لؤي قور يكتب: لماذا قتلت الحركة الإسلامية الأمين محمد نور؟

158

لؤي قور يكتب:

“لماذا قتلت الحركة الإسلامية الأمين محمد نور؟.”

ترى ما الذي نقمته الحركة الإسلامية المجرمة على الشاب “الكسلاوي” “الأمين محمد نور”، حتى يصل زبانيتهم في تعذيبه لحد الاغتيال؟ أي حقد يدفعهم لإيذاء شاب سوداني من غمار الناس؟ “بشوش وخدوم” كما قال عنه محبيه وعارفي فضله، وكما شهد له الآلاف من مشيعيه، وبمثلما شهد له ما خلف رحيله من غضب، ومن أحزان. أعاد رحيل “محمد نور” للذاكرة سنوات العهد الغيهب، بكل ما حملت من مرارة، وأعاد للأذهان كذلك، ذكرى ما ارتكبته الحركة الإسلامية في حق السودانيين من جرائم، ومن أهوال.

واستناداً على اختطاف الحركة الإسلامية للمشهد في السودان، وعودة تسلطها على رقاب الناس، لم يوفر إخوان الشياطين في حربهم محظوراً ولا كبيرة، ولم يتركوا انتهاكاً من الانتهاكات إلا وارتكبوه بحق السودانيين، وداوموا على ارتكابه، فقتلوا “الأمين” لمجرد الاشتباه، الذي لا يوجد له مبرر ولا سند ولا دليل، وعن حقد إخوان السودان حدث ولا حرج.

وكما هو معلوم لدى كافة السودانيين – بعد ما يزيد عن العام على الحرب – يتهم إخوان الشياطين قبيلتي البني عامر والحباب في شرق السودان، بالتعاطف مع قوات الدعم السريع، وهي ذات التهمة التي يواجهها المنحدرين من قبائل الرزيقات والمسيرية، وصار من المعلوم بالضرورة أيضاً أن عقوبة هذا التعاطف – المفترض – هي السجن والتعذيب والإعدام عبر المحاكمات الصورية، إن لم يقضي المواطن نحبه داخل أقبية التعذيب، وتقف ساحات المحاكم في ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر، شاهدة على ظلم فقهاء آخر الزمان الكذبة.

وعليه ومما سبق، فليس من العسير أن نفهم الطبيعة العرقية لحرب الفلول الحالية، خاصة حين نستصحب معنا كلمات الراحل “الترابي” عراب الحركة الإسلامية حين قال في برنامج “شاهد على العصر” على “قناة الجزيرة>، أنه “لا يوجد ما يسمى بالجيش في الفقه الإسلامي، بل إن الناس تمضي في حياتها، حتى إذا جاءت الحرب نهضوا لها، فلم نكن نرى ضرورة أساساً للجيش بشكله الحديث”، وأضاف: “رفض ضباط سلاح الطيران المنحدرين من غرب السودان، قصف القرى وقتل المدنيين من أبناء جلدتهم في إقليم دارفور، فكان من الضروري أن يستعينوا – ويقصد الإسلاميين – بإثنيات أخرى، لا تمانع في سقوط ضحايا من المدنيين في الإقليم).

ظن الإخوان بعد إشعالهم للحرب، أن الترهيب بالسجن والتعذيب والتخويف بالقتل خارج نطاق القانون كفيل بأن يسمح لهم بالتعامل مع السودانيين في مناطق سيطرة الجيش كخراف، يذبحون منها ما راق لهم، ويتركون الآخرين ليوم ذبح آخر.

لكن مما لم ينتبه إليه هؤلاء الفقهاء القتلة، هو أن السودان اليوم ليس هو سودان العام 1989، وإن جذوة ديسمبر الخالدة ما زالت مشتعلة في النفوس توقاً للعدالة، وإن الأسلحة المستوردة من ملالي إيران ستظل عاجزة – مهما تكاثرت – عن أن تجبر السودانيين على الخنوع.

أعادت انتفاضة كسلا المجيدة ضد القتلة إخوان الشياطين لحجمهم الطبيعي، وأجبرهم وقوف المئات في مواجهة رصاص المخابرات بصدور عارية، على إعادة التفكير في نظرتهم للحرب على أنها “شيك على بياض”، يمكنهم من ارتكاب الجرائم، وسقك ما شاءوا من الدماء دون عقاب.

صدح المتظاهرون في كسلا بشعار ديسمبر المزلزل “الدم قصاد الدم .. ما بنقبل الدية”، وتوحد المجتمع الكسلاوي وشرفاء المهاجر والمعسكرات ضد المجرمين فتساقطت رواياتهم الهزيلة عن اشتباه مزعوم، وغلت كسلا يد القتلة والمغتصبين من شيوخ الضلال، وصار من المعلوم بالضرورة، أن تكرار مثل هذه الجريمة، ينذر بشر مستطير، وإن إشعال النار في مقر جهاز المخابرات بكسلا وطرد من بداخله، قابل للتكرار في أي لحظة، متى ما عجز الإخوان عن أن يسيطروا على ما بداخلهم من أحقاد. حفظ الله السودان وشعب السودان.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *