كنديرة يكتب: مليشيا الباشزنقر واحزاب “56” توأمان سياميان.

112

عبد الرازق حسن كنديرة.

كنديرة يكتب: مليشيا الباشزنقر واحزاب “56” توأمان سياميان.

منذ بواكير الاستغلال عفوآ ما عرف بالإستقلال وما يسمى بقوات الشعب المسلحة قبل أن يحذف الإخوان مفردة الشعب لتصير القوات المسلحة حافى هكذا ومن غير بهارات ورتوش ! ظلت هذه المليشيا والتى تنحدر جينيآ من قوة دفاع السودان والتى أتت من صلب الإستعمار الإنجليزى -المصرى وكانت قبلها نطفة تخلقت من خفر العبيد المحرر لحراسة زرائب العبيد من بنى جنسهم أى ما عرف حينئذ بالبازنقر هؤلاء العبيد الذين كانوا ضمن اهداف غزو السودان من قبل محمد على باشا الذى كان يطمح فى تكوين جيوش للتوسع فى امبراطوريته التى يريد بنائها فى مصر عندما يستقل من الإمبراطورية العثمانية ، وعندما غزا السودان كان من ضمن جيشه الذى يتكون من الأرناؤوط والأتراك والمغاربة، هنالك الباشبوزق وهم الجنود غير النظاميين أى المرتزقة والذين كانت تستخدمهم الإمبراطورية العثمانية فى غزواتها وهم فوضويين جدآ ويرتكبون كلما هو مشين وهم( باشبوزق أو باشى بوزوق (بالتركية، ومفردها نوع من العساكر الغير نظاميين فى الجيش العثماني، وأغلبهم من الألبان والأكراد والشركس، بالإضافة إلى جميع الأعراق الأخرى، وكان الباشى بوزوق معروفين بشجاعتهم، ولكنهم كانوا أيضًا غير منضبطين وسيئى السُمعة بسبب نهبهم وتعدّيهم على المدنيين نتيجة لغياب اللوائح المنظمة لهم )ولذلك زج بهم محمد على باشا ليتخلص من الحرج الذى كانوا يسببونه له فى مصر ، فتم توليف جيشه فى السودان من الباشبوزق كجنود و ضباط والبازنقر كجنود وشغيلة لخدمة المستعمر وكبار الضباط وهذا التقليد لم يزل مستمر حيث استغلال الضباط للجنود فى قطع الأشجار للخشب وحرث المزارع الإقطاعية لكبار الضباط وفى ميز وبيوت كبار الضباط كعبيد كذلك وبنظام السخرة ويعتبرون لهم ذلك كواجب عسكرى فيما يتناقض مع القسم الذى يؤديه الجندى عند تخرجه ، وهذه التوليفه المتناقضه هيكليآ وبنيويآ والغريبة فى عقيدتها العسكرية عن تراب الوطن السودانى ، ظلت كما هى كمليشيا ومرتزقة وبندقية للإيجار تحت تصرف أى نظام أجنبيآ كان أو وكيلآ للأجنبى تحت ستار الوطنية فيما بعد ! وبينما ظلت هذه المليشيا تبيد فى الشعوب السودانية منذ 1955م وحتى الآن، كانت عصابة و نخبة 56 المتحالفة معها تمارس دور العمالة لوكيل المستعمر الإقليمى فى شمال الوادى وسيما إذا ما علمنا أن كل القوى السياسية التقليدية منها والحديثة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار قد أنشئت فى غرف مخابرات الجارة الضارة وما أن اورثها المستعمر إدارة شأن السودان فيما عرف بالجلاء ،شرعت بوعي منها أو بدونه فى وضع السودان تحت الوصاية المصرية بالكامل الى درجة أن تتدخل جارة السوء فى كل صغيرة وكبيرة فى شأن السودان ولا غرو فيما يتعلق بمليشيا الباشزنقر(الباشبوزق – البازنقر) هذه من ترقية ضباطها ودورات تدريبهم الى التدخل فى تدابير انقلاباتهم على الخيار الديمقراطى للشعب السودانى بالرغم من هشاشة تجاربنا الديمقراطية وتوآطوء أحزابنا وعمالتها هى الأخرى مع المليشيا ووكيل المليشيا ، ولذا كان من الطبيعى أن يغرق الجنرال عبود حلفا وحضارتها لصالح قيام السد العالى فضلآ عن توقيعه على اتفاقية مياه نهر النيل ونسبة ونصيب السودان الظالم فيها، بيد أن كل السدود التى أنشئت بعد او قبل 56 كانت لصالح مصر ولتنظيم سريان المياه ما بعد اسوان ، بما فى ذلك سد مروى الذى أنشئ فى عهد عصابة الإنقاذ ، وفى فترة نميرى وما صاحبها من كوارث من صفقة الفلاشا والى ضرب الجزيرة أبا وود نوباوى وقتل أكثر من 3000ألف بسلاح الطيران وما راج من اشتراك سلاح الجو المصرى وبغض النظر عن تضارب المعلومات فى صدقها من عدمه ولكن لا دخان بدون نار ! أما الكارثة الكبرى والإنبطاح والعمالة على المكشوف للوكيل المصرى حدثت فى فترة عصابة الإنقاذ 1989م هذا النظام المرذول الذى بدأ بالعداء لكل العالم البعيد منه والقريب كوحش كاسر فإرتكب واشترك فى الأعمال الإرهابية فى دارالسلام ونيروبى وأديس أبابا واستجلب كبار الإرهابيين كإبن لادن، ولكن سرعان تحول الى حمل وديع وانبطح بالكامل للوصايا الأجنبية والعمالة ولا ننسى تصريح وزيرة الخارجية الإمريكية كونداليزا رايس (عندما قالت أن جهاز الأمن السودانى عيينا فى افريقيا ) وقد سلموا بالفعل مئات المنتسبين للتنظيم الإرهابى العالمى للإخوان المسلمين الذين كانوا يستضيفونهم لفداء رقابهم ونظامهم الإرهابى من السقوط ، واقليميآ باعوا حلايب وشلاتين وابورماد نظير عدم الملاحقة القانونية لرموز النظام المشتركين فى محاولة اغتيال حسنى مباركة وكذلك الفشقة وأقصى ما وصلت له نخبة التيه والضياع من حضيض العمالة تمت فى فترة اللجنة الأمنية والهمبول البرهان ففى هذه الفترة رآينا كيف تم استباحة موارد السودان الزراعية والحيوانية وكيف يأتى اللصوص وهم يحملون معهم العملة المحلية المزورة بالشاحنات لسرقة مواردنا والأدهى والأمر من ذلك هو تنفيذ الهارب العام لكل الأوامر المصرية منذ فض الاعتصام والى انقلاب 25 اكتوبر وثالثة الأسافى هى حرب الخامس عشر من ابريل 2023م والتى لولا وعود مصر لعصابة مجموعة كرتى وهمبولها البرهان بالنصر الحاسم والخاطف لما استطاعوا اشعال فتيلها ، وتدخل مصر فى حرب الخامس عشر واضح وعلى المكشوف منذ ترتيب لحظة الصفر وتجهيز الطيران المقاتل فى مروى والى احتضان مجرمى الحرب من قوش وبن عوف وكمال عبدالمعروف وكرتى واسامة ..الخ.. كما أن دورها الداعم لإطالة أمد الحرب واستمراريتها واضح كذلك منذ استضافتها لمرتزقة كتلة ما عرف عند قوى الثورة بجماعة الموز من حركات الإرتزاق واحزاب و واجهات المؤتمر الوطنى ومحاولات فرضها وادخالها فى معادلة عملية السلام المرتجاة وليس آخر ذلك ما قامت به مصر فى استغلال نفوذها لتبرير موقف عصابة بورتسودان من منبر جنيف الهادف لوقف الحرب والغوث الإنسانى والتماهى مع شروطها التعجيزية المتحدية للإرادة الدولية ولولا الدور المصرى لما استطاعوا ذلك ! وفى الإجابة عن من المستفيد من تدمير البنية التحية للسودان والتى تمت بسلاح الجو من كبارى و طرق و مصانع وكم كمية الثروة التى هربت أثناء الحرب من ذهب وثروة حيوانية ونباتية والى أين ؟ ..الخ ..تتضح الحقيقة !

