فكرة اختزال “الدولة” في “الجيش” واختزال “الوطنية” في “تأييده”.
فكرة اختزال “الدولة” في “الجيش” واختزال “الوطنية” في “تأييده”.
رشا عوض .
فكرة اختزال الدولة في الجيش واختزال الوطنية في تأييده دون قيد او شرط مفهومة جدا من سدنة الدكتاتوريات العسكرية، لكنها غير مفهومة من مثقفين يطرحون انفسهم كثوريين!
الدولة ملك الشعب!
الجيش هو الاداة التي تستخدمها الدولة في وظيفة احتكار العنف في الاطار الدستوري والقانوني الذي يحدد الحقوق والواجبات في الدولة!
ولكن الذي حدث في دولتنا المنكوبة هو تحول الدولة الى اداة في يد الجيش لاحتكار السلطة السياسية والموارد الاقتصادية لصالح اقلية سياسية مهيمنة على الجيش
هذا الخلل الوظيفي دمر الدولة ودمر الجيش!
واجب المثقف الثوري ازاء الكارثة الماثلة امامنا هو استكشاف جذور الخلل الذي اوصلنا الى ما نحن فيه، بدلا من المطالبة بالاصطفاف خلف جيش فقد السيطرة على ٦٠ % من مساحة الوطن ، والكيزان يخططون لدفعه في اتجاه تقسيم جديد للبلاد حتى ينفردوا بحكم ال ٤٠% المتبقية ، الدور المرسوم للجيش في التقسيم هو هجوم كثيف بالطيران على دارفور وكردفان ، ينتج عن ذلك ردود فعل انتقامية من الدعم السريع في الشمال ، هذه المجازر التي سيكون ضحاياها مواطنون سودانيون ابرياء في دارفور وكردفان والشمال وباعداد كبيرة ستغذي مشروع تقسيم السودان.
هذا هو افقهم الوحيد : مذابح كبيرة عبر قصف عشوائي بالطيران ، عبد الحي يوسف قدم فتوى دينية استباقية تجيزه، ومحمد جلال هاشم قدم تبريرا استباقيا عبر فذلكة قانونية طويلة عريضة خلاصتها ان لا مشكلة في قصف مرافق مدنية بالطيران!
ما عندهم حاجة غير هجوم مكثف بالطيران يدمر البلد ويقتل اعداد كبيرة ويدفع الى تقسيم البلاد!
محنتنا كبيرة! بلد غنية بالموارد ، اراضي زراعية شاسعة ثروة حيوانية ضخمة ، ثروات معدنية هائلة موقع استراتيجي، ولكن مع كل ذلك فان الشعب لم يفقد نعمة التنمية والرفاه فحسب ، بل فقد حتى نعمة ان يعيش فقيرا في ارضه بسلام!
ولا حول ولا قوة الا بالله.