تقدم: اتصالات مع البرهان وحميدتي والمجتمع الدولي لوقف الحرب وحماية المدنين
دبنقا: بلو نيوز
أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عن عزمها الاتصال بقيادتي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحثهما على حماية المدنيين، وبمحازاة ذلك التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي لدعم جهود الاستجابة للكارثة الإنسانية ومعالجتها ودعم جهود الحل السلمي التفاوضي، ورأت أنه الاجتماع أنه لا بديل لإنهاء هذه الكارثة الماثلة إلا بوقف القتال فورًا، وأكدت على ثورة ديسمبر المجيدة التي قالت بأن السودانيون حولوها فيها معاناتهم إلى غضبٍ نبيل، واتهمت من سمتهم بقوى النظام المدحور بعرقلة مسيرة الانتقال بانقلاب 25/ أكتوبر ومع رفض الشعب للانقلاب أشعلوا حرب 15/ أبريل انطلاقًا مما وصفوه بسقفهم الأخلاقي الخفيض.
وأعلنت “تقدم” في البيان الختامي لاجتماعات المكتب التنفيذي المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 17-20 ديسمبر، عن عزمها الاتصال بقيادة القوات المسلحة والدعم السريع والجلوس معهما لضمان اتخاذ حزمة من الترتيبات العاجلة لحماية المدنيين.
وأكدت “تقدم” في البيان الذي بعثت به إلى “راديو دبنقا”على أن اتصالاتها بطرفي الصراع تهدف إلى حثهما للانصياع لصوت العقل والوفاء بتعهداتهما المعلنة بعدم التعرض للمدنيين في أماكن سيطرتهما، وتوفير ممرات آمنة، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والعودة العاجلة للتفاوض، عبر منبر جدة والاستجابة لمقترح قادة دول الإيقاد بعقد لقاء مباشر بين القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع من أجل الوقف غير المشروط لإطلاق النار لمعالجة الكارثة الإنسانية وابتدار المسار السياسي السلمي لمخاطبة قضايا الأزمة بعقل وطني جماعي يفضي للتوافق على مشروع وطني يخاصم الاستبداد ويطوي صفحة الحروب.الاتصال بالمجتمع الدولي والإقليمي:
وكشفت تنسيقية القوى الديمقراطية”تقدم” عن هدفها من التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي من أجل دعم جهود الاستجابة للكارثة الإنسانية ومعالجتها ودعم جهود الحل السلمي التفاوضي، ودعا المجتمعون لعقد جلسات عاجلة لمجلس السلم والامن الافريقي ومجلس الامن لمتابعة التطورات السياسية في البلاد، وتوفير آليات لحماية المدن وإيصال المعونات العاجلة من قبل المؤسسات الدولية بما يشمل: انشاء معسكرات للنزوح الداخلي تحت حماية دولية ووضع آليات فعالة قيد الاستعداد لحماية المدنيين وفتح الممرات الانسانية بإشراف دولي.
ورحب المجتمعون من أعضاء المكتب التنفيذي بقرار مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، القاضي بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق برئاسة القاضي محمد شاندي للتقصي حول الانتهاكات والتجاوزات التي وقعت منذ اندلاع الحرب.
وانخرط المجتمعون في نقاشات حول التطورات في ساحة الوطن مع دخول الحرب شهرها التاسع واتساع رقعتها وتمددها من الخرطوم لولايات دارفور وكردفان، وأخيراً لولاية الجزيرة وتخوم ولايات أخرى، ورأوا أن ذلك يضاعف معاناة الشعب السوداني وينشر مزيداً من الموت والتدمير والتشريد والانتهاكات، مؤكدين أنه لا بديل لإنهاء هذه الكارثة وانتشال البلاد من ما وصفوه بشفا حفرة الحرب الأهلية والفوضى الشاملة والتقسيم إلا بوقف القتال فوراً ودون تأخير واعتماد خيار الحل السياسي التفاوضي، وشددوا على أنه لا حلول عسكرية مشروعة للأزمة السودانية محمَّلين طرفي النزاع مسؤولية الانتهاكات التي نتجت عن هذه الحرب وأعادوا التأكيد على ادانتهم لها بأقوى أشكال الإدانة.
ثورة ديسمبر..غضب نبيل:
وحيَّا المجتمعون ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، ومحطاتها البارزة التي شهدت جولات من المقاومة الجماهيرية – ضد نظام “الإنقاذ” – وقالوا إنَّ السودانيون حوّلوا فيها معاناتهم إلى غضبٍ نبيل وثورةٍ على “واقع الاستبداد الغاشم”، مستهدين بما وصفوه بالسّطْع الدامي المتدفق من شرايين الشهداء، وأكدوا السودانيين حسموا المعركة لصالح إرادتهم الموحدة بعد ثلاثين عاماً لم تتوقف خلالها جولات المقاومة التي وصفوها بالباسلة إلّا لتبدأ مرةً أخرى “بحثاً، بدأب النمل، عن وطنٍ جديد ترفرف فوقه رايات الحرية والسلام والعدالة”..
واتهمت تنسيقية القوى الديمقراطية”تقدم” ما سمتهم بقوى النظام المدحور الآثمة بمواصلة تربصها بآمال الشعب السوداني، وحقه في الحرية والحياة الكريمة، وقالت إن تلك القوى ظلت تضع العراقيل في مسيرة الانتقال حتى تمكنت من تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر، وأضافت” فقد عاد السودانيون للشوارع والنشيد، مؤكدين ألّا قوة على وجه الأرض تحول بينهم وبين تحقيق حلمهم بالوطن الجديد”. وذكرت أن رفض الشعب السوداني للانقلاب وإصراره على استرداد مسار التحول المدني الديمقراطي، مجددة اتهامها “لقوى النظام المباد” بإشعال حرب 15 أبريل انطلاقاً من ما وصفته بسقفهم الأخلاقي الخفيض الذي لا يقيم وزناً لدماء السودانيين وتدمير ممكنات وطنهم ووضعه على شفير الانهيار الكامل والتقسيم، ورأت “تقدم” أن تلك الجماعة ظنت أن إشعال الحرب سينهي مسيرة ثورة ديسمبر “المجيدة” ويحقق أحلاهم في العودة للسلطة، وقالت: بأنهم متناسين أن ثورة ديسمبر هي الراية والغاية، وأن شعبنا لن يسمح بإسقاط تلك الراية حتى يبلغ الغاية وهي اللحظة التي يكتمل فيها خلاص الوطن من ميراثه حكمهم البغيض” وتابعت “حتى يصبح وطناً يسع جميع أهله ويحيطهم بشروط الوجود الكريم بلا تمييز ولا تهميش”.
عقد المؤتمر التأسيسي:
وخرج اجتماع المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بحزمة القرارات والتوصيات المضمنة في البيان الختامي والتي جاء من بينها، إعداد خطة العمل لعقد المؤتمر التأسيسي الجامع للقوى الديموقراطية المدنية – استناداً على تقارير وخطط اللجان المختلفة – ورفعها للمجلس القيادي الذي أجازها في اجتماع إسفيري، حيث تقرر عقد المؤتمر التأسيسي خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير القادم.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة تحضيرية تتولى مهام التنسيق والتنفيذ للأنشطة التي ستقود للمؤتمر التأسيسي، بما فيها مهمة البناء في ولايات السودان المختلفة وفي المهاجر، لتنظيم أوسع جبهة مدنية ديمقراطية من السودانيين والسودانيات المتطلعين لإنهاء الحرب وتحقيق غايات ثورة ديسمبر المجيد.