محمد اسماعيل “كاس” يكتب: موقف الحياد من “حرب” ابريل.!!

236

الأستاذ محمد كاس، الامين السياسي لحركة جيش تحرير السودان - المجلس الإنتقالي.

محمد اسماعيل “كاس” يكتب:

موقف الحياد من “حرب” ابريل.!!

كلمة الحياد هي قديمة تم استخدامها لقرون بين الدول في عدة نزاعات سوى كانت اقتصادية او سياسية ونجحت هذه الدولة المحايدة في موقفها وساهمت بشكل فعال لطي كثيرا من النزاعات التي رفعت يدها في المشاركة فيها بل ونهضت واصبحت من الدول الرائدة والعظمى في العالم ، واستخدمت ايضا في الحروب الدولية وخاصة في الحرب العالمية الاولى والثانية ، فهنالك منظمات ودول استقلت نفسها ولم تشارك في أي محور من محاور الحرب العالمية، واطلق عليها بالدول والمنظمات الحيادية او عدم الانحياز أو الميل لأي طرف او محور من محاور الحرب لان من قانون الحياد لا يشارك في المواجهات المسلحة والدعم السياسي لأي طرف من اطراف الصراع.

حرب 15 ابريل 2023م التي انطلقت من الخرطوم لدينا عدة مبررات بأن نأخذ موقف الحياد كحركة/ جيش تحرير السودان _ المجلس الانتقالي، لاننا حركة مستقلة لديها تاريخها واسهاماتها في التغيير الحقيقي ولديها رؤية موضوعية لحل ازمة البلاد من جذورها ولها رسالة و هي موقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان في اكتوبر 2020 م حينها كانت الاجهزة الامنية كتلة واحدة وجزءآ من الحكومة التي شكلت بعد ثورة ديسبمر المجيدة ومن باب المنطق والموضوعية ان نساهم في بشريات السلام وأن يكون السلام في السودان هي من أولوياتنا وليس الحرب ، وأن نساهم بقدر المستطاع للم الشمل وتقريب وجهات النظر بين المكونات التنازعة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وحثهم في الجلوس للتفاوض والحل السلمي هي افضل الحلول الناجعة لبناء الدولة الحديثة وتطويرها ورتق النسيج الاجتماعي بين كافة الشعب السوداني كوسيلة انتهجناها نحن كدعاة السلام ، نعلم بأن الحرب الرابح فيها خاسر وبتأكل اللين واليابس وتقتل فيها الابرياء وترمل فيها النساء وتيتم الاطفال وبتدمر البنية التحتية وتمزق النسيج الاجتماعي وتدهور الاقتصاد وتجعل من الاستقرار نزوح ولجؤ وتوطين امراض في اوساط المجتمع يصعب التخلص منها لاسيما تدمر الصحة والتعليم والصناعة والتجارة وغيرها من الأشياء لا يستحقها المواطن البسيط المنكوي بنيران الفتنة والحروب و الضائقة الاقتصادية وغياب النظم والممارسة الديمقراطية لعدة عقود من الزمان ، ولكن الحياد لا يعني ان نقف مكتوفي الايادي في القضايا التي لها صلة بالرفض لكل الانتهاكات الناجمة اثناء استمرار الحرب سنرفضها جملةً وتفصيلا وان نساهم بشكل ستمر في الوعي الاجتماعي والسياسي وايقاف الحرب ونحث الاخرين بخطورتها في ظل الاستمرار ، فالحياد لا يلزم الصمت عما يجري في البلاد من الانتهاكات لحقوق الأنسان وتفشي الامراض الوبائية والتدهور الاقتصادي وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير البنية التحتية وان لا نترك حفنة من الناس ان صاحب القرار الاول والاخير في ايقاف الحرب او استمرارها ولكن ننثر الوعي لايقاف الحرب ونبني اكبر حلف ونضع ايادينا فوق بعض لايقاف الحرب العبثية بعدة وسائل منها الضغط الشعبي والضغط الاقليمي والدولي والمنظمات الراعية للانسان وقوة الطرح لاسكات فوهة البنادق ويكون لدينا كل الحرية في التحرك لاستمر ايقافها بشكل مستقل دون ارغامنا من أي جهة اخرى وندافع عن انفسنا بوسائلنا المتاحة من الاذى والغدر من دعاة الحرب، ونعتبر ان الحياد تصرفا موضوعيا تمليه المصلحة الوطنية ومصلحة المواطن المتضرر من هذه الحرب . وندرك بان الاشتراك في الحرب مع اي طرف من اطراف الصراع يطيل امد الحرب ويتوسع دائرتها ويصعب ادارتها لذلك يجب ايقافها وتأسيس لدولة سودانية حديثة خالية من النزاعات التي ضربت الحركة الجماهيرية ومزقت النسيج الاجتماعي وشرعنت الفساد والمحسوبية وتفشت فيها الظواهر السالبة ودمرت البلاد والعباد والشعب السوداني يستحق ان يعيش في وطن آمن ومتعافي يسود فيها قييم المساواة والديمقراطية والعدالة بين كافة الناس.

 

محمد اسماعيل “محمد كاس”

19 اغسطس 2024م

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *