“مذبحة” الحركة الإسلامية بالحلفايا .. من يحمي المدنيين في السودان من قوات الجيش؟
“مذبحة” الحركة الإسلامية بالحلفايا .. من يحمي المدنيين في السودان من قوات الجيش؟
ابراهيم مطر.
ما من صعوبة تذكر في استنتاج أن مذبحة كتائب الحركة الإسلامية ضد المدنيين في “الحلفايا” ستتكرر في المستقبل، خاصة بعد أن استشعر الناس نفوذ الكتائب الإسلامية المتزايد والمطلق، وهي ترتكب ثاني مجازرها بحق الشباب ، في مسلسل تصفية لجان المقاومة السودانية، وبدافع الانتقام من مشعلي ثورة ديسمبر المجيدة، بتهمة جاهزة ومعلبة وتناسب الجميع، ولا يمكن استئنافها، وهي التعاون مع قوات الدعم السريع، قبل جز الرؤوس وأكل الأكباد، وبمباركة من الجيش الذي لم يعد يعرفه أحد، منذ ارتمائة في حضن الحركة الإسلامية بالكامل، ومجاهرته بالعداء لمعظم السودانيين من غير الإخوان .
وعلى الرغم من مشاهد القتل والدمار التي باتت تملأ وسائط التواصل الاجتماعي جراء الحرب، وبوتيرة متسارعة، فقد شعر السودانيون بالصدمة بعد مشاهدتهم الاثنين الماضي لفيديو يظهر فيه أفراد من كتائب “البراء بن مالك” و”العمل الخاص” التابعتين للحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش، بالقرب من عدد كبير من الجثث لشباب وأطفال في حي الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري، اعترف عناصر الكتائب الذين تحدثوا في الفيديو بقتلهم، وتم التعرف على البعض منهم على أنهم من المتطوعين في المطابخ الجماعية للحي، تمت تصفيتهم بدم بارد، بذريعة الاشتباه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع، بحسب المتحدثين في الفيديو من عناصر الكتائب، ووصلت الإحصائية النهائية للضحايا لـ120قتيلاً من الشباب، تمت تصفيتهم في المنازل والشوارع والأسواق، فيما عرف بمذبحة التكايا.
وتم التعرف على معظم الجثث التي ظهرت في الفيديو على أنها لشباب متطوعين، كانوا يخدمون المواطنين العالقين في مناطق النزاع، والذين لم تمكنهم ظروفهم من المغادرة، يعملون في المطابخ الجماعية التي ابتدعها السودانيون للتمكن من الحياة في ظل ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية، فعرفوا بـ”لجان الطوارئ”، يقدمون الطعام والعلاج، وبعض الخدمات الإضافية البسيطة، كتوفير المياه لسكان الأحياء العاجزين عن الخروج.
وتأتي المذبحة بعد أشهر قليلة من جريمة مماثلة تمت في بعض أحياء أمدرمان، وفي ظروف مشابهة، عقب انسحاب قوات الدعم السريع منها، فأعملت الحركة الإسلامية القتل في شبابها القتل والتنكيل، وتم تصوير الجريمة وبث الفيديو على الوسائط كذلك، إلا أن الجيش أنكر الواقعة – على الرغم من وجود الفيديوهات – وغض النظر عن صور القتلة التي تظهر فيها في كامل الوضوح، ما يشير إلى أن مثل تلك المذابح ستستمر، وأن الكتائب الإسلامية المتعطشة للدماء ستقتل ما استطاعت من الشباب كلما لاحت لها فرصة حتى تنكسر بندقيتها، ولا خيار آخر، بعد أن غاب الجيش بالكامل عن المشهد، وأغلقت الحركة الإسلامية أمام الحلول السلمية الأبواب والنوافذ.
وللأسف الشديد لم يعد في الوقت الحالي سبيلاً لإيقاف الحركة الإسلامية المجرمة وغل يدها عن القتل سوى مواجهتها بالبندقية، عبر تدخل قوات دولية لحماية المدنيين بعد أن وضعت الناس في إحدى خيارين أما قتالها، أو الوقوع ضحية لإجرامها، بعد أن لم يعد اختبائها خلف جيش “لا يرى بالعين المجردة في ميادين القتال” ممكناً. وأنت تنظر إلى وقائع الحرب في السودان اليوم من جانب الجيش، فلا تجد سوى كتائب الحركة الإسلامية الإرهابية التي تعتمد الغدر بالمواطنين الأبرياء العزل سبيلاً للقتال، وقوات مناوي وجبريل تملأ الأسافير بالضجيج، أو صور الإرهابي القاتل “المصباح طلحة” بلباس الجيش المخصي، تتصدر الشاشات.
ما من سبيل سوى قتال كتائب الحركة الإسلامية الإرهابية بالسلاح عبر قوات دولية ملتزمة بحماية المدنيين، قبل أن تثخن في الارض وتسفك دماء العزل والأبرياء، إذ لن يشفي غليل انتقامها من ثورة الشعب دماء الألوف من شباب السودان الواعد، الذين ينتظرهم الوطن بعد أن نعق فيه بوم الخراب، ولا توجد جهة في السودان حالياً، قادرة على إجبارهم على الالتزام بالقانون، ومن نافلة القول الحديث عنن أن قيادة الجيش التي يشتمها الإسلاميون كل يوم ويكيلون لها السباب والاتهامات دون رد، هي بالضرورة غير قادرة، وغير راغبة في حماية المدنيين، كونها طرف أساسي في مؤامرة إخوانية، تستهدف تصفية شباب السودان.