فاطمة لقاوة يكتب: ما بين زيارة “كامل” وإفلاس “البرهان”.

181

فاطمة لقاوة يكتب: ما بين زيارة كامل!وإفلاس البرهان.

أخطأ من ظن بأن وضع الحلول للمِشكل السوداني في الإمكان إتمامها بعيداً عن التأثيرات الخارجية المرتبطة بدول الجوار الجغرافي والمحيط المحلي والإقليمي والشأن الدولي.

في الوقت الذي إستمرت فيه جلسات جنيف مع غياب الجيش السوداني (إحدى طرفي النزاع) حطت طائرة مدير المخابرات المصري”عباس كامل” في مطار بورتسودان حيث تناقلت الأخبار الحدث ما بين متكهن ومتيقِن ومزييف للحقائق،ويبقى الثابت بين الجميع هو: إرتباط مِصر السيامي مع الشأن السوداني وإنعكاس الحرب الدائرة في السودان بصورة سلبية على الوضع العام لمصر.

صحيح أن هناك خِلافات جدلية دائرة ما بين المخابرات المصرية التي أصبحت أكثر قناعة بعدم الجدوى من دعم البرهان ومن وراءه عصابة الأخوان الكيزانية التي تدير الصراع في السودان،وبين المخابرات الحربية المصرية التي ترى ضرورة دعم الجيش السوداني بكل عِلاته،رغم ظهور إزدواجية المعايير التي تفضح حكومة عبدالفتاح السيسي الذي يحارب الأخوان في مصر بينما يمد الدعم لجناحههم الممتد في السودان.

زيارة كامل للسودان تؤكد القلق الذي تعيشه مصر من خطورة الوضع في السودان وتعنت البرهان وهزائم الجيش المتتالية في الميدان،ولم يعد أمام الحكومة المصرية إلاِّ تغيير سياستها السابقة والتعامل مع الأمر الواقع الذي يؤكد حقيقة السيطرة الميدانية لقوات الدعم السريع التي تخوض حروب وجود تاريخي فًرضت عليها،في الوقت الذي يبين إنفتاحية القيادة العُليا في الدعم السريع،والتي جلس وفد تفاوضها في جنيف دون شروط مُسبقة مع المُيسريين والراعيين والمراقبين.

ما إن غادرت طائرة مدير المخابرات المصري مطار بورتسودان، ظهر البرهان مُرتعد الفرائص شاخص البصر يحاول جاهداً التماسك أمام جوغة من سماهم بالصحفيين والصحفييات ،أبواق الحرب اللعينة،فكان أكثر إرتباكاً من حالة البشير قُبيل الإطاحة به في ثورة ديسمبر المجيدة.

أرغى البرهان وأزبد وتوعد وحاله تُبين هوانه وقِلة حيلته وقد شاهد الجميع هروبه من ميدان المعارك في الخرطوم،وقد كان متخفياً منذ اللحظة الأولى لإشعاله للحرب،ولم يراه الشعب السوداني إلاً وهو مُعرد نحو بورتسودان تاركاً جنوده ما بين أسير وجريح وهارب نحو الحدود مُستجيراً بدول الجوار.

البرهان الذي بدأ حربه القذرة بكثافة نيران الطيران وأبدع في قتل العُزل الأبرياء إبتداءاً من جنود الدعم السريع المفوجين المُعتكفين في مساجد معسكرات التفويج دون سلاح ،ومن ثم الغدر بمقرات الدعم في الساعات الأولى للحرب ،حيث قَصفها الطيران بطريفة تؤكد رسم الأهداف بعناية فائقة وبترتيب دقيق مُسبق،وقد طل البرهان وعصابته وهم يتابعون ما سموه بسير المعركة التي حددوا حسمها ب《 ٧٢》ساعة ولكنهم فشلوا وإنهزموا في الساعات الأولى من غدرهم اللعين و ولوا الدُبر هاربين متخفين تحت البدروم لأكثر من أربعة أشهر .

البرهان بحديثه البائس المُفلس يُبين عُمق الازمة النفسية التي يعيشها وحال الإحباط التي أصابت عصابة الكيزان في بورتسودان الذين كان من السهل عليهم إطلاق الطلقة الأولى للحرب ولكن صعب عليهم التحكم في مُجرياتها.

الأحرى بالحكومة المصرية والمجتمع الدولي النظر بعمق في الشأن السوداني الذي بات أكثر وضوحاً حيث بدأت بوادر المجاعة تضرب بعض الولايات ،وإنتشار خطاب الكراهية المُفرط قد يقود البلاد نحو أتون الحرب الأهلية التي تنعكس على الأمن والسِلم الدوليين،ولن يفيد تقسيم البلاد في ظل التناحر والغُبن المجتمعي والمناطقي،لذلك آن الآوان لإتخاذ خطوات أكثر جراءة وصرامة إتجاه من يعيق العملية السلمية،ولا يغرنكم جعجعة البرهان.

ولنا عودة بإذن الله.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *