجابة جدية لمحاولة إخراج البلاد المنكوبة، من نفق الدم والدموع.
وتكللت مساعي المملكة بأن شهدت جدة الأولى انطلاقة المباحثات الأولية بين ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع، وتم إقرار عدد من الهدن أفشلتها الحركة الإسلامية المتحكمة في قرار الجيش المسيس، سعياً للعودة للسلطة على جماجم السودانيين.، قبل أن يتم توقيع “إعلان جدة” في الحادي عشر من مايو للعام الماضي، والذي اشتمل على عدد من التفاهمات وإجراءات لبناء الثقة بين الجانبين.
وحثت الرياض طرفي الحرب على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع، وتجنيب الشعب السوداني التعرض لمزيد من المعاناة، كما حثت على ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، واستمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها القوى المدنية السودانية.
ووجدت مجهودات المملكة في تقريب الشقة بين الفرقاء السودانيين في جدة الأولى والثانية – التي انعقدت في يوليو من العام الماضي – استحساناً كبيراً من القوى المدنية الوطنية الرافضة للحرب، حيث سارعت للترحيب بانطلاق المحادثات في مدينة جدة، استجابة للمبادرة الأميركية السعودية، معربة عن أملها في أن تقود المحادثات لوقف القتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية، بما يمهد لحل سلمي سياسي مستدام.، واستبشر السودانيون خيراً وهم يأملون أن يشهدوا نهاية ما، لذلك الكابوس الذي جثم على صدورهم فجأة، ودون سابق إنذار.
وكانت السعودية حضوراً في الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان الذي انعقد بجيبوتي في يوليو الماضي، من خلال مشاركة نائب وزير الخارجية المهندس “وليد الخريجي”، الذي أكد على استمرار جهود المملكة لحل الأزمة السودانية، وترحيبها وانفتاحها على الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان. وأخيراً كانت المملكة حضوراً في مباحثات جنيف الإنسانية، والتي تكللت بالنجاح في إيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من خمسين ألف مواطن ممن يعانون الجوع والمسغبة بسبب الحرب في دارفور، عبر معبر “أدري” على الحدود السودانية التشادية.
أما إخوان الشياطين هؤلاء أصحاب الغرف الإعلامية الموجهة، فلم يبق لهم سوى الشتائم والألفاظ النابية ونكران الجميل، ومغالطة الحقائق، والاعتماد على جهل البسطاء في ادعاء انتصار وهمي، للتقليل من شأن معاناة السودانيين، وتبشيرهم باقتراب نصر كذوب، بعد عام ونصف على حرب كرامة “أحمد هارون” التي أوردتهم موارد الهلاك، فالتحية للمملكة السعودية حكومة وشعباً، والخزي والعار والهزيمة للفلول، ذلك البوم الذي يعجبه ويل الخراب.