بله عبد السيد يكتب: خطاب “حميدتي” وإستدعاء شخصية “التعايشي”.!!
خطاب “حميدتي” وإستدعاء شخصية “التعايشي”.!!
الاستاذ بله عبد السيد ..
علي الرقم من أنني والكثيرين غيري ممن يؤمنون بمشروع الدعم السريع قد اوعزنا لضرورة اتخاذ مثل هكذا قرارات ومهدنا لذلك عبر عدد من وسائل التعبير عن الرأي.
وشخصيا قد اشرت لهذا بالتفصيل في مقالي السابق عبر صحيفة إدراك بعنوان ( لم يعد الصمت ممكنا علي مصر), الا انني وللحقيقة واحد من الذين أصابهم الوجوم من هول الصدمة جراء حجم إنتهاكات مصر لسيادة السودان ونهبها لموارده ، خصوصا بعد مشاهدتنا لعدد من الفيديوهات للشاحنات المكدسة وقطعان الماشية وما استتبع ذلك من أدلة وشواهد تؤكد نهب مصر لثرواتنا الزراعية والحيوانية .
وتداعيات القرار استأثرت ليس فقط باهتمام السودانين ، فحسب، وانما العالم باثره . وجه الغرابة لدي لا يكمن فيما تحلى به محمد حمدان دقلو من شجاعة وجرأة لم يألفها الناس في أي قائد مر علي السودان منذ أن سقطت دولة ( ود تور شين ) وحتى اليوم ، وانما مبعث دهشتي كيف اننا لبسنا في هذا العذاب المهين وتعايشنا معه هذا القدر من الزمن .
قد نكون ظلمنا أنفسنا وفوتنا عليها فرصة كبيرة لو اكتفينا فقط بنشوة السعادة التي اشاعها وسيشيعها هذا القرار في نفوس السودانين الوطنيين، بشتى انتماءاتهم الاساسية والاجتماعية والجهوية فحسب، وانما القرار هو مدعاة لتأمل ما تفعله النفس الامارة بالسؤ بصاحبها وكذلك مناسبة للوقوف علي طبيعة الشخصية السودانية وما اعتراها من اختلالات بنيوية مدمرة كنتاج لاسقاطات الحكم الاجنبي الاستعماري وكذلك الوطني ، لا سيما حقبة حكم الاسلاميين للبلاد لاكثر من ثلاثة عقود.
على الصعيد السياسي النخبوي فقد نجح القرار في تعرية وفضح تواطؤ النخب و السياسيين والنشطاء خصوصا المحسوبين علي المركز وتوابعهم من الهامش ، مع النظام الفرعوني في مصر. واكبر دليل علي ذلك هو بقائهم صامتين حتى هذه اللحظة ، ولم يفتح الله علي أحدهم بكلمة ، اللهم الا من بعض التخرصات التي تفوه بها اللص فكي جبريل متملقا لمصر او من لف لفه من نظرائه في حزب الأمة ، من امثال محمد عبد الله الدومة ، الذي لم يجد ما يرضي به اولياء نعمته في مصر الا تدبيج البيانات الجوفاء مهددا ومتوعدا للشرفاء من كوادر وقيادات حزب الأمة الذين شجبوا ما ارتكبه الطيران المصري بحق المدنين العزل وتدخلات مصر السافرة في السودان.
يحمد لكثير من الفاعلين ونشطاء الميديا ، ممن هم كانوا مساندين للجيش ، كونهم غلبوا الروح الوطنية علي الانتماء الضيق ، واعلان مساندتهم بوضوح للقرار. اما الذين حرمتهم المكابرة وحالت بينهم وبين أن ينالوا هذا الشرف، قطعا سيقتالهم وخذ الضمير والاحساس بالندم كلما انهالت البشريات علي اهلنا بفتح منافذ بديلة للتصدير ومناطق حرة لتسويق منتجاتنا ، وكلما ازداد الاقتصاد المصري انهيارا وتدهورا .
لقد ظللنا علي الدوام نحتفل ونمجد لحظات تاريخية مثل الاستقلال واكتوبر وابريل ، توهما منا انها تعبر عن استقلالنا وامتلاك قراراتنا، إلي أن جاء هذا اليوم التاريخي لنكتشف أن استقلالنا الحقيقي هو حقا ما اتخذه القائد محمد حمدان من قرارات في 9 أبريل، 2024، وما قامت به قواته الشجاعة من اجرات علي الأرض.