ماذا يفعل الجنرال الإنقلابي “البرهان” في نيويورك؟
ماذا يفعل الجنرال الإنقلابي “البرهان” في نيويورك؟
مجدي محمد مصطفى
لم يكتفي الجنرال المهزوم بإهدار فرصه لبناء السودان المدني الفيدرالي الذي يحلم به أبناء الشعب السوداني الذين قدموا من أجله تضحيات كبيره و عظيمة فقط، و ها هو يعمل بكل جد و إجتهاد على تدمير الدولة السودانية، و قيادتها نحو التفكك و الإنهيار، بإصراره على حرب فشل فيها بكل المقاييس.
السودانيين يصرخون في كل مكان مطالبين بوقف الحرب، بعد ان فقدوا كل شيء، و صارت الحياة لا تطاق بالنسبة للغالبية العظمي منهم، لكن الجنرال في عالم آخر، و كأنه ليس هنا!.
لقد بذلت كثير من القوى الدولية و الإقليمية بمجهودات كبيرة، هي محل تقدير من أحرار السودان، من أجل وقف الحرب، و إعاده الدولة نحو التحول المدني الديمقراطي الفيدرالي، لكن ظلت كل تلك المجهودات تواجه تعنت هذا الجنرال التائه.
لقد أثبت واقع الحال بإستحاله إستمرار الدولة القديمة التي يحتكر فيها الجيش الدولة و السياسة و الإقتصاد، و لقد أقر نائب القائد العام للجيش الفريق الكباشي بذلك في مداولات المنامة، تلك المداولات التي أخرجت ما سمي بالمباديء الأساسية للحل الشامل، التي وقع عليها نائب قائد الجيش بالاحرف الأولى، لكن سرعان ما تراجع الجنرال البرهان و رفض التوقيع النهائي، ما ادى الى فقدانه مزيد من المواقع العسكرية و من المدن بسبب تجدد الحرب.
تعنت الجنرال الهارب من الواقع يثير تساؤلات مشروعه، تتمحور في السؤال الأساسي ماذا يريد هذا الجنرال العاجز ؟! . من الواضح حتى الان أن البرهان لا يملك أمر نفسه، أو أنه يعيش في برج عاجي من الأوهام التي تصور له امكانية بناء دكتاتورية جديدة تحت قيادته.
أو ربما هو ساقط تحت تأثير من حوله من اباطرة الدولة القديمة، الذين قحيطون به من كل جانب، و الذين يخدعونه بتقارير كاذبة عن حقيقة الواقع و يخفون عنه معاناة الشعب السوداني، و يصورون له بأن النصر قادم.
لا أحد يكابر بأن استجابه شباب السودان للإستنفار المخادع تحت اسم معركة الكرامة ضعيفه، و لا اثر له على الارض، يعود ذلك في المقام الاول الى الوعي الذي عم كل مكان بفضل التكنلوجيا و ثورة المعلومات.
كما ان ذاكره الشعب مازلت تحمل آثار ذات الإستنفار المخادع الذي احرق به النظام المخلوع جنوب السودان السابق، و ادي الى فصل جزء عزيز من الوطن.
لقد كان ذلك الإستنفار يستند على التحريض الديني ضد الحركة الشعبية باسم الاسلام، بينما يحاولون الآن التحريض بالدين و العرق و الجهة، لكنه فشل فشلا ذريعا، رغم الدعاية الحربية الكبيرة التي يديرها علي كرتي ، رئيس المؤتمر الوطني المخلوع، و رئيس ما يسمى بالتيار الاسلامي العريض، بمعاونه سناء حمد و أنس عمر، و منظري كتيبة البراء.
الحرب أثبتت بأن تلك الكتيبة هي محض مجموعات من مهاويس النقاء العرقي المختلط بالهوس الديني، و مجرد إعلان ترويجي يعتمد الكذب و التضليل، و ليست كتيبة حقيقية من المقاتلين تستطيع تغيير المعادلة العسكرية على الارض، بدليل هروب قادتها و افرادها المتواصل منذ بداية الحرب، و تجنب ملاقاه قوات الدعم السريع.
كل تلك الحقائق تجعل تمادى الجنرال البرهان في أحلامه الديكتاتورية ضرب من الجنون.
العالم الحر ، و الأمم الحرة في مشارق الأرض و مغاربها باتوا جميعا يعرفون بحال الشعب السوداني،
فأزمة الحرب ولدت أكبر أزمة إنسانية في الوقت الحاضر، و قد بذلت الأمم المتحدة جهد مقدر في الوصول الى تفاهمات المنامة. كما افلحت الضغوط الدولية في فتح الممرات الإنسانية التي تسمح بمرور الإغاثة للشعب السوداني، و قد شهدت وكالات الأمم المتحدة بالتعاون اللا محدود من مفاوضي قوات الدعم السريع، مع تعنت الجيش لوقت طويل.
لقد طلب العالم الحر مرارا و تكرارا من الجيش و الجنرال البرهان وقف الحرب، و العودة إلى المسار الديمقراطي، لكن ظلت المراوغة و التماطل هي سيدة الموقف.
لا احد يعلم على وجه التحديد ماذا يريد البرهان!، فهل ذهب البرهان إلى نيويورك ليبلغ الأحرار حول العالم جنوحه للسلم، و إستعداده للتوقيع على تفاهمات المنامة، أم ذهب إلى هناك لتكرار خطابه السابق، الذي يشكي فيه مر الشكوى من هزيمته العسكرية المجلجلة؟
العالم الحر مطلوب منه الضغط على الجنرال التائه، و على قادة العالم عدم الاكتفاء بمقاطعة كلمه الجنرال المهزوم، بل يجب عليهم توضيح الحقائق له كما هي، خصوصا عواقب تجاهله للدعوات الدولة، عسى أن يفوق من سكرته السلطوية.
يجب على الأمم المتحدة ان لا تسمح لهذا الجنرال الإنقلابي المهزوم، بأن يحتجز الشعب السوداني رهينة أحلامه المجنونه الغير قابلة للتحقق.
مجدي محمد مصطفى
الخرطوم