إذن فالحرب الأهلية التى لم تتوقف منذ 55 والتى حصدت أكثر من 3 مليون مواطن سودانى فى جنوب وغرب السودانى وجبال النوبة و النيل الأزرق ، كانت تقف خلفها إرادة محلية واقليمية ودولية كنتيجة لعمالة نخبة وعصابة دويلة 56 والتى امتهنت العملة و رهنت مصيرنا للخارج وارتبطت مصالحها بحالة اللا دولة كسماسرة وتجار حرب تقتات على عرق ودماء الشعوب السودانية المغلوبة على أمرها وأما مليشيا الباشزنقر المتحالفة مع النخبة المدنية والحزبية الفاشلة ليست سوى مرتزقة تبيع بندقيتها لأى نظام فضلآ عن عمالتها للخارج الإقليمى، ولكن ،،

بعد الخامس عشر من ابريل ليس كما هو قبلها فثورة التحرر الوطنى قد استوى عودها وحققت انتصارات عظيمة على قوى العمالة والإرتزاق التاريخى وكادت أن تقتضى على 75% قوتها الخشنة أى مليشيا الباشزنقر وكذلك قوتها الناعمة

وايقظت الوعى الوطنى وخاطبت مستقبل السودانيين واحلامهم فى تأسيس وطن الحرية والعدالة والسلام والذى يقوم على انقاض السودان القديم سودان الموت والدمار البائد والذى كان يقتات على دماء الناس من خلال الحروب الأهلية المستمرة وتغييب دور دولة القانون لإفلات من العقاب كشأن أى عصابة تحترف الإجرام ، نعم سيتأسس وطن لصالح كل السودانيين وسيتساوى الناس فى الحقوق والواجبات ، وطن يحترم فيه الإنسان كإنسان بلا تمييز أيآ كان دينى او جهوى او نوعي وتقوم علاقاته الخارجية على المصالح المشتركة دون عداء لأى دولة إلا ما يمس سيادتنا الوطنية ، وعلى القوى الإقليمية والدولية الطامحه فى اعادت عقارب الساعة للوراء و إستعادت عصابة دويلة 56 البائسة أن تدرك حقيقة أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن تدرك أن مصالحها تكمن فى المستقبل مع القوى الثورية الصاعدة و المنتصرة لا محال وأن الماضى قد ولى ولن يعود !!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *