الرذيل العام “البرهان” هو آخر تجلى للهيمنة “المصرية” على السودان.!!
منذ اليوم الذى أدى فيه الرذيل العام المدعو البرهان تعظيم سلام لديكتاتور مصر فى مشهد مخزئ يستدعى القئ لكل من شاهده وفى جوفه شئ من العزة والكبرياء !
ولو أن هذا المسلك حصل من رئيس دولة أخرى فى عالم اليوم غير سودان المخازئ والتناقضات لحوكم شنقآ فى ميدان شعبى عام ، فقد استهون طغاة و جنرالات جيش البازنقر واستخفوا بكل ما يتعلق بحقوق الشعب نتيجة مكوثهم على صدور الشعب السودانى زهاء ال 70 عام ، مدعومين من اسيادهم وأولياء نعمتهم فى شمال الوادى ،فأصبحوا يروا بعيون أسيادهم ويسمعوا ما يملونه عليهم من تعليمات فينفذونها كأنما هى كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه ! هكذا كان عبود وهو يوقع على اتفاقية تقاسم مياه النيل 1959م والتى اعطت السودان 18.5 مليار متر مكعب مقابل 55.5 مليار متر معكب لمصر لوحدها مقابل كل حصة دول حوض النيل الشرقى والبحيرات الإستوائية وحوض النيل الجنوبى ونهر السوباط، وحسنآ نفضت دول حوض النيل يدها عن اتفاقية 1929 و 1959 التى لم تشارك فيها وقتئذ حيث كانت تحت الإستعمار ونبارك لها الخطوة الشجاعة بتكوين مفوضية حوض النيل التى تم تدشينها فى اليومين الماضيين والتى تعتمد مبدأ نايريرى وبذلك هى فى حل عن كل الاتفاقيات الاستعمارية المنتهية الصلاحية ، كما أن عبود هو الذى نفذ أمر اسياده بالموافقة على إنشأ السد العالى وإغراق مدينة حلفا القديمة والقضاء على آثارها الحضارية التاريخية وتشريد أهلها ، ثم أكمل النميرى تدمير السودان حسب ما يرغب السيد فى شمال الوادى فقام بدفن النفايات الكيميائية المسرطنة فى شمال السودان ووقع صفقة ترحيل الفلاشا المشهورة كما استجلب سلاح الطيران المصرى لقتل أهل الجزيرة أبا وود نوباوى فى أم درمان ما تعد سابقة لأول مرة فى تاريخ الأمم أن يستعين رئيس لدولة مستقلة بجيش أجنبى لقتل شعبه ! وثالثة الأسافى هو ما قام به اخوان الشيطان وبشيرهم وكأن هذه الأنظمة العسكرية تتنافس فى تنفيذ المنفستو المصرى فى السودان، وحقآ هى كذلك حتى تحصل على صك المكوث على كراسى سلطة العمالة فى السودان، وما حصل من تدمير ممنهج للسودان فى سنوات القحت والضنك الإنقاذية
هذه فوق التصور والخيال البشرى إذا ما أخذنا فى الإعتبار الظرف الزمانى المواكب على مستوى العالم من حريات مدنية وتقدم و رفاهية للدول من حولنا، ولكن المؤسف أن السودان عاش ولم يزل أهوال من العذاب والضياع والموت المجانى والتمزق بما يشبه اهوال يوم القيامة ! فقد مات ملايين الناس فى الجنوب فى حرب عبثية تحت شعارات زائفة باسم الدين وأنتهت بإنفصاله ! وفى دارفور كذلك مات مئات الالآف من الناس بمرأى من العالم ما أدى الى أن يصبح رئيس النظام ومعاونيه مطالبين للجنائية الدولية تحت جرائم الإبادة الجماعية ولم تكتفى جماعة الإخوان بذلك فحسب بل قاموا بخيانة وطنية إضافية بعد فصل جنوب السودان ، فتنازلوا عن حدود الوطن مقابل عدم الملاحقة من قبل اسيادهم فى جريمة محاولة اغتيال مبارك الفاشلة عن حلايب وشلاتين وابورماد وسمحوا بمزيد من النفوذ المصرى فى السودان !
والأدهى وأمر هو ما آلت إليه الأوضاع بعد تغيير البشير ، وأيلولة الأمر للجنته الأمنية بقيادة الرذيل العام الحالى وعودآ على بدء فإن مشهد البرهان وهو يؤدى تحية الإذعان الكامل للسيسى يختزل ويزيل اللبس عن ذهن المراقب للوضع السودانى الآخذ فى التدهور والإنهيار السريع منذ 11ابريل 2019م ولا شئ يدعو للإستغراب فالبرهان هو آخر حلقات نظام 56 الذى لم يكن سوى ظل مصر فى السودان من خلف الأنظمة العسكرية الديكتاتورية ولذلك لم نشهد أى أداء وطنى لصالح السودان ونهضته وظل الحال كما هو يراوح مكانه بل هو فى تدهور مستمر وفى حالة حرب أهلية مستعرة منذ توريت 1955م والى الخرطوم 2023م والتى مازالت تزداد أوارآ وفتكآ ، إذن فالبرهان هو آخر حلقات الهيمنة المصرية وكما فى الحبكة الدرامية المصرية فى أواخر الفلم تظهر اللقطات القوية والمؤثرة ويكشف البطل عن وجهه الحقيقى وتحصل عملية حل اللغز واالإثارة ! فمن بعد تحية الإذعان نفذ البرهان فض اعتصام القيادة ثم انقلاب 25 اكتوبر 2021م ثم اشعل حرب ال 15 من ابريل 2023-م والتى مرت بمراحل متعددة الى أن وصلت لكشف النظام المصرى لوجهه الإستعمارى القبيح بالتدخل السافر عبر سلاح الجو وقتله وإبادته للشعوب السودانية فى جريمة عابرة للحدود تضاف لجرائمه السابقة والتى ستدفع ثمنها مصر الرسمية والشعبية فى القريب العاجل ولا شئ يسقط بالتقادم والشعب السودانى الذى هزم الإمبراطورية التى لم تغب عنها الشمس وأتى برأس غردون لن يهزمه السمسار المصرى الذى طوال تاريخه كان مجرد جسر للإمبريالية العالمية ووكيل لها فى المنطقة ! وفى ظل المتغيرات الجيوسياسية على مستوى قارتنا الإفريقية ستفقد مصر دورها التاريخى الذى اتسم بالهيمنة والوصاية وخاصة بعد تكتل دول حوض النيل بقيادة اثيوبيا وسودان ما بعد 15 ابريل وبعد انتصاره بإذن الله سيأخذ مكانه بين الأشقاء الأفارقة كمساهم حقيقى فى التنمية على مستوى القارة ومشارك فى كل قضاياها العادلة كدولة ذات سيادة بعد فك الإرتباط بجارة السوء والقضاء على عملائها الأوباش ممثلين فى نخبة وجيش البازنقر كبقايا استعمار ومخلفات للماضى الأليم لنخبة(56)!!!