الجيش “جيش” السودان الجيش ماجيش “الكيران”.!!
الجيش “جيش” السودان الجيش ماجيش “الكيران”.!!
وارق احمد..
منذ انطلاق حرب 15 أبريل، شهدت الساحة السياسية والعسكرية في السودان تطورات دراماتيكية، حيث تقدمت قوات الدعم السريع بسرعة وحسم، محررةً مناطق واسعة من البلاد. في المقابل، عانى الجيش السوداني من تراجع ملحوظ، وجاءت الانتصارات المتكررة لقوات الدعم السريع لتسلط الضوء على حالة الفوضى والارتباك التي يعاني منها الجيش.
يعكس هذا الوضع تبايناً واضحاً في الجهود القتالية، يتجلى ذلك في الأعداد الكبيرة من القتلى والأسرى من ضباط وجنود الجيش وتأثير التضليل الإعلامي على المصداقية العامة للمؤسسات العسكرية.
تراجع الجيش السوداني وتقدم قوات الدعم السريع
منذ بداية الصراع، بدا أن الجيش السوداني في حالة من التقهقر المستمر.
فقد تم تسجيل آلاف الأسرى من ضباط وجنود الجيش في معتقلات قوات الدعم السريع، في حين يستمر إطلاق سراح بعضهم بين حين وآخر لأسباب إنسانية أو صحية. تمتاز قوات الدعم السريع بتقدمها الملحوظ في مختلف جبهات القتال، حيث تتواجد من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، في حين تراجع الجيش عن عدد من المناطق الإستراتيجية. تفيد التقارير أن هذه الحرب قد كشفت عن ضعف في كفاءة الجيش السوداني وخبرته الحربية، حيث يظهر ذلك في اعتماده المتزايد على حركات التمرد والمرتزقة.
دور الإعلام وأثره على المصداقية
إن التضليل الإعلامي الذي انتهجه الجيش منذ انطلاق الحرب قد أثر سلباً على مصداقيته. تشير الإحصائيات من جهات مستقلة إلى أن حوالي 70% من المحتوى المنشور في المنصات الرسمية للجيش هو بربوقاندا وفبركات وأخبار غير حقيقية. على النقيض، تبرز المنصات الرسمية لقوات الدعم السريع كمصادر موثوقة للمعلومات، خاصةً مع ظهور الناطق الرسمي لها بشكل منتظم وتقديم تصريحات مصحوبة بتسجيلات فيديو. بينما يظهر الناطق الرسمي للجيش في تسجيلات صوتية فقط، مما يثير الشكوك حول وجوده وحول مصداقيته الشخصية.
تأثير الحرب على الشعب السوداني:
يشاهد الشعب السوداني ودول العالم تداعيات الحرب وتاثيراتها الأقليمية بقلق شديد، ويرى كذلك ممطالة قادة الجيش من الجلوس في منابر التفاوض المختلفة وتدخل الاسلاميين غير الحميد فيها ومحاولات التهرب منها بعد الهزائم المتكررة. كما يُلاحظ القصف العشوائي الذي ينفذه سلاح الطيران بتأييد وتمويل من بعض الدول الإقليمية التي تسعى للحفاظ على وجود الجيش الاسلاميين من خلفه متحكمين في المشهد السوداني وتلقي التعليمات والاوامر من الآباء المؤسسين التاريخيين لهذا الجيش عند مصب النهر العظيم وقد تجلت مأساة الجيش السوداني عبر تاريخه الطويل في مقتل الملايين من أبنائه على يديه وبنيران اسلحته في جنوب السودان و في دارفور وجبال النوبة وحتى ثوار ديسمبر ، مما يشير إلى فشله في حماية الشعب نفسه. وقد ساهمت هذه الأحداث في توليد حالة من السخط والغضب الشعبي ضد الجيش وأدائه.
يمكن القول إن الحرب التي بدأت في 15 أبريل قد أظهرت بوضوح عواقب الخيارات العسكرية والسياسية الفاشلة للجيش السوداني. تتقدم قوات الدعم السريع بينما يتراجع الجيش، مما أثر سلباً على سمعة الجيش ومصداقيته في نظر الشعب السوداني والمجتمع الدولي. في ظل هذه الظروف، يظل مصير السودان ومواطنيه معلقاً في ظل الأوضاع المتدهورة، مع الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي شامل يعيد السلام والأمان إلى البلاد.