تجمع البيئيين السودانيين: انهيار “سد” خور أربعات بورتسودان .. كارثة كاملة الأركان.

47

بلو نيوز الإخبارية: بورتسودان-

قال تجمع البيئيين السودانيين، ان “خور” أربعات هو المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان، و ذلك منذ إنشائها في بداية القرن الماضي عندما تم حفر سلسلة من الآبار السطحية التي تتغذى بواسطة مياه الخور السطحية والجوفية (السرف) خلال موسم الأمطار. واضاف التجمع في بيان له، اطلعت عليه بلو نيوز الإخبارية؛ بعد تزايد عدد سكان المدينة كان من الضروري محاولة إيجاد وسائل لزيادة وتعظيم المصدر مما حدا بالسلطات المختصة أن تستعين بتقانة حصاد المياه لبناء سد يمكنه تخزين مياه الأمطار عوضا عن ذهابها لدلتا الخور وفقدان بعضها في مياه البحر المالح، مشيرًا الى ان الخزان بسعة 15 مليون متر مكعب، و لكن لخطأ في التشغيل أدى للتسبب في تعطيل بوابات السد منذ اللحظة الأولى، وأصبح السد حاصد للمياه والطمي في آن واحد مما تسبب في انخفاض سعته للأقل من 5 مليون متر مكعب و أجبر الفنيين على استخدام تقنية الشفط (Syphoning) لنقل المياه فوق ظهر السد و توصيلها بالخط الناقل للمدينة.

وتابع البيان؛ الآن يساهم السد بحالته هذه بتغطية أقل من 60% من حاجة المدينة، و بعد كارثة الانهيار فإن المدينة مهددة بالعطش الكامل في مقبل الإيام.

 

نص البيان ..

تجمع البيئيين السودانيين

بيان حول كارثة انهيار سد خور أربعات و مقترحات لإدارتها.

 

استشعارا منا نحن في تجمع البيئيين السودانيين بمدى خطورة الوضع الناتج عن انهيار السد، و التزاما منا بأهداف خطة حملة لجنة المعلمين لإنفاذ حملتها الهادفة لإيقاف الحرب و المساهمة في تخيف آثارها، نرى لزاما علينا أن نقدم رؤيتنا من منطلق مهني و فني بهدف تحديد و تخريط حجم الأثر البيئي لهده الكارثة و محاولة اقتراح أهداف لخطة تنفيذية لإدارتها.

أولا نرى لزاما علينا أن نؤكد بأن ما حدث هو كارثة كاملة الأركان، فحسب تعريف الكارثة العلمي : هي الحدث الطارئ الذي ليس في المقدور التحكم فيه و المؤدي للفقدان في الأرواح و الممتلكات. و عليه، وحسب ما ورد من معلومات موثقة فإننا حيال كارثة لها ما بعدها مما يتطلب التحرك السريع.

يعتبر خور أربعات هو المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان، و ذلك منذ إنشائها في بداية القرن الماضي عندما تم حفر سلسلة من الآبار السطحية التي تتغذى بواسطة مياه الخور السطحية و الجوفية (السرف) خلال موسم الأمطار. لكن و بعد تزايد عدد سكان المدينة كان من الضروري محاولة إيجاد وسائل لزيادة و تعظيم المصدر مما حدا بالسلطات المختصة أن تستعين بتقانة حصاد المياه لبناء سد يمكنه تخزين مياه الأمطار عوضا عن ذهابها لدلتا الخور و فقدان بعضها في مياه البحر المالح. صمم الخزان بسعة 15 مليون متر مكعب، و لكن لخطأ في التشغيل أدى للتسبب في تعطيل بوابات السد منذ اللحظة الأولى، أصبح السد حاصد للمياه و الطمي في آن واحد مما تسبب في انخفاض سعته للأقل من 5 مليون متر مكعب و أجبر الفنيين على استخدام تقنية الشفط (Syphoning) لنقل المياه فوق ظهر السد و توصيلها بالخط الناقل للمدينة. الآن يساهم السد بحالته هذه بتغطية أقل من 60% من حاجة المدينة، و بعد كارثة الانهيار فإن المدينة مهددة بالعطش الكامل في مقبل الإيام.

ماهي الآثار البيئية المتوقعة جراء انهيار السد؟ فبالإضافة لما ذكرناه سابق عن كارثة العطش المتوقعة و التي تتطلب نداءا عاجلا للمنظمات الدولية للمساعدة في إعادة تشييد السد بأسرع ما يمكن، مع الحرص على تلافي كل الأخطاء الفنية التي صاحبت إنشاءه و تشغليه و التي تمثلت في فشل تشغيل البوابات مما يمكنه من تصريف الطمي و الحفاظ على طاقته التخزينية، فإن كمية الطمي المنطلقة من خلف السد تشكل تهديدا بيئيا يتمثل في قدرتها التدميرية للمساحات المزروعة فيما يسمى منطقة أربعات الزراعة، مما يؤثر على سبل كسب العيش لموسم أو موسمين على الأقل للسكان المحليين. بالإضافة لهذا الأثر فإن هناك الأثر المتوقع لكميات الطمي على دلتا الخور و التي تعتبر موئل لحيوان الجمبري و بيئة لنكاثره . تأثير الكميات المهولة للطمي على هذه الموائل غير معروف و يحتاج لبرنامج رصد و تقييم مكثف. و لكن قبل ذلك فإن الأنباء جاءت بأخبار مؤسفة عن فقد في الأرواح و الممتلكات مما يقتضي بالطبع التعامل الفوري معها. بناءا على ذلك فإننا في تجمع البيئيين السودانيين محمولون على أجنحة حملة لجنة المعلمين المباركة نقترح الأني كخطوط عريضة لخطة عاجلة للإدارة هذه الكارثة:

– مطالبة السلطات بالاعلان عن الكارثة فورا.

– مساهمة تجمع البيئيين السودانيين في المشاركة ببعد. إعلامي في خطة الإجلاء و الدعوة لتقديم الغوث للمتضررين.

– إطلاق نداء عالمي للمساهمة في حفر مزيد من الآبار السطحية فمن المعروف أن انسياب كميات المياه السطحية يساهم في تغذية المخزون الجوفي مما قد يساعد في حفر المزيد من هذه الآبار.

– المساهمة الإعلامية و استقطاب الدعم لأي مجهود يصب في إعادة أنشاء السد بمواصفات عالية و باستراتيجية تهدف إلى تجنب الأخطاء التي صاحبت إنشاءه.

أخيرا ننوه إلى أنه لو كان هناك نظام إنذار مبكر فاعل لما حدثت الكارثة بهذه الحدة و هذا قصور يدفعنا دفعا لايقاف هذه الحرب و التي من اسباب تفاقم آثارها هو أن اشعالها تم بنفس وقود الاطماع التي تسببت في اهمال ضروريات حياة المواطن.

#وحدتنا_تصنع_السلام

#انقذوا_السودان

#savesudan

#السلام_سمح

#لازم_تقيف

#لاللحرب

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *