عين علي الحرب .. ھذه “الحَربُ” سِياجٌ لِمنعِ إفلاتِ “الظالمين”.!!
عين علي الحرب .. ھذه الحَربُ سِياجٌ لِمنعِ إفلاتِ الظالمين.!!
الجميل الفاضل..
بإنتھاء أطول حصة إملاءٍ وإمھالٍ، إمتدت لنحو ثلاثة عقود ونيف، أري أن “شديد القوي” قد أحكم الطوق علي رِقابٍ، من خِلالِ ھذه الحرب، سوف لن يُفلتھا، وأن رؤوسا أينعت بين يديه قد حان أو كاد أوان قطافھا.
فكل الطغاة الظالمين الذين أخذهم الله أخذ عزيزٍ مُقتدر، إنما أخذهم وهم في كامل قوّتھم وأوج جبروتهم.
إذ قال من لا ينطقُ عن ھوي: «إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته».
ثم قرأ: (وكذلك أخذُ ربِك إذا أخذ القُرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
أنظر كيف حين أهلكَ اللهُ “فرعون” بالغرق، لم يهلكه بتغيير موازين القوة، وإنما أهلكه وهو يقول: “أنا ربكم الأعلى”، أخذه وهو في أوج قوّته، يقود جيشه الجرار.
وحين أهلكَ اللهُ “النمرود”، لم يهلكه في لحظة ضعفٍ، وإنما أهلكه وهو في قمّة غَطرستِهِ، يُنادي في النَّاس: “أنا أُحيي وأُميتُ”.
وبالطبع حين أهلكَ اللهُ (عاد)، لم يهلكها بتغيير الأسباب، وإنقلاب الموازين، وإنما أهلكهم وهم يقولون: “من أشدُّ منّا قوَّة”.
وكذا حين أهلكَ اللهُ (ثمود)، فإنما أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون الصَّخر بالواد.
بل وحين شتَّتَ اللهُ شمل (الأحزاب) يوم غزوة الخندق، اليوم الذي ضاقتْ فيه على المؤمنين الأرض بما رحبت، وبلغت قلوبھم الحناجر، لولا أن أتت الريح تعدو عاصفة بأمر ربھا، لكي تقضي أمرا كان مفعولا.
وبالطبع “وما يعلمُ جنود ربّك إلا هو”، متي قدر ھبوا، وأينما نادي لبوا.
وبالتالي أتصور أنَّ هذه الحربُ قد خرجتْ قبل أن تبدأ، من يد حتي “الطرف الثالث” المعلوم بالضرورة الذي دبر لھا وأشعلھا، وكذا من أيدي طرفيھا المباشرين لھا، ھي حرب تُسيِّرها منذ إندلاعھا يدُ القدرة الي ما قضي الله من أقدار ومقادير.
إذ أن وقائع كل ما يجري في ھذه الحرب علي الأرض، يجافي بطبعه المنطق، ولا يقبله من ثَّم عقل.
حرب تجري وكأنھا مباراة داخلية أو تقسيمة، قوامھا تشكيلتين من كشف فريق واحد، ھو في النھاية فريق “نظام الإنقاذ”.
بيد أنه لا مناص للناس والحال ھكذا، من التحلي بالصبر وحكمة الشيخ الشعراوي التي يقول فيھا ناصحا: “لا تقلق من تدابير البشر، فإن أقصى ما يستطيعون هو تنفيذ إرادة الله”.