بورتسودان: اتصال وحوار غير رسمي .. خطوة أفريقية نحو إنهاء النزاع في السودان.

25

بلو نيوز الإخبارية: وكالات-

عبر مكتب اتصال في بورتسودان وحوار غير رسمي مع الحكومة، يسعى الاتحاد الإفريقي لتحقيق تقدم في الأزمة السودانية، بهدف إنهاء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

فتح مكتب الاتصال وبدء حوار غير رسمي، هما ما اقترحه “مجلس السلم والأمن” التابع للاتحاد الأفريقي، خلال اجتماع عُقد يوم أمس الإثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

مجلس السلم والأمن مسؤول عن الحفاظ على السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، وقد تم تأسيسه كجهة تعمل على حل النزاعات في يوليو 2002، وبدأ عمله في ديسمبر 2003.

قرارات مجلس السلم والأمن:

وأكد المجلس على أهمية التواصل مع جميع الأطراف السودانية المعنية، معرباً عن أمله في إجراء “حوار غير رسمي مع ممثلي الحكومة السودانية”.

وطالب المجلس رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي اعادة مكتب اتصال في مدينة بورتسودان، مقر الحكومة السودانية، بعدد محدود من الموظفين، أخذًا في الاعتبار الوضع الأمني، من أجل التواصل مع الأطراف المختلفة وتقديم الدعم الفني.

دعا المجلس طرفي النزاع، الجيش والدعم السريع، إلى التعاون التام مع اللجنة الرئاسية التي يرأسها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. من المقرر أن تجتمع اللجنة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لمناقشة كيفية جمع قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، حول مائدة المفاوضات.

من المقرر أن تستضيف العاصمة الأوغندية كمبالا قمة خماسية في الثالث والعشرين من هذا الشهر، حيث تم تضمين جدول الأعمال الترتيبات لعقد اجتماع بين البرهان وحميدتي، لمناقشة أوضاع الحرب في السودان.

ستشارك في القمة دول من إقليم شرق أفريقيا برئاسة موسفيني، ومن إقليم غرب أفريقيا الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، ومن وسط أفريقيا رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما، ومن شمال أفريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن جنوب أفريقيا الرئيس الأنغولي جواو لورينسو.

ودعا “مجلس السلم والأمن” مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة “الإيغاد” والدول المجاورة إلى تقديم الدعم للجنة الرئاسية في تنفيذ خطة العمل التي وضعها الاتحاد الأفريقي، والتي تتضمن وقف إطلاق النار دون شروط، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وبدء عملية سياسية شاملة.

أبرز المجلس أهمية التشاور مع المسؤولين السودانيين حول مقترحات البرهان لإنهاء النزاع، والتي تتضمن إنشاء نقاط لتجمع القوات، واستعادة العملية الانتقالية الديمقراطية بقيادة مدنية، كما رحب باستعداد البرهان لتشكيل حكومة انتقالية تحت قيادة مدنية.

استنادًا إلى توصيات البعثة التي زارت السودان في 3 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أكد المجلس على أهمية إعطاء الأولوية لرفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي بأسرع وقت ممكن.

بتاريخ 27 أكتوبر 2021، قرر الاتحاد الأفريقي تعليق مشاركة السودان في كافة أنشطته “على الفور”، بسبب “استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية”.

مباحثات العودة إلى “الإيغاد”:

في تطور ملحوظ، ناقش رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، مساء أمس، مع وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، طرق استعادة السودان لعضويته في الهيئة الحكومية للتنمية “الإيغاد”.

جمد السودان عضويته في المنظمة في 20 يناير الماضي، تعبيراً عن احتجاجه على مشاركة قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، في قمة استثنائية للمنظمة تم عقدها في أوغندا قبل يومين من قرار التجميد.

“الإيغاد” هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تم إنشاؤها في عام 1969، ويقع مقرها في جيبوتي، وتضم في عضويتها دول إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، إريتريا، السودان، وجنوب السودان.

التقى البرهان في مدينة بورتسودان بوزير خارجية جيبوتي، الذي نقل له رسالة مكتوبة من رئيس بلاده، إسماعيل عمر جيله، الرئيس الحالي للهيئة الحكومية للتنمية “الإيغاد”، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.

قال وزير الخارجية السوداني، حسين عوض، في بيان أصدره مجلس السيادة، والذي اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إن الاجتماع ناقش إمكانية عودة السودان إلى “الإيغاد”.

وأوضح أنه “جراء نقاش طويل بين البرهان ومبعوث الرئيس الجيبوتي، تم التطرق إلى الأخطاء والانحرافات السلبية التي اتخذتها الإيغاد بخصوص الأزمة في السودان”.

أكد عوض أهمية فصل علاقة السودان بجيبوتي عن علاقته بمنظمة “الإيغاد” حتى يتم “تصحيح موقفها والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها تجاه السودان”.

سعت منظمة “الإيغاد” لعقد اجتماع بين البرهان وحميدتي في جيبوتي لمناقشة وقف إطلاق النار في نهاية عام 2023، ولكن وزارة الخارجية السودانية أعلنت تأجيل الاجتماع لـ”أسباب فنية”، حسب ما ورد إليها من وزارة الشؤون الخارجية الجيبوتية.

وأشار عوض إلى أن الرئيس الجيبوتي أظهر في رسالته استعداد “الإيغاد” لتخطي الخلافات، معبرًا عن تفاؤله بعودة السودان إلى المنظمة كعضو نشط.

من جانبه، صرح وزير خارجية جيبوتي بأن زيارته تمت بتكليف من الرئيس جيله، كرئيس لمنظمة، من أجل تشجيع السودان على استعادة دوره الفاعل فيها.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *