اذا راد الله اهلاك قوم، سلطهم ليسفكوا دماء اهل غرب السودان.
اذا راد الله اهلاك قوم، سلطهم ليسفكوا دماء اهل غرب السودان.
السنوسي عبدالله ابوجولة.
تؤمن بالصدف او لا يؤمن بها ذلك شانك..لكن افهم ان قواعد العلوم الطبيعية وقوانينها ما هو الا تكرار متواصل للصدف..
تاريخ غرب السودان القريب ، ولنفرض ان مدى ذلك الناريخ هو المائة وخمسون عاما الماضية ، تاريخ تكررت به الصدف حتى اصبحت قاعدة ثابتة…هذه الفترة مقارنة باعمار الشعوب ، قد لا تزيد عن ساعة من متوسط عمر الانسان العصري..خلال هذه المدة هلك كثير من الذين ظنوا انهم طغاة وتجبروا على اهل غرب السودان وسفكوا دماء اهل غرب السودان ، ظلما ، وظنوا انهم يحسنون صنعا ، ومن ثم اهلكم الله هلاك عاد وثمود واصحاب الايكة والرس…
فالهالك الاول هو الزبير باشا. فالضبط قبل ١٥٠ عام ، اي فى عام ١٨٧٤م ، ارسل الاتراك ، ربيبهم الزبير رحمة لفتح دارفور ونهبها ومن ثم استرقاق الضعفاء من شعبها.. لم تمضي ثلاثة اعوام من بعد قتله لسلطان دار فور ، السلطان ابراهبم قرض واعتداءه على ظار الرزيقات وقتل الناظر مادبو و احتلال دارفور ، الا وجد سليل عبيد الخلافة العباسية ، المدعو الزببر باشا ، نفسه مسجونا فى القاهرة وبامر من بيرطانيا واللذى اصدرته الى الاتراك والذين اصدروه الى المصريين بالقبض على المجرم الزبير وزجه فى سجن ما وعدم تركه للعودة الى السودان..الزبير حمة هلك فى مصر فى عام ١٩١٣م ولا يعرف احدا ما حل بجيفته..
الهالك الثاني هو من ارسل الزبير باشا ..الزبير باشا ارسله الالباني اسماعيل محمد على باشا ، باشا المصريين ، لصيد الناس واسترقاقهم وتخريب حياة ملايين البشر ، ليس فى غرب السودان وحسب ، وانما فى وسط افريقيا كلها..اسماعيل محمد على باشا نفسه هلك فى عام ١٨٧٩م. ، اي بعد خمسة اعوام من ارساله عبده الزبير ياشا الى غرب السودان .وفى عام ١٩٥٢م قام عسكر من المصريين بخلع اسرة محمد على كلها من كرسي حكم مصر والى الابد…..وهلك اخر ملوكها والمدعو فاروق فى حضن غانية فى احد البارات الايطالية.
الهالك الثالث هو خلافة الاتراك المجرمة والتى كانت تغزو ديار المسلمين وتقتلهم وتنهبهم وفى افريقيا تستعبدهم…خلافة الترك هذه سلطها الله على نفسها..فبقيام الحرب العالمية الاولي عام ١٩١٤م قام الترك بالانضمام لدول المحور ، وهي المانيا وحليفاتها..الترك لم يفهموا انهم ليسوا اوروبيين عقابهم سوف يكون ضعاف اذا ما خسر حلفاءهم الحرب..الاتراك او الترك انتهي بهم الامر الى انهم خسروا الحرب وهزموا هزيمة نكراء..وفى عام ١٩١٨م وقعوا معاهدة مودرس مع الحلفاء واقروا بهزيمتهم..هزيمة الترك جردتهم من كل مستعمراتهم فى الارض ورجعوا يحلبون الماعز كما كانوا فى تاريخهم كله . فى الاخير اتي كمال اتاتورك عام ١٩٢٣م وخلع الخلافة من جذورها واراح المسلمين من شرورهم وشرور ابوابهم العالية امام الضعفاء ووضيعة ، حقيرة ، ذليلة امام الاقوياء..
الهالك الرابع هو الامبراطورية البريطانية العظمي نفسها..هذه قصتها طويلة..فالامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس لم تتوب عن ارتكاب الفساد و الفواحش والدمار لخلق الله فى الارض..الامبراطورية البريطانية غزت امريكا حتى مكنت الاروبيين من ابادة الهنود الحمر وخلق مستعمرتين لها ، احداهما الولايات المتحدة والاخرى كندا ، ولم يقع لها مكروه…وغزت استراليا و ابادت اهلها واقامت لها مستعمرة استيطانية ، ولم يقع لها مكروه..وغزت نيوزلندا وابادت اهلها وايضا اقامت لها مستعمرة استيطانية ، ولم يقع لها مكروه..وقبل ذلك بثلاثمائة عام غزب جنوب القارة الافريقية وابادت ملايين البشر ولم يقع لها مكروه..وغزت عشرات الدول فى افريقيا واسيا وجزر الكاريبي ولم يقع لها مكروه…مشكلتها انها غزت السودان عام ١٨٩٨م وقتلت اهل الغرب الذين تصدوا لها….من هنالك اتاها امر وقدر العلي العظيم ولم ترى عافية من وقتها و انها الى الافول الابدي. من بعد ذلك بستة عشر عام فقط ـ اى فى عام 1914م ، قادت بيرطانيا دول الحلفاء وحاربت الامبراطورية النمساوية المجرية ( المان باسم اخر ) وحلفائها فى الحرب العالمية الاولي..ربك سلطهم على انفسهم..كتبوا وصاغوا اتفاقية ذل واهانة لالمانيا واجبروها على توقيعها فى قصر فارساي فى باريس فى عام ١٩١٩م..هذه الاتفاقية نهت الامبراطورية البيرطانية والى الابد..اتفاقية صاغوها بايديهم لتنهيهم…سبحان الله…. ففى عام 1933م صعد الفورو اودلف هتلر الى سدة منصب المستشارية فى المانيا و معه حزبه النازي. لم تمضي اكثر ن خمسة اعوام ونصف ، وتحيدا فى عام 1939 ، قامت الحرب العالمية الثانية و خلاصتها التدمير الكامل وهد الامبراطورية البيرطانية من اسسها. الامر وصل الى ان اصبحت لندن الوجة المفضلة لطيران الجيش النازي السمي باللفت فافا و دكها كلها حتى وصل بهم الامر الى هروب اعضاء الاسرة الحاكمة الى الريف البيرطاني و التخفي وسط الفلاحين فى الريف ، الذين يكرهونهم جدا ، للنجاة من غضب الله الذى سلطه عليهم باسم الالمان. الحرب انتهت فى عام 1945م وعقد مؤتمر يالطا فى فبراير 1945م. نعم الفاشي المتغطرس ونستون تشرشل دعي الى الاجتماع ، ولكن الكرة الارضية قسمت بين جوزيف ستالين السوفيتي و فرانكلين روزفلت الامريكي وترك شيخ البيرطانيين يحرك غليونه يمينا وشمالا ويعدل فى قبعته وبنطلونه المتنصل و لم يجد ما يفاخر به الا قوله ان بيرطانيا امبراطورية كبري لانها تحكم الهند ايضا. فتشرشل لم يعرف وقتها ان مستعمرات امبراطورينه تم حسابها على انها من حصة الامريكيين الذين رسموا استعمارا جديدا ليمارسوه على الشعوب المستعمرة مباشرة من البيرطانيين. خلال 15 عاما تم طرد بيرطانيا من 99% من مستعمراتها ، بدا من الهند فى عام 1947 الى نيجيريا وكينيا وزامبيا فى العام ١٩٦٢م وقبله. اليوم بيرطانيا ترجع ميلا الى الوراء صبح كل يوم جديدا. لم تعد قوة عسكرية او اقتصادية او سياسية ، الا بمقدار ما يمليه عليها الامريكان. اخر حيلهم انهم خرجوا من الاتحاد الاوربي واتوا ب ( هندي) ليحل لهم مشاكلهم ولكنهم طردوه خلال 18 شهرا. ريشي سوناك هندي تماما كمثل الهنود الذين كان يستعملهم البيرطانيون ، ايام الاستعمار ، بدل البغال لحمل متاعهم عليهم وحمل البيرطانيين على اكتافهم ولم يكن يعدوهم من البشر. ايرلندا شبه خرجت منهم ، وخلال عقد سوف نرى الاسكتلنديون يجرون استقتاءا اخرا للاستقلال عن بيرطانيا ، ووقتها لن تبقي الا انجلترا وويلز ، بمساحة اكبر من محلية امبدة ، بقليل.
اما الهالك الخامس فهو فى داخل السودان . ففى العقود الاخيرة ، لم يكن مصير الذين سفكوا دماء اهل الغرب بافضل من الذين سبقوهم. فالبشير الذى كان يتنطع بان اغتصاب المراة فى دارفور من قبل الجعلي هو فخر لها ، فقد اذله الله ذلة خير منها الموت والصلب. فقبل ان يخرج الشعب ويسمعه عبارة “تسقط بس” ، خرج عليه المجتمع الدولي واصدر امر قبض عليه وهال عليه عدد من التهم ، ما كان ان يهيلها على ابليس نفسه لو كان حاكما. فالبشير اصبح رمزا تاريخيا فى القتل والابادة وبيع الوطن والهروب و التخفي و الجرائم العابرة للقارات . ما زال البشير هاربا من العدالة الدولية. اظن ان البشير نفسه جعله الله اية للناس ، انجاه من القبض ليجعله عبرة للذين ظلموا ليروا عاقبة الامور. اما جيشه وجهاز امنه وزبانيته الذين اعانوه ونفذ بهم كل طغيانه وفساده ، فقد اخرج لهم من رحمهم، الدعم السريع ، ليذيقهم وبال امره ، فلاول مرة نسمع ان لواءا قال ( باع). خذى الله الافراد و العصبة ، لمن اراد ان يتعظ . ما حل بهؤلاء البشر لن يمحوه التاريخ ابدا. هم وتنظيمهم وقتل اهل الغرب سوف ينتهي بخلع تنظيم الكيزان ارض السودان وتنظيم الاخوان المسلمين من الكرة لارضية…
الهالك السادس ، فهو على الطريق..سلطه لله على نفسه ويمكر مكر السوء ليلحق بالخمسة الذين ذكرناهم من قبله.. فالذين لا يكادوا يفقهون قولا ، جيران السوء ، اعتدوا على الشعب السوداني كله وبدأوا بقتل جنود الدعم السريع فى صبيحة ١٥ ابريل ٢٠٢٤م.. وغالبيتهم من اهل غرب السودان…وليس ذلك وحسب ، بل وصل مدن قرى غرب السودان وقتل الالوف من المدنيين..نساء اطفال عجزة وناس مساكين لم يعتدوا يوما على احد…بل ، حتى فى الخرطوم وولاية الجزيرة وولاية سنار ظهر ان طيرانهم يستهدف الاسواق وتجمعات غالبية اهلها من غرب السودان… رب العالمين بدأ فى نزال غضبه و البطش بهؤلاء المعتدين…وبدأ ربك فى تسليط عذاب عليهم ،…نحن رايناه ولم نفقهه ونعقله جيدا..عذاب اشبه القنبلة النيترونية..عذاب لا يبقي ولا يذر……..وفى الاخير ، كل من عليها فان ، ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام…
انتهي.
القادم :…قنبلة رب العالمين فى منابع النيل…