غرب دارفور: المواطنين يستنكرون تصريحات “البرهان” ويطالبونه بالاعتذار.

166

بلو نيوز الإخبارية: الجماهير-

وصف قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بداية سبتمبر الجاري، سكان الجنينة بـ”الغزاة” و”المستوطنين الجدد”، وقال إن السكان القدماء في المدينة جرى طردهم منها إلى تشاد، مشترطًا عودتهم أولًا ومن دخول الإغاثة إلى عاصمة ولاية غرب دارفور.

أثارت هذه التصريحات، ردود فعل استنكارية واسعة وسط مجتمع مدينة الجنينة، ما دفع الإدارات الأهلية إلى عقد مؤتمر صحفي، الأحد، رفضت فيه حديث قائد الجيش، ووصفت تصريحاته بأنها “غير دقيقة ومجافية للحقيقة”، وطالبته بالاعتذار الفوري عن ذلك.

وقال رئيس المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بولاية غرب دارفور، الأمير حامد الضواي دبوق، إن حديث البرهان عن سكان مدينة الجنينة غير صحيح، موضحًا أن قائد الجيش يعلم جيدًا حجم ورقعة انتشار سكان الجنينة منذ أن تم تعيينه في العام 1996م محافظًا لمدينة بيضة، التي تقع على بعد 130 كلم جنوب عاصمة غرب دارفور.

من جانبه، وصف أمير قبيلة الارنقا، أزهري أحمد السنوسي، حديث البرهان بأنه “غير مسؤول” ولا يمكن أن يصدر من رجل يمثل رأس الدولة. ورفض بشدة وصف سكان الجنينة بـ”المستوطنين الجدد”، وطالب بتصحيح ذلك، مضيفًا “نحن 42 قبيلة بدون المساليت والعرب، وموجودون منذ القدم”.

وذكر السنوسي أن حرب 15 أبريل، تسبب “العساكر” في إشعالها، وبالتالي “لا يمكنهم أن ينسبوا لنا أوزارها”، مضيفًا أن الجوع يفتك بالمواطنين الذي أصبحوا يأكلون ورق الشجر ومخلفات الفول وحفروا بيوت النمل، ولم يصلهم من المركز أي شيء.

إلى ذلك، قال أمير قبيلة الداجو، تجاني مختار، إن تصريحات البرهان غير مبررة وفي حال “دقق في معلوماته ومحصها، لا يمكن أن يقول مثل هذا الحديث”. مشيرًا إلى أن مدينة الجنينة أصبحت قبلة لكل أهل السودان، وملاذًا آمنا بعد وقف الصراع والأمن والاستقرار الذي حظيت به.

وفي صعيد متصل، قال فرشة قبيلة المساليت، الدكتور جمال بدوي، إن حديث البرهان “مجافي للحقيقة ولا يمت للواقع بصلة”، وطالبه بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته.

وأشار إلى أن مدينة الجنينة تزدحم بسكانها الأصليين من كل القبائل، والتي يتجاوز عددها 45 قبيلة، وكشف عن عودة كبيرة للنازحين الذين فروا من مناطقهم بسبب الحرب، مبينًا أن عدد الإدارات الأهلية لقبيلة المساليت داخل ولاية غرب دارفور يتجاوز الـ(8) فرشة إضافة إلى قواعدهم.

وطالب بدوي، طرفي الحرب الجيش والدعم السريع بالعودة إلى رشدهم وإيقاف الحرب من أجل أن يعيش المواطنين في سلام وأمان.

وفي يونيو العام الماضي، شهدت مدينة الجنينة أحداث عنف عاصفة، قتل إثرها الآلاف وتضررت البنية التحتية وانتشرت الفوضى، على خلفية المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لينتهي الصراع بسيطرة الدعم السريع على المدينة ومن ثم العودة التدريجية للأمن والاستقرار والتعايش بين سكان عاصمة غرب دارفور.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *